رسالة مفتوحة إلى كل من يهمه الأمر

لينا بريس

عبدالرحمان نحايلي
مهتم بقطاع بقطاع النقل

إن الزعم بحجب التطبيقات الذكية ونسب هذا الكلام إلى السيد وزير الداخلية من قبل بعض النقابات، يستدعي أن نرسل هذه الرسالة مفتوحة إلى كل من يهمه الأمر من أجل توضيح بعض المغالطات القانونية والمهنية، وأول ما تدعو الحاجة إلى التنبيه عليه هو أن كل موقف معادي للتطبيقات الذكية والمقاول الذاتي هو فقط إرضاءا إلى بعض المحتجين من رأسمالية وبرجوازية قطاع النقل هو انتكاسة حقوقية على اليد العاملة الجديدة والقديمة في قطاع النقل وتضييق بعد مُكنة تشغيل الشباب وتأهيل القطاع وإخضاعه للمنافسة المشروعة في تقديم خدمة تليق بالمواطن المغربي المعاصر.
وبناءا عليه فإن كل من يعتبر أن النقل عبر التطبيقات الذكية وعبر المقاول الذاتي والبطاقة المهنية التي تخضع جميعا ” للأداء الضريبي المعلن” نقلا سريا قانونا مستندا في ذلك على الظهير الشريف رقم 1.63.260 الصادر في 24 من جمادى الآخرة 1383 (12 نوفمبر 1963) في شأن النقل بواسطة السيارات عبر الطرق و القانون رقم 52.05 المتعلق بمدونة السير على الطرق، يقع بالضرورة في مغالطة قانونية سواء بقصد أو بغير قصد، ذلك أن المشرع المغربي وقت وزمن الأعمال التحضيرية التي سبقت القانونين السالفين الذكر لم يستحضر بالمرة صورة هذه التطبيقات الجديدة ولا قانون المقاول الذاتي فكيف يشملها في مقتضياته.
لذلك فإن محاولة إسقاط هذه المستجدات التي فرضها المجتمع المدني في تقدّمه وتحضّره على التشريع القديم الذي لم يستوعب هذا المستجد كما قلنا في مقتضياته، هو بكل تأكيد تجني فاضح في التوسع في تفسير النصوص الزجرية التي تخضعها في فهمها للتفسير المُضَيَّقِ حسب إجماع فقهاء القانون.
وبعد كشف هذه المغالطة والتأكيد عليها، فإننا أمام ظاهرة سوسيو اقتصادية جديدة والتي تحتاج إلى تدخل ليس فقط من طرف وزارة الداخلية من خلال إصدار قرارات ومناشير ودوريات وإنما تحتاج أكثر من ذلك إلى تدخل السلطة التشريعة في إحداث قوانين تستوعب هذه الظاهرة وتسعى إلى تقنينها بما ينفع المواطنين والعاملين في الأنماط الجديدة بقطاع النقل، والتي سميت في المذكرة عدد 122 الصادرة عن السيد وزير الدولة ووزير الداخلية سنة 1999 وموضوعها حول الشروط العامة للسير و استغلال سيارات الأجرة وتسليم الرخص ”بالأنماط المتوقعة” في فقرة صياغة الحاجيات: “إن تحديد الحاجيات فيما يخص سيارات الأجرة الحضرية الصنف الثاني والصنف الأول يجب ان يقوم على أساس دراسة سوسيو-اقتصادية وتأخذ بعين الاعتبار وضع مختلف أنماط النقل الموجودة أو المتوقعة داخل نطاق الاقليم او العمالة ( وحتى على مستوى الولايات او الجهات )، ويخضع لتوزيع حسب نقط الانطلاق نقطة بنقطة”، وبطبيعة الحال مع الاحتفاظ على مكتسبات سائقي سيارات الأجرة، ولِما لا إقتراح تغيير هيكلي شامل يعطي دينامية جديدة لقطاع النقل.


كل ما ينبغي التأكيد عليه أننا بإزاء ظاهرة سوسيو اقتصادية وثقافية تستوعب أرقاما هامة من العاطلين الشباب الحاملين للبطاقة المهنية ورخص الثقة وكذا المجازين وحاملي الشواهد العليا وغيرهم وتقدم خدمة نقلية تلقاها المواطنون بالقبول والإستخدام بشكل سلس لم تنتج عنها أو بسببها أية مشاكل تذكر، إذن فهي ظاهرة صحيحة صحية وجدت موقعها في المجتمع المغربي ويمكن لأي ذكي فهيم أن يربطها إرتباطا عضويا بما يطمح إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في نظرته إلى المدينة الذكية.

تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأحد 22 ديسمبر 2024 - 00:20

المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة.. الرسالة الملكية تؤكد الاهتمام البالغ الذي يوليه جلالة الملك لإنجاح التنمية الجهوية (السيد لفتيت)

السبت 21 ديسمبر 2024 - 23:10

الدكتورة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله.

السبت 21 ديسمبر 2024 - 23:01

تارودانت: مديرية التعليم تنجح في تنظيم البطولة الإقليمية للشطرنج

السبت 21 ديسمبر 2024 - 22:27

انتخاب المكتب الجهوي لمؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم بجهة مراكش آسفي