مصريان وسعوديان وأردني وسوداني و ثلاثة سوريين
يفوزون بجوائز ابن بطوطة لأدب الرحلة 2019
أ.د. هيثم سرحان (الأردن)، د. أسامة بن سليمان الفليّح (السعودية)، مهدي مبارك (مصر)، عثمان أحمد حسن (السودان)، مختار سعد شحاته (مصر)، خيري الذهبي (سوريا)، خلود شرف (سوريا)، د. عائض محمد آل ربيع (السعودية)، كاميران حوج (سوريا).
أعلن في أبوظبي ولندن عن نتائج “جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة” للعام 2019 وهي الدورة السابعة عشرة للجائزة التي يمنحها “المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق” ويرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي إلى جانب عدد من المشروعات التنويرية الورقية والإلكترونية تحت مظلة “دارة السويدي الثقافية”. ويشرف عليها مدير عام المركز الشاعر نوري الجراح.
وكانت جائزة ابن بطوطة قد أنجزت دورتها الأولى في مطلع عام 2003، وتمنح سنوياً لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، وجاءت انسجاماً مع طموحات الدار في إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي.
لجنة التحكيم
تألفت لجنة التحكيم من الأساتذة د. خلدون الشمعة، د. عبد الرحمن بسيسو، الأستاذ وليد علاء الدين، د.الطائع الحداوي، د. شعيب حليفي.
نشر الأعمال الفائزة
تصدر الأعمال الفائزة عن “دار السويدي” في سلاسل “ارتياد الآفاق” للرحلة المحققة والرحلة المعاصرة “سندباد الجديد” والرحلة المترجمة واليوميات، وذلك بالتعاون مع “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” في بيروت. أما الرحلة المترجمة والأعمال المنوه بها من قبل لجنة الجائزة من يوميات ورحلات فتنشر بالتعاون مع “دار المتوسط” في ميلانو.
توزيع الجوائز
توزع الجوائز في احتفالين متعاقبين يقامان الأول في الدار البيضاء وتستضيفه وزارة الثقافة المغربية في يوم 10 شباط/ فبراير خلال معرض الكتاب، ويقام الثاني في أبو ظبي أواخر شهر ابريل/نيسان خلال معرض الكتاب. ويرافق الاحتفالين ندوتان حول أدب الرحلة والأعمال الفائزة يشارك فيهما الفائزون وأعضاء لجنة التحكيم إلى جانب نخبة من الدارسين.
من محاور الندوتين: الرحلة بين المغرب والمشرق، الرحلة العربية استانبول، الرحلة المعاصرة/ اللغة والرؤى والموضوعات”
المخطوطات المشاركة في المسابقة
بلغ عدد المخطوطات المشاركة 51 مخطوطاً جاءت من 12 بلدا عربياً، توزعت على الرحلة المعاصرة، والمخطوطات المحققة، واليوميات، والرحلة المترجمة. وقد نُزِعَتْ أسماءُ المشاركين من المخطوطات قبل تسليمها لأعضاء لجنة التحكيم لدواعي السريّة وسلامة الأداء. وجرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد الأعمال التي لم تستجب للشروط العلمية المنصوص عنها بالنسبة إلى التحقيق، والدراسة، أو ما غاب عنه المستوى بالنسبة إلى الجائزة التي تمنحها الدارة للأعمال المعاصرة. وفي التصفية الثانية بلغ عدد المخطوطات 21 مخطوطة، وفي التصفية النهائية، جاءت النتائج على النحو التالي:
الأعمال الفائزة عن (النصوص الرحلية المحققة):
