الإسراء والمعراج والحق الفلسطيني المغتصب

لينا بريس

نورالدين قربال
المفهوم المتجدد لمعاني الإسراء والمعراج
عندما نتحدث عن معجزة الإسراء والمعراج، نستحضر المسجد الحرام والمسجد الأقصى والقدس الشريف. وهي مختصرة في رحلة النبي عليه الصلاة والسلام من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى. والمعراج هو صعود النبي عليه الصلاة والسلام من بيت المقدس إلى السماوات السبع. وكانت الرحلة قبل عام من الهجرة ويؤرخ لهذه المناسبة في الراجح يوم 27 من شهر رجب، الذي يذكرنا بانتصار المسلمين في غزوة تبوك. وتحرير المسجد الأقصى من أيدي الصليبيين. ويدخل ضمن الأشهر الحرم: ذو القعدة، ذوالحجة، محرم ورجب. وفي هذه المناسبة أم الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء بالمسجد الأقصى. وفرضت عليه الصلاة أثناء المعراج. وارتبط حائط البراق بهذه الرحلة. وهي الدابة التي استعملت فيها بمصاحبة جبريل عليه السلام. وهناك كذلك مسجد يسمى مسجد البراق، وباب البراق قرب باب المغاربة، ووقعت ثورة البراق سنة 1929. لهذه الاعتبارات ظل الفلسطينيون يدافعون من أجل تحرير بلادهم من الاحتلال الصهيوني. خاصة المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى. وما طوفان الأقصى إلا استجابة لهذه النداءات حيث لقنت المقاومة الاحتلال الصهيوني درسا لن ينسوه أبدا. وسيظل خالدا في البطولات التي قام بها الشعب الفلسطيني لأكثر من 100 سنة سواء أثناء الاستعمار البريطاني والإسرائيلي. وبناء عليه كانت الكرامات والفتوحات الربانية التي أرهبت “الجيش الذي لا يقهر”. مصداقا لقوله تعالى “إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم. فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان”. سورة الأنفال الآية 12. وقوله ” وما يعلم جنود ربك إلا هو”. سورة الأنفال. الآية 31. وهذا نصر من الله وبركة ومدد وبشرى، وقدرالله ومعيته حاضرة في هذا الجهاد المبارك، الذي يخدم البشرية جمعاء. لأن الصهيونية العالمية سبب في المتاعب الدولية. وباب السماء مفتوح وليس بين الله تعالى ودعوة المظلوم حجاب.
إن ظلال معجزة الإسراء والمعراج. رسالة قوية إلى الأمة وكل الأحرار والشرفاء لمضاعفة المجهودات للحفاظ على هذه المقدسات التي هي أمانة في عنقنا إلى يوم القيامة. لقد صلى الرسول عليه الصلاة والسلام بالأنبياء بما فيهم أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام. وكل الأنبياء والرسل يومنون برسالة الإسلام. والمحتل خان التزامات الأجداد ومعتقداتهم. وغيروا وبدلوا حتى أصبحوا همجا وعالة على العالمية.
إن الإسراء كان بالنبي عليه الصلاة والسلام من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بالقدس، والعروج منه إلى السماوات العلى حيث فرضت الصلاة التي تعين المسلم على إصلاح أمر دينه. إذن تحرير فلسطين وكل المقدسات قضية مصيرية مشتركة. لذلك يحاول المحتل الصهيوني دائما طمس معالم الإسراء والمعراج الذي يحتفلون به الفلسطينيون بدلالاته الشرعية والحضارية والإنسانية. واغتصاب الحق الفلسطيني العقدي والتاريخي. إن القدس مهد لكل الديانات ولا داعي للهيمنة الصهيونية الذين شقوا طاعة يعقوب عليه السلام، فهي رمز للتسامح والتلاقي الحضاري. ومن تم فالإسراء تعايش مشترك. لذلك مواجهة الاستكبار الصهيوني واجب على الأمة وكل أحرار وشرفاء العالم.
معجزة الإسراء والمعراج والأبعاد الحضارية والإنسانية
الإسراء والمعراج تزكية للمجهودات المبذولة من أجل الاجتهاد في تحرير المقدسات من الاحتلال الصهيوني. لأن الرحلة معجزة نستلهم منها الدروس التي يمكن تكييفها مع ما تعرفه فلسطين. وأول قيمة اليقين في الله. ومحاربة الانهزامية الذاتية القاتلة، واليقين في قدرة الله خاصية الأنبياء الصالحين. وطوفان الأقصى يمتح وجوده من الإعداد واليقين في الله تعالى والكرامة الربانية. وهذا نتيجة العمق الإيماني والعمل الصالح. فالرسول عليه الصلاة والسلام بعد المعاناة من قريش وأهل الطائف، أكرمه الله بهذه الرحلة الميمونة كسياحة ربانية وتسلية، فهي معجزة خارقة. فكان الترحيب من الأرض المقدسة حيث شرفه الله تعالى بإمامة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. ومن قبل أهل السماء حيث شرعت الصلاة، الصلة الحقيقية بين العبد وربه. إذن الإسراء والمعراج إعداد وتقوية وتكريم وتسلية لرسول الله عليه الصلاة والسلام. إنها إحياء مقصدي لقيم المجاهدة والارتقاء إلى سلم التزكية والصمود والعزة والكرامة. معجزة تهم كل الأمة وأحرار وشرفاء العالم. معجزة تصحح الأخطاء التاريخية والإنسانية وتعزز الحقيقة التي يحاول الاحتلال الصهيوني طمسها.
معجزة تصحح مفهوم الريادة والمكانة. إن المسجد الحرام والمسجد الأقصى والمسجد النبوي محاور حضارية للأمة وقوة إشعاعية للإنسانية جمعاء. معجزة المقدمات والعبر والعظات والمقاصد الكونية والاجتماعية. معجزة تصحح التاريخ المنحرف، وتنتصر للتاريخ الموضوعي، والذكرى تنفع الجميع. معجزة تؤكد أن محور المسجد الحرام والمسجد الأقصى والمسجد النبوي محاور حضارية للأمة الإسلامية وقوة إشعاعية للإنسانية. معجزة المقدمات والعبر والعظات والمقاصد الكونية والاجتماعية. معجزة تبرز الشرعية للقدس، وللحقوق المغتصبة من قبل الاحتلال الصهيوني. معجزة هدية من السماء في ظل انسداد الأفق الدعوي وخريطة طريق مادية ومعنوية في الترقي في سلم التزكية بين معارج إياك نعبد وإياك نستعين. معجزة من أجل تحرير كل الجغرافيات المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني الذي يسعى في العالم فسادا. والإسراء والمعراج معجزة توحي بزوال الاحتلال الصهيوني لأنه مغتصب لأرض لا جمل ولاناقة له فيها.

تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأحد 22 ديسمبر 2024 - 00:20

المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة.. الرسالة الملكية تؤكد الاهتمام البالغ الذي يوليه جلالة الملك لإنجاح التنمية الجهوية (السيد لفتيت)

السبت 21 ديسمبر 2024 - 23:10

الدكتورة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله.

السبت 21 ديسمبر 2024 - 23:01

تارودانت: مديرية التعليم تنجح في تنظيم البطولة الإقليمية للشطرنج

السبت 21 ديسمبر 2024 - 22:27

انتخاب المكتب الجهوي لمؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم بجهة مراكش آسفي