السي حسن أقصبي ….وداعا ….

محمد ابوسهل

/ محمد أبوسهل

رزئت الرياضة الوطنية في فقدان حسن أقصبي و جاء النبأ عبر بريد النعي موجعا ، يعلن رحيل قامة رياضية أخرى ، أسطورة ، و نجم ببعد دولي ….و الحدث جرح آخر و نحن نودع * با حسن * ، رياضي مغربي فريد زمانه …..
السي حسن اقصبي من عائلة فاسية الجذور ،ولد في خامس دجنبر 1934 في طنجة ، بحي البارود ، حومة السانية منطقة دولية في زمن الحماية ،تلقى تربية محافظة،أصيلة ، من المسجد إلى المدرسة و مع اقرانه جلبه عشق الكرة في لأزمة و الحواري و ملعب مرشان و إلتحق بفريق سيفيانا الإسباني و طور تكوينه فتى موهوبا و تلميذا نجيبا ، و عند وفاة الوالد تحول إلى الرباط بتحفيز الأسرة ، و واصل الدراسة في ثانوية مولاي يوسف ضمن الرعيل الأول من أبناء الوطن ، و رصدته عيون نادي الفتح الرباطي و بإصرار و دعم المحترف و المربي أحمد اشهود تسلم رخصته حرا من النادي الإسباني ليلعب ل الفتح و يمكنه مسيروه من الإستقرار ، و قضى بنادي الرباط أربعة مواسم و حوله المدرب قادر فيرود إلى الإحتراف ب نيم الفرنسي بترخيص من نادي الفتح و بمبادرة من الأمير الراحل مولاي عبد الله إنتقل بدون شرط مادي ….و في الدوري الفرنسي تألق أكثر ، لاعبا مغرببا ، هدافا قويا ، و متميزا بأدواته الفنية الخارقة التي لايفهمها إلا هو ….و من نيم إلى ستاد رايمس حيث إتسعت مساحة شعبية إسمه ، و بعد موسمين تحول إلى نادي موناكو ثم عاد إلى ستاد رايمس ….و عاش أجمل الأوقات …قاد نيم للفوز بكأس دراغو و نهائي كأس فرنسا في نسختي 1958 و 1961 …
و برز السي حسن اقصبي ضمن الجيل الذهبي الذي تنافس قاريا من أجل بلوغ المونديال ، الجيل الذي واجه منتخب إسبانيا في مباراتين ذهابا في محطة فرضتها عليه الفيفا ظلما كحاجز إضافي بعد التفوق و كسب التأهل في إفريقيا ، و شارك السي حسن في مباراة الذهاب بالدار البيضاء و إنهزم منتخبنا في 12 نونبر 61 ب 1-0 و غاب السي حسن عن لقاء الإياب في مدريد في 23 نونبر حيث فاز منتخب الإسبان بصعوبة 3-2 و سجل هدفي المنتخب الوطني محمد الرياحي د 40 و عبد الله مالكا د 64 و رغم الإقصاء سجل الجيل حضورا راقيا بقيادة المدرب قادر فيرود : الأبيض -العربي-الجديدي – التيباري – بطاش – أزهر – اقصبي – طاطوم – بلمحجوب – الرياحي – بنمبارك مالكا….و كان منتخب إسبانيا مدججا بالنجوم بمدربه مونيوس: أركستان – سوكر – بيري – سوزا – سانتاماريا – ديستيفانو – ديلصول – مارسيليو….
و في السنة الموالية 1962 قاد السي حسن نادي رايمس إلى الدار البيضاء حيث فاز بأول نسخة ل كأس محمد الخامس بالفوز على ريال مدريد في دور النصف 1-0 و على أنتر ميلانو في النهائي 2-1 …
و في ماي 1967 أحرز مع الفتح الرباطي لقب كأس العرش في الدار البيضاء بفوز على النهضة السطاتية 2-1 رفقة جيل من المع لاعبي البطولة الوطنية : لحليمي – عبد الرحمن- حمادي – عبد الكريم – بلخير – شخمان – العماري – فتاح – أقصبي – العروسي…..
و إعتزل * با حسن * اللعب مخلفا رصيدا مميزا في الهواية و الإحتراف …و يوجد في لائحة أقوى الهدافين في الدوريات الخمسة الأوروبية ب 173 هدف في 293 مباراة كما أنههداف تاريخي في الدوري الفرنسي ، سجل أهدافا مثيرة في مرمى جميع الأندية …و تلقى التكوين مربيا و مدربا و أطر فرقا عند عودته إلى الوطن ، بما راكم من تجارب و خبرات و كانت له بصمته الفنية في مدار الكرة : حسنية أكادير – الفتح – ج سلا ‘إ طنجة – م التطواني – ن سطات ، كما ظل يحمل هم كرة القدم الوطنية و ساهم في جمع شمل المدربين في ودادية وطنية رفقة العربي بنمبارك – النيباري – أزهر – بلمحجوب – دندون-طاطوم – العربي الزاولي – قاسمي ….
و هكذا عاش السي حسن لاعبا مهاجما متفوقا بفنياته و أسلوبه الفريد في التهديف ، و هو الرياضي الجميل و الأنيق ، عاشق للحياة ، وفي للعائلة، و للمحيط إلتزام بالحضور مع رفيقيه أحمد عروبة و خالد لبيض في جمعيتي قدماء لاعبي الفتح و رياضة و صداقة ، يساهم في مختلف التجمعات ….
و فجأة دخل السي حسن المصحة ، يصارع الوهن و المرض ، يقاوم بالإيمان و الأمل ، وسيما ، راضيا ، حتى الرحيل …..و يغادر و قد اسعده فوز الفتح بلقب البطولة 2016 بعد ألقاب كأس العرش الستة توهج الكرة المغربية بالرتبة الرابعة في المونديال و الثالثة في الأولمبياد ، و ربح تنظيم المونديال ، و المغرب يصارع من أجل التنمية …
السي حسن ….تغادرنا ….لماذا هذه العجالة ؟ تترجل عن صهوة الحياة في زمن المجتمع الرياضي و المحيط في حاجة إليك ….
هي الحياة ..الدنيا هكذا …إختارك الله إلى جواره في الأجل المحتوم .. لم تمت ، الطيبون الكبار لا يموتون … انت باق بيننا و فينا ، ندعو لك بالرحمة و المغفرة ….
السي حسن ….أنت في القلب …لن ننساك ….

  
تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الجمعة 20 ديسمبر 2024 - 19:10

بلاغ من الديوان الملكي

الجمعة 20 ديسمبر 2024 - 18:55

اللجنة الجهوية للتكفل بالنساء،والأطفال ضحايا العنف بفاس والتحسيس بموضوع” التنمر ضد الاطفال” 18دجنبر 2024

الجمعة 20 ديسمبر 2024 - 16:38

انضمام الدار البيضاء للشبكة العالمية (C40) للمدن الملتزمة بالعمل من أجل المناخ

الجمعة 20 ديسمبر 2024 - 16:02

تأجيل محاكمة الناصيري ومن معه إلى 24 دجنبر2024