- نَشْوَة الشَّمول في السَّفر إلى إسلامبول
ونشوة المدام في العودة إلى مدينة السّلام
لأبي الثناء محمود شهاب الدين الآلوسيّ
(1217 هـ/ 1802) – (1270 هـ/1854)
حققها وقدم لها: أ.د. هيثم سرحان
- أسفار فتح الله الحلبي 1830-1842
حققها وقد لها: أسامة بن سليمان الفليّح
وفاز بالجائزة عن فرع (الرحلة المعاصرة-سندباد الجديد):
-أسفار الاستوائية: رحلات في قارة إفريقا
عثمان احمد حسن (السودان)
-مرح الآلهة: 40 يومًا في الهند
مهدي مبارك (مصر)
-في بلاد السامبا: يوميات عربي في البرازيل
مختار سعد شحاته (مصر)
-رحلة العودة إلى الجبل: يوميات في ظلال الحرب
خلود شرف (سوريا)
وفاز بالجائزة عن فرع (اليوميات)
من دمشق إلى حيفا: 300 يوم في الاسر الإسرائيلي
خيري الذهبي (سوريا)
وفاز بالجائزة عن فرع (الترجمة)
وراء الشمس: يوميات كاتب أحوازي في زنازين إيران السرية
يوسف عزيزي (إيران)
ترجمة: د. عائض محمد آل ربيع (السعودية)
فاس: الطواف سبعاً
شتيفان فايدنر (ألمانيا)
ترجمة: كاميران حوج (سوريا)
رحلات أخرى
وإلى جانب المخطوطات الفائزة وتلك التي أوصت اللجنة بطبعها تبنت الجائزة نشر عدد من الرحلات المعاصرة واليوميات جاءت إما بشكل منفصل عن الجائزة، أو مما اختارته لجنة التحكيم لقيمته الاستثنائية. سيجري الإعلان عن هذه الرحلات لاحقا في بيان منفصل.
هذه الدورة
حجبت هذا العام جائزة الدراسات لعدم كفاءة النصوص المشاركة. لكن الجائزة عبرت هذا العام عن استمرارها في الكشف عن الجديد باب اليوميات والرحلة المعاصرة، والكشف بالتالي عن يوميات لأقلام عربية مرموقة لم يسبق لها أن غامرت في كتابة أدب الرحلة وأخرى جديدة. لتضيف النصوص الفائزة إلى كوكبة الرحالة المعاصرين مغامرين جدداً، وإلى أدباء هذا اللون الأدبي الممتع أسماء جديدة.
مع هذه الدورة رأى الشاعر محمد أحمد السويدي راعي المركز والجائزة أن نتائج هذا العام لم تشذ في قيمتها ومستواها عن النتائج التي أسفرت عنها في الأعوام الماضية. والجديد الذي يمكن الإشارة إليه هو تلك الوفرة في نصوص الرحلة المكتوبة من قبل أدباء معاصرين سافروا وتجولوا في العالم، وآخرين كتبوا يوميات تجوالهم في بلادهم، أو في جوارها القريب، وهو ما يغني خزانة الرحلة المعاصرة، ويضيف إلى سلسلة “سندباد الجديد” التي تغذيها الجائزة بالجديد كل عام، وتمنح في الوقت نفسه فرصة لأقلام وأصوات جديدة لم يسبق لها أن نشرت نتاجها الأدبي المكتوب في الأسفار. وهذا لعمري هو أحد أبرز أهداف مشروع “ارتياد الآفاق” و”جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة”. فما نقصده ونسعى إلى تعميمه في النهاية، إلى جانب تشجيع الكتابة في جنس أدبي ممتع، هو الانفتاح بأوسع صورة ممكنة على الجغرافيات والثقافات المختلفة، وتطوير حوار مع الآخر من خلال السفر في عالمه، والتعامل مع صور الاختلاف التي يتكشف عنها هذا العالم، وكذلك تقديم صورة لم تعد شائعة عن طبيعة الذات الحضارية العربية في تعددها وثرائها، وعن استعداد الثقافة العربية للتحاور مع الآخر المختلف عنها، بندية وحضارية.
