عبدالفتاح المنطري
في الندوة الصحفية للفرع الجهوي مراكش الجنوب للجمعية المغربية لحماية المال العام المنعقدة يوم الخميس 26 دجنبر الجاري بدار سعيدة بمراكش،قال رئيس الجمعية المحامي محمد الغلوسي أن جائحة الفساد المتنقل أعظم من الزلزال،شبيهة بالإرهاب وأن هناك على سبيل المثال لا الحصرمن اغتنى من الريع والفساد العقاري بمراكش بصورة مذهلة كحال “مول السيديات” و”البلومبي “و”السيكليس”من الذين أصبحوا في نظره
بين عشية وضحاها من ملاك العقارات الكبار
لا إفلات من المساءلة والعقاب
وقد تناول الغلوسي خلال الندوة مجموعة من الملفات الكبرى المرتبطة بالفساد ونهب المال العام، والتي لا تزال معروضة على القضاء،مؤكدًا أهمية تسريع الإجراءات القضائية لضمان عدم إفلات المتورطين من العقاب
ومن بين الملفات التي حظيت باهتمام خاص، أشار الغلوسي إلى ملف كازينو السعدي، الذي يُعتبر أحد أبرز قضايا الفساد بمراكش، حيث حسم القضاء فيه بإصدار أحكام نهائية ضد المتورطين.و شدد الغلوسي على رمزية هذا الملف باعتباره نموذجًا صارخًا للفساد واستغلال النفوذ. وقد أثنى على الأحكام القضائية الصادرة، لكنه أشار إلى ضرورة متابعة كافة المتورطين واسترجاع الأموال المنهوبةواستعرضت الجمعية قضايا متعلقة بسوء تدبير الشأن العام، وتبديد أموال عمومية في قطاعات مختلفة، خاصة في مجالات العقار والبنية التحتية. مشددا على تسريع وتيرة البت في ملفات الفساد المالي والإداري، وتعزيز آليات الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة،وتفعيل دور مؤسسات الرقابة والمحاسبة بما يضمن حماية المال العامودعا الغلوسي، في ختام كلمته، إلى المزيد من التعاون بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك القضاء، من أجل تعزيز الثقة في مؤسسات الدولة وتحقيق العدالة الاجتماعية،مؤكدا في هذا الصدد على أن الفساد صار بنيويا و هيكليا في عدد من القطاعات وأن 50 مليار درهم تضيع من المال العام كل سنة بسبب هذا الفساد المستشري في البلادhttps://www.youtube.com/watch?v=VexReGVWCfcجائحة الفساد/تلاعب الصفقات/ كازينو السعدي/استغلال النفوذ.. الغلوسي يحذر من لوبيات العقار العمومي
الدعوة إلى تنزيل توجيهات الملك في محاربة الفساد
وعلاقة بالموضوع ،دعا حقوقيون مغاربة الحكومة إلى تنزيل توجيهات الملك محمد السادس إلى تعزيز مبادئ التخليق ومحاربة الفساد، التي جاءت ضمن رسالته الموجهة إلى المشاركين في أشغال المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمةوقد جاء ضمن رسالة الملك: “إنه أصبح من الضروري تعزيز مبادئ التخليق ومحاربة الفساد، من خلال تطوير فلسفة الرقابة والمحاسبة، إعمالاً للمبدأ الدستوري القائم على ربط المسؤولية بالمحاسبة”وفي ما يتعلق بالتحدي الرابع المتعلق بربط المسؤولية بالمحاسبة في مجال تدبير الشأن الترابي، أبرز الملك محمد السادس أن “الجماعات الترابية الأخرى بمقدورها كسب رهان التنمية والقطع مع الأنماط التقليدية للتدبير، من خلال إقرار واعتماد آليات الحكامة والديمقراطية والمشروعية والفعالية”وقال محمد المسكاوي،رئيس الشبكة المغربية لحماية المال العام، إن “سياق الدعوة الملكية إلى تعزيز محاربة الفساد يأتي في ظل استمرار هذه الظاهرة في تفاقمها”،و أن “الحكومة الحالية هي الوحيدة ضمن الحكومات السابقة التي لم تتخذ خطوات واضحة لمعالجة هذه الظاهرة”وأورد المتحدث ذاته أن “الحكومة الحالية مدعوة من خلال رسالة الملك إلى تنزيل توجيهاته، أولاً عبر تقييم الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، التي لم تظهر نتائجها بعد،وستنتهي في 2026”، ويعتقد هذا الحقوقي البارز أنه “من أجل محاربة الفساد في الجماعات الترابية لا بد من الانتباه إلى نقطة مهمة تتعلق بتتبع الولاة مهام هذه القطاعات من أولها إلى آخرها، ثم بعدها تتم معاقبة رئيس الجماعة في حال ثبوت الاختلالات”، معتبراً أن “هذا الأمر متناقض تماماً”، قبل أن يشير إلى أن “هذا ربما جاء مع دعوة الملك إلى تطوير فلسفة الرقابة والمحاسبة، إعمالاً للمبدأ الدستوري القائم على ربط المسؤولية بالمحاسبة”
تجربة سنغافورة في مكافحة الفساد تعد تجربة عالمية رائدة
يبقى الفساد أحد أكبر العوائق التي تحول دون التنمية الإقتصادية والإجتماعية، فكانت بذلك النزاهة والشفافية من أوليات دولة سنغافورة ،الأمر الذي جعلها من أبرز الاقتصاديات العالمية ومثالا يحتذى به، وقد لعبت الحكومة السنغافورية دورا كبيرا في هذا النجاح من خلال استراتيجيتها المنتهجة للحد من الفساد سواء الإداري منه أو المالي،حيث أحدثت مكتبا لسن قانون مكافحة الفساد، هذا الأخير جرت عليه العديد من التعديلات التي أسفرت عن اتساع دائرة مكافحة الفساد مما أكسب البلد الحصول على مراتب أعلى بمجال الشفافية والنزاهة، واحتل بذلك المرتبة الرابعة عالميا سنة 2019 حسب مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية
أقوال وحكم عن الفساد
عندما ترفع العقوبة عن هذا وهذا وهذا ،إذا الفساد عم في البلاد.
اهجر كل من لا يملك خلقا حسنا في ذاته لأنه مات ضميره ولم يعد هناك أي نبض فيه.
لا خير في مجتمع عم الفساد فيه دون أن يلقوا أي مضاد تجاهه.
انعدام السلطة وعملها من تحت الطاولة ،فساد أساسي للمجتمع بالكامل.
شر الناس وهو الضرر الكبير الذي يهدد من حولهم.
عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما مِنْ عبدٍ يسترْعيه اللهُ رعيَّةً ، يموتُ يومَ يموتُ وهوَ غاشٌّ لرعِيَّتِهِ، إلَّا حرّمَ اللهُ عليْهِ الجنَّةَ”
وعن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يَكونُ في آخِرِ هذِهِ الأمَّةِ خَسفٌ ومَسخٌ وقَذفٌ ، قالَت: قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ، أنَهْلِكُ وفينا الصَّالحونَ ؟ قالَ: نعَم إذا ظَهَرَ الخبَثُ”
تعليقات
0