هشام محفوظ . سجلماسة بريس
عندما يتحقق إنجاز رفيع المستوى ،في أرقى التظاهرات الدولية من خلال رياضتنا الوطنية، الكل يشيد بما أنجز بإعتباره مكتسبا رياضيا يعزز ويغني الخزانة الرياضية الوطنية.
ولكن حينما نلتفت للخلف، نجد أن الإنجاز المحقق لم يأتي بناء على إستراتيجية بعيدة المدى لإعطاء إشارات مضمونها أن هنالك عمل قاعدي علمي قوامه الثقة والتنافس المتين لتحقيق الأفضل بين أرقى وأعتد المدارس ، بل العكس حيث أن النتيجة المحققة، جاءت بعد رسوب شاهدة على فترة فراغ وركود بتسخير العديد من الإمكانيات العالية المستوى مبرهنين على ثقافة إحترافية كبيرة يشهد بها المهتمين للشأن الرياضي، الشيء الذي ينبغي أخده كمنهج للحفاظ على هاته الثقافة .
هي مفارقة كبيرة الهوة بين تفعيل أكبر الملتقيات تنظيميا نجاحا على أرض الواقع وحقيقة رياضتنا الوطنية التي تفتقر إلى مقومات التأهيل خاصة في الجانب البنيوي .
إن واقع الرياضة الوطنية متمثل في الأندية والجمعيات الرياضية، التي ينظمها قانون التربية البدنية 30/09 الذي جاء بالعديد من الفصول التي سيعزز من ورائها العمل بهذه الأخيرة ،برؤية شمولية لا تتماشى مع واقع حالها، حيث أنها تتخبط في العديد من المشاكل بدور الشباب المخصصة أساسا للعمل التربوي والثقافي وغياب أماكن مؤهلة للممارسة الرياضية وتأطير الشباب وابعادهم عن براثين الإنحراف والتطرف وتعاطي المخدرات والبحث عن الضفة الأخرى ، ناهيك عن القاعات الرياضية التابعة لتسيير الجماعات الترابية المخصصة لتنظيم التظاهرات الرياضية وليس لتكوين الأبطال الدي يتطلب قاعات مجهزة وأطر مؤهلة بدورها بما يلزم لكل نوع رياضي، وبالتالي هذا الإفتقار يعتبر من الأسباب الرئيسية للرسوب الرياضي الوطني .
إن الإقلاع الرياضي الوطني يجب أن توازيه سياسة بناءة تهتم بتوفير بنيات تحتية بجميع جهات المملكة واحتواء الجمعيات الرياضية في أماكن تتوفر فيها شروط الممارسة السليم بإعتبارها الضامن الرئيسي لتمثيل المغرب أحسن تمثيل في المحافل الدولية الكبرى وتسويق صورة حضارية راقية لوطننا . وليس الإقتصار على تلميع الصورة باعطاء وجه مغاير لما تعيشه رياضتنا من معاناة.
تعليقات
0