عبد الرزاق القاروني
تحت شعار: “من التلميذ إلى التلميذ، من أجل بناء مواطن الغد، وتعزيز قواعد العيش المشترك وترسيخ قيم المواطنة”، نظمت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالرباط، الدورة الرابعة لمخيم المواطنة لبرنامج دعم تعزيز التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكيات المشينة بالوسط المدرسي “APT2C”، خلال الفترة الممتدة ما بين 10 و14 دجنبر 2024 بالمركب السياحي زفير بمراكش، لفائدة ما يناهز 60 تلميذة وتلميذ، رفقة 12 منسقة ومنسق للحياة المدرسية، من المؤسسات التعليمية المنخرطة في البرنامج، على صعيد المغرب.
وقد تم انتقاء هؤلاء التلامذة من بين المنخرطات والمنخرطين في الأندية التربوية، بشكل فعلي، مع احترام مبدأ المناصفة، وإتاحة الفرصة أمام المتميزين منهم، لا سيما الذين تمكنوا من إنتاج محتوى معلوماتي تربوي حظي بتأثير واهتمام إيجابيين لدى أقرانهم.
ورام تنظيم هذا الحدث التربوي الهام تعزيز المهارات السلوكية والفكرية والقيمية، التي اكتسبها التلميذات والتلاميذ، خلال أنشطة الحياة المدرسية بالمؤسسات التعليمية المنخرطة في هذا البرنامج، مع التركيز على تعزيز روح المبادرة والإبداع والقيادة والريادة والاعتماد على النفس لديهم. كما سعى إلى تدريبهم على آليات الديمقراطية التشاركية وتدبير الاختلاف، سواء داخل البيئة المدرسية أو في محيطهم الاجتماعي.
وفي اختتام فعاليات هذا المخيم، ألقى عبد الرحيم العيادي، مدير المخيم، ورئيس قسم الحياة المدرسية بالوزارة، كلمة افتتاحية، أوضح من خلالها أن هذا الحدث التربوي الهام، الذي نحن في محطته الأخيرة، من حيث الأنشطة المبرمجة، يشكل محطة أولى ذات تحول كبير وعميق، على مستوى المشاركة، ويرجع ذلك للتجربة المتميزة لهذه الدورة، من حيث الإبداع في تنوع الورشات المقدمة، التي شملت مواضيع هامة، وأبانت عن العمق والإبداع الذي تزخر به مؤسساتنا التعليمية، مشيرا أن هذه التجربة قد تميزت بمخرجات الورشات الغنية والمتنوعة، وعكست مهارات المشاركين، ما يبرز الغنى الثقافي والفكري لبلادنا، وموضحا أن الأنشطة الترفيهية للمخيم قد خلقت جوا من الحماس والبهجة، وساهمت في نسج عرى الانسجام والتواصل بين المشاركين في فعالياته.
وبدورها، تناولت الكلمة، صفاء صامد، ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالرباط، لتشيد بحماس التلميذات والتلاميذ، وبالطاقة التي يفجرون بها إبداعاتهم، من خلال مسرحيات وفيديوهات وأنشطة أخرى، أثناء فعاليات هذا المخيم، وكذا بمستوى الأفكار والمناقشات الجيدة والبناءة، التي تدل على وعي التلميذات والتلاميذ، وروح المسؤولية التي يتحلون بها، مشبهة إياهم بالمشاعل الصغيرة التي تنير الطريق لتحقيق أهداف البرنامج، التي تتجلى في تعزيز قيم المواطنة والتسامح، وموجهة إليهم رسالة تتمثل في كونهم لا يشكلون مستقبل المجتمع فقط، وإنما حاضره أيضا، وداعية إياهم ليكونوا في مستوى الرهان، وقدوة في محيطهم، يسعون لبناء عالم مليء بالأمل والتعايش والسلام.
ومن جهته، قدم محمد بلكبير، ممثل الرابطة المحمدية للعلماء، كلمة أكد من خلالها أن برنامج المخيم قد تم بناؤه، بطريقة محكمة، إذ يغطي جميع المواضيع، التي يتطرق لها برنامج التسامح. كما أن تنزيله كان صائبا، من طرف مختلف مكوناته، موضحا أنه، خلال الاشتغال في هذا البرنامج، أوتي الشركاء من القوة والمهارات، ما جعلهم يصلون إلى الأهداف، انطلاقا من الكفايات التي حققها منسقو الحياة المدرسية، ومشيرا إلى إضافة بعد آخر لهذا البرنامج يتجلى في مكون اقتدار، الذي يعني أن المتعلم مقتدر بقدراته وكفاياته ومهاراته وخبراته، وبذلك أصبح هذا البرنامج شاملا.
كما ألقت إحدى التلميذات كلمة، باسم زميلاتها وزملائها المشاركين في المخيم، شكرت من خلالها الأطر التربوية، التي سهرت على تنظيم ورشات المخيم، المفيدة من حيث المعارف والمعلومات المكتسبة، المتمثلة في حب الوطن والافتخار بالتراث، إضافة إلى الاعتزاز بالهوية، ومقدمة كامل الامتنان والعرفان لجميع الأساتذة والمسؤولين بالمخيم، الذين لم يدخروا وسعا لبث النشاط في خطوات التلامذة، وتوجيههم التوجيه الصحيح، من أجل إنتاج مشاريع متنوعة، بطرق مختلفة، ما مكنهم من اكتشاف ذواتهم الخفية.
إلى ذلك، عرف الحفل الختامي للمخيم عرض فيديو يوثق لأبرز محطات فعاليات هذه الدورة، وتقديم منجزات ومخرجات ورشاتها، التي همت مجالات الشباب والمقاولة، والكتابة الإبداعية والمواطنة، والعيش المشترك، علاوة على إنتاج الحوامل والموارد الرقمية.
كما عرف هذا الحدث التربوي والترفيهي البارز توزيع شواهد المشاركة والتقدير، إضافة إلى تذكارات ودروع على المؤطرين والتلامذة. وفي الختام، تمت تلاوة نداء المخيم، وأخذ صور تذكارية مخلدة لهذا الحدث.
تعليقات
0