ولطالما أكدنا على أهمية حضورنا كعرب في شبكة التواصل الحضاري بين الثقافات، وأهمية مد جسور التفاهم، والمشاركة في كسر جبال الجليد القائمة بين الثقافة العربية وثقافات العالم. في هذا العام، كما في سابقه مفاجآت جديدة، وأسفار أدبية مدهشة ومبهجة في أدب السفر العربي، ما كان لها أن تظهر إلى النور، بمثل هذا التركيز والاحتفاء، لولا اسم ابن بطوطة الذي مابرح بعد سبعة قرون مرت على عودته من سفر دام لثلاثة عقود، يرمي بظله الكبير على أدب الرحلة العربي.
وختم السويدي بالإشارة إلى ما سبق الإعلان عنه من أن العام 2019 سيشهد انفتاحاً أكبر من قبلنا على بعض بلدان آسيا، خصوصا الهند التي ارتبطت ثقافتها بالثقافة العربية، وقد خصصنا لذلك برنامجاً متكاملاً للطواف في أرجاء من خلال السير عبر مسارات عدة، على خطا شيخ الرحالة العرب ابن بطوطة، سيقوم به أدباء وباحثون عرب وهنود. وما أحوجنا، في هذه البرهة العصيبة التي يمر بها العالم العربي، إلى ثقافة الحوار والتواصل بين ثقافتنا العربية والثقافات الأخرى، بما يدفع عن العرب التهم الباطلة بالتقوقع والنكوص ومعاداة الآخر.
الشاعر نوري الجراح، المشرف على أعمال “المركز العربي للأدب الجغرافي” وندوته العلمية وجائزته السنوية، رأى أن المؤلفات الفائزة هذا العام تؤكد مجدداً على تزايد الاهتمام بأدب الرحلة من قبل الباحثين والأدباء العرب. وإلى جانب إقبال الكتاب الجديد على كتابة يومياتهم في السفر نشطت الأكاديميا العربية في تقديم دراسات جادة في هذا اللون الأدبي الممتع والخطير.
وهو ما يكشف بصورة جلية أولاً عن الدور المتعاظم للجائزة ولمشروع “ارتياد الآفاق” في تشجيع الأدباء والدارسين العرب، وحضهم على تطوير البحث والكتابة في هذا المضمار، وثانيا عن تلك الاستجابة التي عبر عنها الباحثون في رفد مكتبة التحقيق والبحث في أدب الرحلة وتطوير صيغ تواصل عملية مع “مشروع ارتياد الآفاق” وجائزة ابن بطوطة.
النصوص الرحلية العربية تغتني هذا العام برحلتين تنتميان إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، الأولى انطلقت من بغداد إلى استانبول، ذهاباً وإياباً، والثانية من بادية الشام إلى حدود العراق من جهة، وإلى الدرعية في الجزيرة العربية من جهة ثانية. وفي نصوص اليوميات هناك يوميات ضابط سوري أسير لدى اسرائيل خلال حرب اكتوبر 1973، وهي بقلم كاتب سوري مرموق. وهناك يوميات رحلة داخل سوريا من دمشق إلى جبل الدروز وثلاث رحلات قطع أصحابها مسافات كبيرة جدا بعيداً عن مكان الإقامة، الأولى القاهرة الى الهند، والثانية من القاهرة إلى باهيا في البرازيل، والثالثة من الخرطوم مدن عدة في شرق إفريقا ووسطها.
في الرحلة المترجمة هناك يوميات لكاتب ومترجم ألماني معروف، ومدونة لوقائع التجوال في فاس، وهي عبارة جولة ثقافة وروحية في الجغرافيا المغربية وعوالمها الصوفية. ويوميات كاتب إيراني من أصل أحوازي عن تجربته في معتقلات آيات الله. في إيران، وهي تكشف بجلاء عن الأحوال البائسة للعرب في إيران.
حصاد وفير هذا العام، يرفد خزانة أدب الرحلة العربي بمزيد من الكتابات المهمة، والتي تركز حضورا يزداد أهمية وتألقاً لأدب الرحلة في مكتبة الأدب العربي.
تعليقات
0