عبدالفتاح المنطري
بكل ثقة عالية وحضور فاعل ومؤثر،ركب الأستاذ الباحث ورجل المسرح والإعلامي السلاوي أبا عن جد،عبدالمجيد فنيش صهوة جواده على طريق فن الملحون الطويل وهو ينحت في صخرة هذا المجد المغربي الأصيل الممتد على مدى خمسة قرون،وذلك بآخر حلقة من برنامج “قهيوة أو لا أتاي” الذي يقدمه المنشط الإعلامي الشهير عتيق بن الشيكر على شاشة قناة شذى تيفي وكما قدم لنا لمن يعرفه حق المعرفة ولمن لا يعرفه كذاك رغم أنه أشهر من نار على علم عربيا ووطنيا وإعلاميا،فهو الباحث والمخرج والمؤلف في أبي الفنون والمتخصص في فن الملحون ،خريج المعهد العالي للصحافة بالرباط والأستاذ الزائر بالمعهد العالي للصحافة والإعلام بالدار البيضاء
استهل حديثه المفعم بروح الفكاهة و منتهى العجب كعادته بمثل هذه الحوارات المتلفزة،بالبحث في أصول الشاي والقهوة وتاريخهما و اصطلاحهما اللغوي و طقوسهما و آنيتهما وكيف تعامل معهما المغاربة الأقدمون والمحدثون لغاية اليوم
ثم استمر في تفكيك رموز فن الملحون لغويا وما يبدو لغير المتخصصين كأنها “طلاسم” مفردات لا يفهم معناها،وهو المطلع على أسرارها وخفاياها وما لا يدرك لعامة الخلق في هذا المنتوج الفني المغربي الخالص الذي عمر طويلا،وتابع هذا الباحث المتخصص حديثه عن أشهر المصنفين المغاربة في شعر ولحن الملحون منذ القدم وكيف أن الجزائريين المهتمين بذات الفن يقومون قصائدهم على منوال اللكنة المغربية لما
فيها من عمق المعنى وجمال التعبير
https://www.youtube.com/watch?v=fipgesbNbbA
قهيوة ولا أتاي مع عتيق بنشيكر – الموسم الثاني | الحلقة 27 |
عبد المجيد فنيش
نظرة عابرة في أسماء بعض قصائد الملحون
و ناظميها
ارْفَقْ امَالْكِي
عبد القادر العلمي
رَغْبـُوا تـَاجْ المْـلاَحْ فِيَّ يَحْيـِينِي غـِيرْ بَالسْــــــــلاَمْ
وِ يرَاعِي سِيرْتْ الـْــــــكـْرَامْ
لاَ خِـيـرْ فـَاللـِّي جْفـَــــــــا حْبِيبُو بَعْدْ ايْامْ المْوَالـْفـَــا
الـــزَّرْدََا محمد بن علي المسفيوي
ضِيفْكْ اَجَارِي شَبَّعْنِي وُلِيسْ تَعْمَلْ بَشْوَارْ * زِدْ بِيَّ للَدَّارْ
بَالْحْسَانْ اَكْرَمْنِي وَلاَ اَتْكَثَّرْ هَدْرَا
نَاكَرْ لَحْسَانْ أنجار السلاوي سِرْ اَنَاكَرْ لَحْسَــــانْ لَيَّـــــــامْ اَتْشِيطْ اَوْرَاكْ بَالْقْهَرْ
وِيْبَانْ اَلْبُرْهَــــــــانْ فِيكْ اَمَنْ خَــــــــانْ اَحْبِيــــبُ
الكـــاوي
بوعزة الدريبكي عَذْرونِي يَا اهْلـِي وُلاشْ تـْلـُومُونِي هَكـْذَا فـْحَالِي
سِيرُو خَليوْ كـُلّْ حَالْ يْسيرْ عـْلى حَالـُو
ثلاثا زهوا وامراحا الشيخ محمد النجار
اثـْلاثـَا زَهْوَا وُ امْرَاحَا مَنْ اهْواهُمْ مَانـِي سَاحِي
ارْكـُوبْ الـْخِيلْ وَُ البْنـَاتْ وُ كـِـــيــسَانْ الرَّاحْ
