لينابريس
في جو من الوعي والمسؤولية خلدت الطبقة العاملة المغربية بقيادة الاتحاد المغربي للشغل، يوم الاثنين فاتح ماي عيد الشغل، العيد الأممي للعمال. وقد حـَــجَّ عشرات الآلاف من الأجراء من مختلف القطاعات المهنية وفي كل المــــــــــــدن والجهـــــــــــات عبر الـــــــــــتراب الوطنــــــــــي. للمشــــــاركة في المسيرات والتظــــــــــاهرات التي نَظَّـــــــــمَهَا الاتــــــــحاد المغربي للشغل بهذه المناسبة، لرفع مطالبها العادلة والمشروعة.
وقد صدَحَت حناجر العاملات والعمال والموظفات والموظفين والمستخدمات والمستخدمين من كل الفئات، للتنديد جَهْرًا بالسياسات الحكومية اللاشعبية وكان في مقدمة الشعارات المرفوعة: الاحتجاج ضد الارتفاع المهول للأسعار وضرب القدرة الشرائية لعموم الأجراء والفئات الشعبية.
كما سجلت كل هاته التظاهرات بكافة المدن، مشاركة جد متميزة للشباب والمرأة العاملة من كل القطاعات المهنية.
فتحية إجلال وتقديــــــــــــر لكـــل المنـــاضلين والمنـــــــــــاضلات الـــــــــذين رفعوا عاليـــــــا رايــــــــة الاتحـــــــاد المغــــــــــربي للشغـــــــــــــــل، معلنين بأنه بحق، القوة
النقابية الأولى والممثل الشرعي للطبقة العاملة المغربية.
ففي مدينة الدارالبيضاء، المدينة العمالية والقلب النابض للاقتصاد الوطني، حَجّ عشرات الآلاف من الأجراء من مختلف القطاعات المهنية حيث جابوا شوارع المدينة في نظام وانتظـــــــــــــام وبكل حمــــــــــــــــــاس، للتَّــــــــعبير عن تشبتهم بـــــــــــــمنظمتهم الأصــــيلة والــــــــتاريخيــــــــة الاتــــــــحـــــــاد المغربي للشغل ورفعوا شعارات تطالب بحقوقهم والحفاظ على مكتسباتهم ومن أجل عمل لائق ومن أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية.
كما انتَّظم العمال والعاملات بنفس الحماس والقوة في جميع المدن والجهات بما فيها مدن أقاليمنا الصحراوية. ففي مدينة العيون ومدينة الداخلة وباقي المدن بصحرائنا المغربية شارك الآلاف من العـــــــاملات والعــــــــــمال في مســــــــــيرات منظــــــــمتهم الاتحاد المغربي للشغل، رافعين مطالبهم الاجتماعية والمهنية والمادية ومجددين اعتزازهم بالانتماء إلى المغرب وتشبثهم بمغربية الصحراء.
ولم تكن هاته المسيرات العمالية عبر التراب الوطني، لِبَسْطِ العضلات أو استعراضا مجانيا للقوة العمالية، بل شكلت أساسا إشارة قوية تجاه الحكومة المغربية من أجل استخلاص العبرة والاستجابة للمطالب العادلة للطبقة العاملة وعلى رأسها: الزيادة العامة في الأجور وتخفيض الضغط الضريبي على الأجور، التخفــــــيض الضريـــــبـي عن القيمة المضافة TVA، الزيادة في معاشات التقاعد، الزيادة في الحد الأدنى في الأجر (SMIC-SMAC) وحماية الحريات النقابية …
فعلى الحكومة استخلاص العبرة من هذه القوة الاجتماعية الهائلة وفتح مفاوضات حقيقية ومسؤولة لتُفْضِي إلى نتائج ملموسة بدل تلكم الحوارات الصورية للاستهلاك الإعلامي
والتجاوب الإيجابي مع مطالب الطبقة العاملة وأن تكف من سياسة التسويف والتحجج والاختباء.
وبهذه التظاهرات العمالية التي بَيَّنَت بالملموس أن الاتحاد المغربي للشغل قوة نقابية منظمة، حيث لبّى مناضلو ومناضلات الاتحاد نداء منظمتهم بكل طواعية بعيدا كل البعد عن المناورات السياسوية والحزبية.
فما فاتح ماي إلاّ محطة للاحتجاج ويستمر النضال والكفاح على كل الواجهات بمختلف أشكاله من طرف قيادة وقواعد الاتحاد المغربي للشغل حتى تحقيق المطالب العادلة للطبقة العاملة.
ومن المنتظر أن تجتمع قيادة الاتحاد المغربي للشغل لتحليل الأوضاع واتخاد المبادرات النضالية المستقبلية اللازمة.
فالنـــــــصر ثم النــــــــــــصر إلى الــــــــــــــطبقة الــــــــــــــــعاملة المغربية وإلى منـــــــاضلات ومنــــــــــاضلي الاتــــــــــحاد المــــــــــــغربي للشغـــــــــــل.
تعليقات
0