-بقلم : عزيز لعويسي
تنطلق مناورات الأسد الإفريقي 2021 في الفترة الممتدة من 07 إلى 18 يونيو الجاري، وستشهد نسخة هذه السنة إضافة إلى المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، مشاركة مجموعة من الدول الشقيقة والصديقة، ويتعلق الأمر ببريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا، علاوة على الحلف الأطلسي، ومراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة في إفريقيا وأوربا وأمريكا، والآلاف من الجيوش متعددة الجنسيات فضلا عن عدد كبير من العتاد والمعدات العسكرية البرية والبحرية والجوية، وما يميز تدريبات هذه السنة، أنها ستشمل عدة مناطق داخل التراب الوطني منها نقط متفرقة من الصحراء المغربية من قبيل طانطان والمحبس، تكريسا وتعزيزا للموقف التاريخي الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء.
وإذا كان لامناص من توجيه صفعة إلى أعداء الوطن من الحاقدين والمتربصين والمشوشين خلال هذه الظرفية الخاصة التي تكالب فيها علينا الأعداء في الشمال كما في الشرق في إطار مؤامرة “بن بطوش”، فلن نجد أحسن من مناورات الأسد الإفريقي الذي سيزأر لأول مرة في عمق الصحراء المغربية رغما عن أنف الأعداء الحاقدين والمتربصين، ولن نجد من إشارة للتعبير عما بات عليه المغرب من مكانة ومصداقية وأهمية جيوسياسية واستراتيجية، سـوى توجيه البوصلة نحـو حجم الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في تمرينات هذه السنة، والذي يعكس بما لا يدع مجالا للشك، دعم هذه الدول للمغرب وتزكيـة لسيادته على كافة أراضيه، ورفضا حقيقيا لكل المناورات والمواقف العدائية ضد الوحدة الترابية للمملكة، مما قد يبشر باتساع دائرة الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء في قادم الأيام.
وعندما يزأر الأسد المغربي الإفريقي في قلب الصحراء المغربية، من الطبيعي أن تخرس ألسن العصابات وقطاع الطرق، ويتوارى دعاة الوهم والانفصال عن الأنظار، ومن لازال يترقب أن يرد المغرب عن المغامرين والمتآمرين “البطوشيين”، نؤكد أن المغرب هو دولة حكيمة وعاقلة، لذلك، فهـو يتفادى الانفعالات وردات الأفعال السريعة الفاقدة للبوصلة، كما يفعل كبرانات “آل بطوش”، ولا يرد على السفهاء والحمقى والمعتوهيـن، إلا بلغة الصمت وخطاب الحكمة والمواقف “الناعمة”، كما يحدث الآن مع مناورات الأسد الإفريقي، وكما حدث مع القرار الذي اتخذته السلطات المغربية، القاضي باستثناء الموانئ الإسبانية من عمليـة مرحبا 2021، بكل ما سيترتب عن هذا القرار السيـادي من خسائر مالية فادحة جسيمة، بالنسبة لعدد من القطاعات الإسبانية المرتبطة بعمليات العبور، من شركات الشحن وموانئ وفنادق ومحطات الخدمة وباحات الاستراحة وغيرها.
ولاشك أن أوراق كثيرة لازالت في حوزة الرباط، قــادرة على الإرباك والإزعـاج والإحراج والعزلة، يمكن إشهارها بحكمة ونجاعة وتبصـر عند الضرورة، لكسر شوكة الأعداء والحاقدين، على أمل أن تستوعب إسبانيـا الدرس، وتدرك أن مغرب اليوم حقا، ليس هو مغرب الأمـــس، وستبقى يد المغرب ممدودة إليها من باب الصداقة والتعاون وحسن الجــوار، إذا تنازلت عن حمقها وتهورها “البطوشي”، وآمنت أن مستقبلها مع المغرب الذي يملك مفتاح إفريقيـا، أما كبرانات “آل بطوش”، فليــس أمامهم إلا التــواري عن الأنظار والإنصات لزئيـر الأسد المغربي الإفريقي، لعل وعسى تتحرك في قلوبهم مشاعر العروبــة والأخوة والدين وحسن الجــوار…وإذا لم يرد عليهم المغرب أو يسايرهم في خرجاتهم و زلاتهـم وحماقاتهم، فـلأنـه دولة مسؤولة وعاقلـة تراعي الدين والعروبة والأخـوة وحسن الجوار، لا ترد ولن ترد على المراهقين والتافهين والحمقى والسفاء والمعتوهيـن…
تعليقات
0