ولم تمر هذه الحلقة على الأستاذ فنيش المفتخر بمدينته العريقة دون توجيه رسائل مرموزة بهذا الخصوص إلى القائمين على تدبير الشأن العام،حيث ذكر بأقدمية مدينة سلا تاريخيا على مدينة الرباط وأن هذه الأخيرة كان يطلق عليها سلا الجديدة لما كانت على ربوة الاوداية،ووجب أن يقدم الأصل على الفرع في قولنا عند حضور الأذان:حسب توقيت سلا والرباط وما جاورهما،وكيف أن جامعة تسمى الرباط توجد فوق تراب سلاوي،كما اقترح إدماج العدوتين في قطب إداري ودبلوماسي واحد كحال العاصمة المجرية بودابيست نظرا لشساعة المساحات الترابية بسلا عكس الرباط التي فقدت مساحاتها بشكل كبير جدا،إلى غير ذلك من الملاحظات المنطقية التي أدلى بها الضيف بهذا الخصوصورغم أن جانب المسرح والإخراج والتأليف بسيرة عبد المجيد فنيش لم ينل ما يستحقه بهذه الحلقة لضيق وقتها،فإن الجمهور المتابع لا بد أنه قد استمتع مع هذا الضيف الخفيف الظل بألوان لطيفة وعجيبة ومفيدة من أعماق فن الملحون كثرات إنساني زاخر بالعطاء والأسرار الخفية والذي يحق للمغاربة أن يفتخروا به بين الأمم خاصة وأنه تم الاعتراف به من لدن منظمة اليونسكو كتراث ثقافي إنساني،وهنا أحيل القارىء على ما كتبه عبد العزيز بويملالن في 11 ديسمبر 2023 بصحيفة موقع “مدار” حول” تصنيف الملحون تراثا إنسانيا لا ماديا كثمرة عناية ملكية خاصة وتكليف لرواده”: اعتبر عضو لجنة ترشيح فن الملحون المغربي حدث إعلان منظمة اليونسكو إدراج فن الملحون المغربي تراثا ثقافيا إنسانيا، إنصافا لخمسة قرون من الملحون المغربي المتميز، حيث يعتبره الباحثون تصنيفا مستحقا باعتباره فنا عريقا عمره أزيد من خمسة قرون
ويعد فن الملحون المغربي، حسب عبد المجيد فنيش، عضو “لجنة إعداد ترشيح الملف المغربي للملحون لدى اليونيسكو”، وثيقة تاريخية، تؤرخ لتاريخ المغاربة قبل بداية الملحون، حيث كان شعراء هذا الملحون عادوا للماضي لصياغته وصياغة عاداته وتقاليده ومحطاته، وطروق الحياة في المغرب
كما قاموا وفق تصريح فنيش لجريدة “مدار21” الإلكترونية، بتأريخ بدقة عالية للمطبخ المغربي، الأزياء المغربية، إضافة إلى المعمار ومجموعة من الحرف، ومهارات الصناعات التقليدية، كما تغنوا حسب عضو لجنة الترشيح فن الملحون المغربي، بكل القيم الإنسانية ليرى في الملحون المغربي تطور كبير، وأصبح موضوع البحوث في الحرم الجامعي من خلال بحوث الإجازات، ورسالات الماستر، ومجموعة من الأطروحات للدكتوراه
واستطرد المتحدث عينه بالقول إن “فن الملحون المغربي أضحى رافدا من روافد المسرح، حيث مواد الملحون تعد مواضيع العديد من الإنتاجات المسرحية الكبرى، كما دخل التلفزيون في المسلسلات والسينما، كما أضحى الملحون يؤدى على خلفية ايقاعات وموسيقى غربية وآسيوية وإفريقية، لذلك يستحق أن يعد تراثا إنسانيا لا ماديا، وتحقق ذلك بفضل مجهودات بدلها الفاعلون في حقل الملحون”
ولعبت أكاديمية المملكة المغربية ووزارة الثقافة، باعتبارها الوزارة الوصية على وضع الترشيح المغربي لدى منظمة اليونيسكو، دورا كبيرا واشتغلت اللجنة في إعداد ملف الترشيح على الذاكرة التي صنعها الملحون، وقدمت ملفا متكاملا لا يمكن إلا أن يقبل، وفق ما عبر عنه عبد المجيد فنيش، مؤكدا أن الترشيح كان سنة 2019، لكن ظروف جائحة
كورونا وما بعدها أجلت الاحتفاء
