تداعيت الأزمة الاقتصادية على الطبقة العاملة الجزء 7

لينا بريس

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي

سيرورة أزمة الاقتصاد الرأسمالي العالمي في ظل جائحة كوفيد 19

يعمل المسئولون السياسيون اليوم قاطبة على محاولة إقناعنا عبر مختلف وسائل الإعلام بان الأزمة الصحية لكوفيد 19 هي من تقف وراء الأزمتين المالية واقتصادية لسنة 2020.

ولقد تسببت جائحة كوفيد 19 فعلا في صدمة عنيفة لنظام اقتصادي مريض أصلا بسبب تدهور معدل الربح، حيث تم الإعلان عن مؤشرات الأزمة منذ شهر أكتوبر 2019 في تقارير صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OCDE، معتبرة أن هذا الاقتصاد كان يقف على حافة الأزمة، وكان لا ينتظر سوى شرارة خفيفة لكي تندلع وتنتشر عبر العالم.

فقد توقع خبراء هذه المؤسسات حدوث ركود في العالم بسبب تضرر صناعات السياحة والتجزئة نتيجة الاضطرابات السياسية، كما أكدوا على تعمق الانكماش الذي تعرفه بريطانيا لأول مرة منذ سنة 2012.

وتوقعوا بان ألمانيا وهي الاقتصاد الأكبر في الاتحاد الأوروبي على وشك الغرق في الركود بسبب تراجع قطاع التصنيع وضعف مبيعات السيارات في جميع أنحاء العالم.

كما تم اعتبار إيطاليا وهي رابع أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، في حالة ركود منذ سنة 2018 وتواجه اليوم صعوبات اقتصادية مستمرة بسبب انخفاض الإنتاجية وارتفاع معدلات البطالة والديون الكبيرة والاضطرابات السياسية، أما الاقتصاد الصيني الذي يشكل ثاني أكبر اقتصاد في العالم فقد استمر في التباطؤ في خضم الحرب التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية، فتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو بنسبة 5,8 % فقط لثاني في سنة 2020.

كما رأت هذه المؤسسات بان كثير من بلدان البريكس BRICS والميست MIST وغيرها من البلدان المصنفة صاعدة وخاصة تركيا والأرجنتين وإيران والمكسيك والبرازيل من بين الاقتصاديات التي توجد تحت ضغط الركود بسبب تدهور معدل الربح الناجم عن الإنتاج الزائد.

تبين توقعات صندوق النقد الدولي في أكتوبر 2019 وتوقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OCDE في نونبر 2019 مدى انحدار معدلات النمو السنوية بسبب تأثير قانون ميل معدل الربح نحو الانخفاض على حجم الإنتاج الصناعي وانحسار التجارة في ظل تضخم الإنتاج الزائد من رؤوس الأموال ووسائل الإنتاج، مما يندر بكارثة اقتصادية تتجاوز في عنفها أزمة 1929.

علما أن هذه التوقعات جاءت قبل سنة 2020 أي قبل ظهور جائحة كورونا، وهذا ما لن ترغب الحكومات الرأسمالية الامبريالية بحدوثه، لذلك عليها أن تبحث عن أي عوامة تتعلق بها.

من هنا نفهم الحملة الإعلامية المضللة الهادفة إلى اعتبار أن أزمة كوفيد19 كانت هي السبب في الأزمة الاقتصادية الرأسمالية الحالية وبالتالي استبعاد أي تشكيك في ميكانيزمات اشتغال نمط الإنتاج الرأسمالي.

ولم تكن فقط وسائل الإعلام وممثلي الحكومات الرأسمالية هي من يدافع عن هذه الأطروحة، بل أنظمت إليها العديد من الأطراف الأخرى على المستويين المحلي والعالمي، حتى من بين الأحزاب التي تدعي الاشتراكية والشيوعية، وأيضا ما يسمى بأحزاب الخضر والعديد من ما يسمى بممثلي المجتمع المدني من نقابات ومنظمات حقوقية ونسائية ..الخ. فالجميع وظف آلياته الإيديولوجية لحماية نمط الإنتاج الرأسمالي من الانهيار…يتبع

تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأحد 22 ديسمبر 2024 - 18:29

ورشة متعلقة بموضوع النقل والتنقل بجهة الدار البيضاء-سطات، في مداخلةبالمناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة

الأحد 22 ديسمبر 2024 - 18:10

اختتام أشغال الدورة العاشرة العادية للجنة الفنية المتخصصة المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي

الأحد 22 ديسمبر 2024 - 16:11

قبل انطلاقها.. إذاعة «تذكار» القطرية تتعاون مع نجوم إف إم وجمعية المؤلفين المصرية

الأحد 22 ديسمبر 2024 - 16:02

أزمة المعاشات الدنيا والمتوسطةهنيئا لمن: ياسيادة وزير الميزانية المحترم؟