انبعاث خوارج الفساد بالعرائش !

لينا بريس


بقلم : عبد القادر العفسي
تستمر حالة الضعف و غياب الشخصية بإقليم العرائش الخاضعة لعوامل و ظروف يمكن تكثيفها في التناقض و التضارب أي أن التعيينات تعمل عكس التوجه العام للدولة و النفع و بين واقع مناقض لهذه الحقائق ، فالتيار السلبي الغائر في إغراق الإقليم وآلاته الكبرى و تطبعه بالهضم و النهم الشديد و تحوله إلى واقع حقيقي حيث عملت هذه حالة من الإفساد الإفادة من الفساد باهتمامه بالنفعية الخاصة و إهمال الخدمة العامة ، بل الأكثر من هذا وجه خدمته لأحداث عناصر “المُشاغلة ” للإلهاء عبر المليشيات الفاسدة المنفتحة على أي التلون أو تعيين أو حالة تحول و ” قابلتها نزع السراويل ” مع أي إرادة قميئة، جلفة ،حاصدة، عميلة .. لجهات كُشفت بعد الحراك المبارك ل 20 فبراير ؟
إن هذه الحالة الجارفة ليست مقتصرة فقط على مستوى رأس التدبير الإقليمي( المعين و المنتخب ) ، فعاصمة الإقليم منقادة بمنطق قاهر مسخرة للنفعية و التخادم مع الفساد حيث تمازجت مع السلطة بشكل بارز غاب عنها الخجل أو التعاقدات أو القانون أو لأي تنادي أخلاقي من جلالة الملك …لقابليتها الفطرية و الطبيعية لمنطق إنزال السراويل دون مقاومة ، بل إننا اذ نذكر أن هذه الحالة خلقت أسوء ما فيها من تقطير الظلام و الكدر و التفسخ والعبث ، بالتالي انعكاسه على المواطنين من ظهور العنف و التكسير و السرقة و حالات الفوضى المتنامية (الأماكن العامة ، الأسواق، الحافلات العمومية التي لا تمتلك هوية قانونية …) و تعاطي الممنوعات بل الخروج عن الطبيعة ( ممارسة التناقضات ) و إشاعة الظلم و الإحساس بالذل ( المكوس ،الخراج،دهن سير السير ، الحلاوة ، القهوة…) …كل هذا تتحمل نتائجه مؤسسة واحدة و وحيدة التي تعطي الانطباع على وجود “دولة” بهذه “الايالة المستقلة عن المملكة المغربية الشريفة” ألا وهي : الشرطة باعتبارها المؤسسة الوحيدة (مرة أخرى ) التي تُحدث الثقة و الاطمئنان المثمرة لتوجهات العليا التي تقف دون الحيلولة من أي انفلات امني بالرغم من قلة الموارد البشرية و الإمكانيات اللوجستية .

حقا ، لو كانت نظرة الإخلاص لا تخالف التعاقد (البيعة) و الارتباط الروحي الإيماني بالأسرة العلوية الكريمة و لجلالة الملك دام ظله ، لكان التدافع للانفصال و التمرد بدلا من الخنوع لقوة الفاسدين و تماهي بعض المؤسسات بتحولها إلى أدوات نزع الإرادات و تحطيم النزاهة و حرصها على الوساخة و سجنها للتعبير و التجريد من الشرف …إن هذه النظرة تعبر عن ماضينا المجيد و أبطالنا ( الزلاقة ،واد المخازن ، امكالا ، الرمال ..) الذين نقلوا المستقبل إلى الحاضر فمن خلالها ننظر إلى أنفسنا التي لا يتناسب وزنها بوقعنا ، لكن تدفق الجينات ساري و فضائل الدفاع عن الوطن و الإنسان تعبر عن شخصيتنا كمغاربة ، بالتالي لابد ن معالجة الجذر لتلتلتم الجروح و نكشف الواقع الفاسد بالرغم إننا دفعنا ثمن هذا الكشف ، حيث ولد الألم لكنه كان بالضرورة لتصليب العود و ملئ المعنى و معرفة اتجاه هذا الألم قبل إصدار الأحكام بالتحليل و تحويلها إلى فلسفة ” موقف ” .

