-بقلم : عزيز لعويسي
تناقلت العديد من المواقع الالكترونية الوطنية، خبــر الأزمة التي يمر منها الإعلامي عتيق بنشيكر بعد صدور أحكام قضائية ضده لفائدة إحـدى شركات التأمين، بشكل يجعل بيته وراتب تقاعده مهـددا بالحجز حسب المعلومات المتداولة، ونحن نكتب هذا المقال، نوضح أن لا صلة لنا لا من قريب أو من بعيد بمقدم برنامج مسار، وعلاقتنا به لا تتجـاوز حدود المتتبـع لما قدمه المعني بالأمر من برامج تنشيطية وترفيهية طوال مساره المهني الذي يمتد إلى ثلاثة عقود، ولسنا على بينة أو اطلاع على ظروف وملابسات الأحكام القضائية الصادرة في حقـه، سـوى أنها مرتبطة بحوادث شغـل تعـرض لها خلال مساره المهني بالقناة الثانية ولا زال يعيــش على وقع تداعياتها دون أية معلومات أخــرى.
نعترف أن ليس من حقنا النبش في حفريات الأحكام القضائية الصادرة في حق الإعلامي، احتراما لسلطة القضاء، لكن بالمقابل، من حقنا أن نوجــه البوصلة نحو المعني بالأمر، الذي يعد أحد الوجـوه الإعلامية البارزة التي بصمت على مسار إعلامي مميـز بالقناة الثانية، حيث وقــع على العديد من البرامــج التي تقاطـع فيهـا الفـن والرقي والإبــداع، لعل أبـرزها برنامـج “مســار” الذي كـرم شرائح واسعة من المثقفين والفنانين والمبدعيـن على امتداد سنوات، ويصعب تقبـل أن ينتهي المســار على إيقـاعات الحسرة والمعاناة، بمــن فتح أحضانه لأهل الثقافة والفــن والإبــداع، ترحيبا والتفاتة واعترافا وتكريما، ومن المؤسـف أن ينتهي المشـوار الطويل، على نبــرات الآهـات والخيبـات، بشخص شئنـا أم أبينـا، يعــد ذاكــرة إعلامية على جانب كبير من الخبرة والثـــراء، يفترض أن يتم استثمارها وتمرير ثمارهـا إلى الصحفيين الجـدد، بمـا يضمن الارتقــاء بمستوى الصحافة المهنية والأخلاقيـة.
قضية من هــذا القبيل، يصعب مقـاربتهـا بلغة القانــون ولا بمنطق القضــاء ولا حتى بهواجس الربح والخسـارة، لكـن لا مانع يحول دون النظــر إليها ليــس فقط بلغـة الإنسانيـة، بـل أيضـا من باب قيم التقديــر والالتفاتـة والاعتــراف والتكريم، وفي جميــع الحالات، نعترف كمتلقين أو كجمهـور، أن الإعلامي “عتيق بنشيكر” قــدم الشـيء الكثيــر للقنـاة الثانية طيلـة سنوات، ومن واجب القنـاة أن تكــرم ابنهـا، ولعل خيــر اعتراف وتكريم، أن يتـم التحــرك بكل السبل الممكنة والمتاحة، مـن أجل إيجــاد حل مرضي أو تسويــة مناسبة للملـف، من شأنها إنقـاذ مايستـرو برنامج مسار، من شبــح الإفــلاس الوشيك، وهـذا ليس بعزيز على القناة التلفزية، التي لابد أن تكـون في مرتبة الأم التي لا تتخلى ولن تتخلى عـن أبنائهــا في السراء كما الضراء.
ونــرى في خاتمة المقال، أن قنـاة عين السبـع، أمامها فرصة لضرب عصفورين بحجـر واحد إن صح التوصيف، أولهما : انقـاد الإعلامي عتيق بنشيكر من شبـح الإفــلاس الوشيك في إطـار ما تسمـح بـه آليات الصلح والتوافق والتراضي، وثانيهما : تكريـس الإحساس في أوساط الصحفيين والتقنيين والفنيين والإداريين، أن “القنـاة الثانية” هي الأم الثانية والأحضـان الدافئة، التي لا بديـل عنها، في لحظات اليـأس والآهات والخيبات …، وهذا الإحسـاس من شأنه أن يكون قـوة دافعـة نحـو المزيـد من الجد والمثابــرة والاجتهاد والتميـز والإبــداع …
تعليقات
0