بلقاسم امنزو
نلاحظ منذ شهرين تقريبا، منظرا غريبا تقشعر له الأبدان، كل صباح ومساء، في كل مناطق البلاد، خاصة في المدن الكبرى والمتوسطة، ولا أحد تساءل أو ارتبك أو عبّر عن قلقه.
نلاحظ مئات الأطفال يستيقظون صباحا ويذهبون لمتابعة دراستهم بشكل طبيعي في مدارس خاصة، عبر وسائل النقل المدرسي -أصفر اللون- أو على متن سيارات آبائهم وأمهاتهم، بينما آلاف من التلاميذ الآخرين يتابعون بألم وأسى إضراب أساتذتهم، وحال لسانهم يقول: “متى سيتم حل مشاكلهم ليتمكنوا من العودة إلى الأقسام لتعليمنا؟”.
هذا التساؤل تغذيه في طريقهم مأساة أخرى أثناء عودتهم إلى منازلهم، وهم يمرون بمدارس التعليم الخاص، وأعينهم تدمع وتنظر إلى أقسامها، حيث تتواصل الدروس بشكل طبيعي.
هل يمكن تصور شعور هؤلاء التلاميذ في هذه اللحظات وهم يتساءلون بحسرة في قرارة أنفسهم حول مفهوم تكافؤ الفرص الذي يسمعونه عبر جهاز التلفاز في خطابات رئيس الحكومة، وهم يدركون الآن أن حظوظهم في الامتحان النهائي لن تكون متساوية مع هؤلاء التلاميذ غير المعنيين بالإضراب.
مهما كانت دروس الدعم، ومهما كان اجتهاد الأساتذة لتدارك زمن الهدر المدرسي، فإن الفرص لن تكون متكافئة بين الطرفين، وبهذا يكون المجتمع بصدد خلق فئتين مختلفتين بناء على سياسة غير تضامنية في دولة اجتماعية.
تعليقات
0