لكن رغم ما تحقق، يجد الرواد والمهتمين بهذا الفن أنفسهم أمام تحديات جديدة، هذا ما أكده عضو لجنة ترشيح فن الملحون بقوله، على أن هذا “التصنيف ليس مجرد تشريف إنما تكليف، والكل مطالب ببذل الجهد على جميع المستويات بهدف الارتقاء بالملحون نحو إشعاع أكبر يوفر له إمكانيات أكبر والعناية بالعاملين فيه، نظرا لغياب مهنة أخرى لهؤلاء العاملين، بداعي تفرغهم لفن الملحون لمواصلة إبداعهم”
وفي ختام كلمته، اغتنم المتحدث الفرصة ليهنئ المملكة المغربية والملك محمد السادس بهذا الإنجاز التاريخي، مؤكدا، العناية الملكية الكبيرة للفنون التراثية وفي مقدمتها الملحون”
من جانبه، أكد محمد أبو سيف، باحث في فن الملحون، أن هذا “التصنيف مستحق، يؤكد من خلاله المغرب بأن هذا الفن تراث إنساني يرقى إلى العالمية، وذلك لكونه يقوم على مقومات أساسية عابرة للحدود وعابرة للقارات، ومواضيع فن الملحون تناولت كل الموضوعات التي تنص عليها المواثيق والمعاهدات الدولية، منها المرأة والسلام والمحبة وحسن الجوار، وتناولت قضايا وطنية وأجنبية بدون تمييز”
جدير بالذكر أنه بالإضافة إلى تصنيف فن الملحون المغربي تراثا إنسانيا لدى منظمة اليونيسكو، فقد تم إعلان فنون أخرى تؤسس للثقافة المغربية العريقة، منها المهارات والعادات المرتبطة بالكسكس المغربي، ومعارف وممارسات المحظرة، والخيمة الصحراوية، والخط المغربي، وفنون الطبخ المغربي، وفن الدقة المراكشية، وتقنية ومعارف لخطارة الراشيدية
وغيرها من العناصر التراثية الأخرى
https://www.youtube.com/watch?v=HrmBR2VTCIQ
Sanaa Marahati – Laghzal Fatma | سناء مرحتي – لغزال فاطمة
:بعض من قصيدة “لغزال فاطمة” الرائعة لإدريس بن علي المالكي
ارحمي يا راحة لعقل ترحامي/ من جفاك طال سقامي
كيف نبقى حاير وانت مسليا/ روفي يا لغزال فاطمة
امولاتي الحب والهوى والعشق ونار الغرام
من حالة الصبا في عضايا قاموا
كل واحد دار مقامو فمهجتي/ وضحى بحسامو مع سهامو
يطعن ويزيد بالجراح عدامي/ في غراد هذ الدامي
غير ملكت عقلي بجمالها/ وغلقت عنوة باب المراحمة
أمولاتي ما كان هكذا ظني يا بنت الكرام
تعذبي بغير سباب غلامك/ بعدما قبلت قدامك
بالقهر رعيت دمامك من غرامك
ضاعت بجفاك الطويل ايامي/ يا غرايبي وهيامي
لاش عاقبتني بالظلم بعدما طعتك وانتنا الظالمة
أمولاتي شوفي بعين المحنة في هذ الغلام
أفاطمة انت بالحال سليمة وحالتي بجفاك سقيمة
كيف نبقى منسي ديما بلا جريمة
واش انت اليوم سمعك صامي/ جاوبي جواب كلامي
بغيتك تصفي ذاك القلب/ لاين انا عبدك وانت الحاكمة
أمولاتي أفاطمة تحييني غير بالكلام
ما جا رسول ما قلتيلي كلمة/ واش ما في قلبك رحمة
يا لي صلتي بالحكمة وحبك ما/ في وسط القلب زاد نار ضرامي
بردي الصهد الحامي
بالوصال والمصال لي فشفتك ديك العذبية الناسمة
أمولاتي امتى نشوف قدك يتمايس كعلام
منو الياس والريحان تعلم — الشعرغسيق مظلم
كغراب عليه مرصم وضيا عم
(….)
سال بريق الرحيق يا لوامي والنوامس والخوامي
غير حزت وقبلت ولا فعلت ما تصبح النفس به نادمة
هاك راوي رقايقي ونظامي فايق الحرير الشامي
هاك فن قليل مثيلو في جيلنا فاق بالبلاغة التامة
لاهل التسليم تنهيب سلامي واسمي في طرز ختامي
قول قال ادريس بن علي المالكي سلبتنيي الغزال فاطمة
تعليقات
0