سجلماسة بريس
يبدأ النهار باكرا برنات الهاتف التي يستقبلها الأستاذ عبد الكبير السباك، منسق اللجنة المحلية ب “مونت لا جولي” على بعد أربعين كلم غرب باريس. وغالبا ما تكون المكالمة من السيد القنصل العام للمملكة المغربية ببونطوازالسيد الزبير فرج، الذي يتصل في أولى ساعات اليوم لإعلام اللجان المحلية بمستجدات المغاربة العالقين خارج أرض الوطن، خاصة الموجودن في المجال الترابي ل “مونت”، وفي بعض الأحيان تكون المداولة في شان حال آخرين خارج هذا المجال، مما يمكنهم الاستفادة من طاقات وقدرات أعضاء اللجنة المحلية، كالسيد الدكتور عزالدين لخويمة او أصحاب الصيدليات…
ثم يتصل بدوره، – السيد السباك-، بالأعضاء المركزيين وهما عبد القادر غرماوي و نورالدين عقا لاتخاذ الإجراءات الفورية في شأن المستجدات.
حوالي التاسعة صباحا يكون الأستاذ نورالدين هو الوحيد الذي يكسر سكون الحي و الذي يعم العالم، ومع الحجر الصحي و السمر الرمضاني الذي يدفع الناس الى مزيد من النوم صباحا. فلا تسمع في الشارع إلا صوت محرك السيارة وهي تنطلق خارج المدينة لتتوغل في الطريق السريع في اتجاه مدينة “ݣوسان ڤيل” البعيدة بثمانين كلم. وعلى طول الطريق الفارغة على غير عادتها إلا من الشاحنات وبعض السيارات القليلة، يتمتع السائق بمنظر الربيع الزاحف باخضرار الأشجار و تفتح الأزهار على جنبات المسار.
في مدينة ” ݣوسان ڤيل ” يحيي الاستاذ السيد يونس صاحب مجزة les prairies من بعيد ، قبل أن يخبر بأن شخصا آخر سيساهم بكمية من الخبز وعليه أن ينتظر موعد تسلمه، وأن سيدة أخرى تتبرع بالحليب. يحمل كل العطايا في السيارة فتنطلق راجعة.
وفي هذه الأثناء تنطلق السيدة “فاطمة زايدة” رئيسة جمعية AFM إلى المتجر لإعداد قفات من أغذية متنوعة كما اتفقت على ذلك مع اعضاء جمعيتها مسبقا.
حوالي الثالثة يجتمع الأعضاء في مسجد ،{عثمان بن عفان} التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية مشكورة، المسجد التحفة الذي يفخر به مغاربة العالم ويشكرون في كل وقت كل من ساهم ويساهم في تشييده، والمسير بجمعية يترأسها السيد أومولي. حيث يضاف اللحم والخبز والحليب الى قفة جمعية AFM. ثم يتم تقسيم مبلغ مالى من مساهمة جمعية ” اتيان ديني بFreneuse” والتي يترأسها السيد” عبد القادر عروضي”، في اظرفة انتظارا لتوزيعها على الفئة المستهدفة.
اخيرا يلتحق مجموعة منهم، ويسلمون تلك المساعدات…
أما الآخرون الذين تعذر حضورهم، فيتكفل بايصال نصيبهم كل من السيد “كمال النيفة ” رئيس ” جمعية اليد في اليد ” وعبد القادر الغرماوي”.
قبل التفرق يثير السيد ” عبد الكبير السباك” الإنتباه إلى ضرورة تأدية واجب الكراء الشهري ” للشاب فيصل” وهو أحد العالقين. الأمر ممكن مع المساهمة المادية للسيد قنصل المملكة المغربية ببونطواز في خزينة اللجنة.
حوالى الخامسة مساءً تتفرق الجماعة بعد تحديد برنامج لليوم الموالي. وذلك بعد الدعاء لكافة المساهمين بقبول الأجر، والتضرع الى الله بأن يرفع البلاء ويحفظ أمير المؤمنين محمد السادس ملك المغرب .
وهكذا ينتهى يوم من العمل والمخاطرة رغم تفشي الجائحة في سبيل الاستجابة للواجب الوطني، الأمر الذي يؤكد ارتباط المغاربة بمملكتهم و اخوانهم المغاربة في كل وقت وحين.
تعليقات
0