شربت الحكمة منك وتعلمت العطاء منك ونسجت الوفاء لك وسهرت الليل

لينا بريس

ملالي مليكة

مازلت ياسيدي أناجي ذالك الكبت الذي يسبق الإعتراف حتى ليلة البارحة حين إقتلعت جميع الحواجز ودفنتها إلى غير رجعة…
فكما تعلم أني أحب أشيائي حتى تلك التي تحرضني ضدك وتأمرني بخلق الزوابع الطفولية بفنجان اللحظة الغادرة ..
أحبها لأني وفية لمذاق الألم ولطعم الوهن ولأجاج الملح الذي كان يبيت معي يؤنسني كل ليلة ..
فصار هو ذالك الحبيب الذي يحنو على قلبي في سويعات الليل الجاثمة ..
ودعتهم أمس ورثيت حالي فيهم ..فمن يرثي حزنه الدفين إلاي.. ومن يجلد ذاته حق العدل إلاي.. ومن يعلقها بمقصلة الحق إلاي ..ومن يبسط عليها رداء الوداع الأخير إلاي ..
ماتت يا سيدي من كانت تلومني وتحملني ذنب البراعم الصامتة..
لن أنساها ماحييت لكن لن افتح معها حوارا للقضاء على وجبات الفرح التي قدمها لي القدر بين كفيك ..
فعينيك تحميني حتى من لؤم نفسي وعقلك الذي يرويني بالثبات ..
لقد شربت الحكمة منك وتعلمت العطاء منك ونسجت الوفاء لك وسهرت الليل فيك ونمت كثيرا على صوتك وهمسك..
واستيقظت على ندائك وحبلت من حرفك هذا المولود الذي يحبو رغم صغر خبرته نحوك
نحو قلبك الغفور وكله ثقة في دفئ هذا الصدر الرحيم ..
سأضع عليه رأسي وأشرب من مزنه الحنان والعطف واليقين وحين ترتاح أضلعي ((سأرفع إليك جميع إعتذارارتي ))
أغزلها من حرير الحب وأصنع بها شالا أصفر أخبئ فيه كل جرائمي البريئة وأعظمها تلك التي كانت تزعزع الأمان بقلبينا وتعيدنا لإرتباك البدايات …
فأنت يا مولاي عندي بمنزلة العشق في قصائد الشعراء ..
وبمذاق الندى وهو يقبل الصباحات ..
وعطر أمي وهي تحضن في الارتجافات …
#ف_شكرا حين علمتني كيف أذيب حزني بثقوب النايات
وشكرا حين علمتني كيف أقطع الجنايات من قصب الحكايات
شكرا لانك كسرتني ك زجاج لتعيد تكويني ك قلعة شامخة
شكرا لأنك صنعتني ضمة تأنس لها كل النبضات
شكرا لأنك تعيد إبتكار الحب في بساتيني فتتورد بوجنتي الفراشات
شكرا لأنك تقسو علي بحنانك وتحنو علي بقسوتك
شكرا لأنك مزجتني بالذهب وصنعت مني مدنا وقارات وحضارات
شكرا لأنك آخيتني بالشمس فخرقت الشهب والفضاءات
شكرا لنبلك الذي ضمني في أشرس الصراعات
شكرا لصوتك الذي غسلني من نفسي ومنحني أجمل الكلمات
شكرا لانك إحترمت حبي لك فما أهنتني حتى ونحن في أشد الخصامات…
شكرا لحرفك الف مرة لأنه فجر داخلي كل العبارات
شكرا لأنك تبدأ يومك بهمسي فأكون لك أول الفتوحات
شكرا لانك إمتلئت بي وملئتني بك
شكرا لأنك فتحت كعبة طهرك لأطوف حولها
أنا وكل أمنياتي….
فدعني أقبل حجرك الأسود الغارق في عينيك
وزملني في رقعة حب أتبثل العشق فيها
واختصر الزمن في ومضة اشتهاء
لنبعك ولجداولك ولأنقى لحظاتك الصادقة …
ولا تلومني حين أتطرف في حبك فأنا أتبعثر نحوك بكل أجزائي الصغيرة والكبيرة الحزينة والسعيدة العميقة والسطحية
سأنشطر مني لأسكنك عمرا تستلقي فيه أمنياتي
لأفكر فيك بعبادة وأتهجد بصومعة الوفاء
بضمة كاملة أسقي شجرة الاخلاص
لتنمو ثمار الروح وتباشر الملائكة عملها
فتشرق سماء الجنة بالبشارة والسلام
ف يا معجزة الروح كبري
في النداء
وآطربي لرنيم الحب
وتوحدي في نور الرب
وباشري طقوس الولاء

تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

2
  1. فاطمة
    26 يوليو، 2019 - 15:47

    رائعة هي قصة حبك مع ملاكك.
    هي قصة كثير من البشر يتجاهلون و “يطنشون” نداء الروح، تدوم أحيانا عمرا بكامله.
    هنيئا لك زواجكما و تناغمكما …
    حلقا عاليا في سماء الدنيا بجنة الارض.

    0 اضف تعليق إلى الاعلى
    • مليكة
      26 يوليو، 2019 - 20:58

      الصلاة ركن من أركان التسليم ولايستوي الالتحام الا اذا انصهرت الروح بخالقها عز وجل
      أشكرك جدا عزيزتي فاطمة ..حقا اسعدني حضورك الجميل

      0 اضف تعليق إلى الاعلى

مقالات ذات صلة

الإثنين 30 ديسمبر 2024 - 16:53

مهرجان الحسيمة للمسرح يحتفي ب “أبريد غا أوجنا”

الإثنين 30 ديسمبر 2024 - 16:38

إختتام مهرجان أزان للفيلم التربوي بتيزنيت

الإثنين 30 ديسمبر 2024 - 12:22

عباس الجراري عطاء وريادة موضوع ندوة علمية أدبية بتزنيت :

الأحد 29 ديسمبر 2024 - 14:42

اختام مهرجان بويا،سمفونية نسائية بالحسيمة