عبدالله اوتومنار
صناعة الفخار بجماعة التمسية .. إرث يقاوم الانذثار .
يغمس محمد يديه كل مرة في وعاء مملوء بالماء ليبللها، قبل أن يطوع بأصابعه وكفيه عجين الطين المثبت على صفيح دوار، فيصنع أشكالا فخارية جميلة مختلفة الأحجام في ورشة يعمل بها على ضفاف نهر سوس ؛ يحدق بعينين ثاقبتين في حركاته بينما يغرق بسلاسة يديه في عمق كتلة الطين ليجعلها تأخذ شكلها الاخير .
عند إتمام قطعته يوقف “الملاس” تدوير الصفيح برجليه أسفل الطاولة، ثم يلتقطها بعناية ليضعها قرب أخواتها المتشابهة طولا وعرضا وعمقا بقياس غريزي لا يعرف احتسابه غير أرباب صناعة الفخار المتوارثين هذا التقليد العريق عن أجدادهم القدامى الذين تركوا بصمة خالدة.
لا يكاد ( محمد ) ينتهي من تحويل قوالب الصلصال المرصفة فوق طاولته إلى طاجين حتى يجلب له صانعه قوالب صلصال أخرى يستخرجها من آلة القولبة بعدما يضع فيها عجين الطين اللين المغربل سابقا من الحصى والرواسب، فيواصل “الملاس” عمله بلا توقف.
بعد تشكيل للكميات المطلوبة ، يضعونها على أرضية مسطحة لتستنشق الهواء الجاف على مهل حتى تتماسك، قبل أن يضعوها لاحقا فوق بعض في شكل أعمدة داخل ” الموقد ببعض الخشب وبقايا اطارات السيارات .
توضع الأواني الجاهزة للحرق على أرضية مثقوبة في الفرن الحجري، ثم يغلقه قنر ويشحن قاعه المحفور تحت الأرض بقطع من الحطب الجاف المكدس أمام ورشته المسودة بأعمدة الدخان المنبعث من الأفران المجاورة، ثم يوقد النار في قليل من الحطب لتستوي القطع ببطء .
صادف تواجد كاميرا لينا بريس بالورشة زيارة لبعض المسؤولين الترابيين بمناسبة احتفالات الطبقة الشغيلة بفاتح ماي .. يتقدمهم رئيس غرفة الصناعة التقليدية ورئيس المجلس الجماعي لتمسية وممثلي الفرع الاقليمي للهيئة المغربية لحقوق الانسان مناسبة للاطلاع على الظروف التي يتم فيها الاشتغال بهذه الورشة التي تؤمن العيش للعديد من العمال و لمن تبقى من الحرفيين الذين يكافحون ليل نهار في سبيل إبقاء هذه الحرفة على قائمة الحرف التقليدية بجماعة تمسية بصفة خاصة واقليم انزكان بصفة
تعليقات
0