ان كل ما تقدم يُجسرنا إلى النتائج الآتية : بأن الدولة يجب أن تقترح على سلطات العليا تعيين رأس السلطة الاقليمة بما يليق هذا الإقليم و زمنه النفسي و الجوهري و صلتها العضوية بالتاريخ عكس الممارسة الحالية السطحية المرتجلة الفارغة من المعنى أو فكرة أو إبداع بل انها المرتبطة بجغرافيا أخرى ومجال آخر ! و اقتراح تعيينات أخرى مرتبطة بنساء و رجال سلطة يجسدون فكرة الأمة عبر المخزن و ليس التناقض الحاصل لدى البعض ومن مروا من هذه الجغرافية الذين تميزوا بالضعف و التقلص في الحجم عبر مسلكياتهم المقيتة دون عقاب كما تقدم أعلاه ، الذين اتحدوا مع منتخبين منحطين أخلاقيا فتعملقوا في الفساد من استيلاء على أراضي(في وقت من الأوقات وحاليا ) بل تنعموا بكل ما تحمله الكلمة من معاني و آخرون نستفهم مستقبلا ! عن كيفية نجاتهم من العدالة ! و آخرون نهبوا باسم المجتمع المدني و تقلدوا السلطة بأخلاق القردة و هم نزعين لسراويلهم مهيئين لسلطة خارج إدارة الدولة حتى اختلط جوهر الفساد بالدم و الأحشاء بالأوداج الأمامية و الخلفية فنتج الضعف و الفوضى و التضاد بين الخطاب الرسمي للدولة و هذه الايالة .

و بمناسبة “عاشوراء” لابد أن نواكب فيما تقدم من نماذج قد يعتقدها البعض زاوية و حرب توقيعات يتزعمها الساقطون أخلاقيا بل هو تصابي و مُشاغلة بتداخل السلطة كما يُهيمون بها المواطن البسيط لحلبه .. لكنه نموذج مصغر من الانحطاط و شيوع الفساد في ابسط المجالات بل يقع ضمن ” التوزيع العادل للفساد ” بين هذه المليشيات! و إذ نُسائل عن : آليات المتحكمة في منح التراخيص ( مرابد السيارات ، الأكشاك، العاب الأطفال …) ؟ حيث يتم منحها للبعض و منعها على الأخر خاصة ان بعض الطلبات قدمها سماسرة معروفين بتعياشاتهم الذين كان يحملون صور الملك و يضربوننا بها في الشوارع و آخرون يعولون على أجسادهم للعيش و هم الآخرين طعنونا بالسكاكين بل و قيامهم بعدة مهم مخجلة..! هؤلاء استفادوا من محلات عديدة بالمدينة من أكشاك في رأس الرمل و الشوارع العمومية و اماكن حيوية ..و لا زلوا يستفيدون …! فما هي المعايير المعتمدة و الموضوعية التي تؤسس لهذا الحيف من هذه التراخيص أم أن هنالك معاير أخرى لا يعلموها إلا الراسخون في علم ” المرامط ” ؟

و على ذكر ” المرامط ” فإننا نهمس في أذن من يهمه أمر العرائش أن الأوضاع بهذه المدينة اصطبحت ” كوكت” لا تنفس لها و على حافة الانفجار و من يزرع الريح يحصد العاصفة و من يزرع الفساد يحصد الجهل و الغوغاء ، كأن هذه المدينة التي تتعرض للاغتصاب فضلت نخبتها (مجازا) و مسؤوليها الاستمتاع عوض مقاومة الاغتصاب !

و كل ” عاشوراء ” و نحن نندب تاريخ العرائش كما يندب الشيعة في كربلاء

تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 21 ديسمبر 2024 - 09:47

المعرض الجهوي للكتاب بمدينة بن احمد

الجمعة 20 ديسمبر 2024 - 19:10

بلاغ من الديوان الملكي

الجمعة 20 ديسمبر 2024 - 18:55

اللجنة الجهوية للتكفل بالنساء،والأطفال ضحايا العنف بفاس والتحسيس بموضوع” التنمر ضد الاطفال” 18دجنبر 2024

الجمعة 20 ديسمبر 2024 - 16:38

انضمام الدار البيضاء للشبكة العالمية (C40) للمدن الملتزمة بالعمل من أجل المناخ