ومع
شكل موضوع “فن العيطة بين الأصل ومحاولات التجديد” محور ندوة فكرية نظمت مساء أمس الجمعة بمدينة سطات، بمشاركة ثلة من الباحثين والمتخصصين.
وسلط المتدخلون خلال هذا اللقاء، المنظم في إطار فعاليات الدورة الأولى لمهرجان العيطة المرساوية، الضوء على غنى وتنوع الموروث الثقافي المغربي، وخصوصا فن العيطة الذي يعتبر أحد الفنون الشعبية التي تحافظ على حضور قوي في النسيج الثقافي المغربي سيما في عمقه اللامادي.
وشددوا، في هذا الإطار، على ضرورة العمل على صون تاريخ فن العيطة، والبحث في سبل استثمار هذا الفن الغني في العديد من مجالات السينما والأدب، رواية ومسرحا، وقصة بالإضافة إلى مجال الغناء.
وأبرز الناقد شعيب حليفي أن تفاعل هذه الفنون يمكن أن يعطي لفن العيطة حياة جديدة، حياة يمكن أن تقدم شئيا جديدا من صميم هويتنا وثقافتنا، مبرزا أن هذا الغناء الشعبي ليس غناء بدويا انتقل من القرية إلى المدينة وتجدد وتفاعل بل يلمح إلى عدد من الأحداث والتواريخ لجهاد المغاربة في عدد من المحطات ضد المستعمر وكيف استثمرت هذه الأغنية الشعبية في الموروث الثقافي والصوفي والاجتماعي في عدد من أبعادها.
وارتباطا بذلك اعتبر الباحث الأكاديمي الحبيب ناصري أن فن العيطة يعتبر من أجمل ما أبدع الفنان المغربي الشعبي، مضيفا أن التجارب السينمائية المغربية التي انفتحت فيها السينما على الفنون الشعبية، وضمنها فن العيطة، نجحت في جذب المتلقي وحققت نجاحات لافتة، مستفيدة على الخصوص من البعد الجمالي الذي منحته إياها العيطة.
وأضاف أن السينما استفادت كثيرا من انفتاحها على الفنون الشعبية، وأنه في زمن العولمة أصبح ضروريا التشبث ب”تمغرابيت” .
يشار إلى أن الدورة الأولى لمهرجان العيطة المرساوية الذي تحتضنه مدن الدار البيضاء وسطات والواليدية، في الفترة الممتدة مابين 12 و27 يوليوز الجاري، والذي تنظمه كل من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء – سطات، بتعاون مع مجلس جماعة الدار البيضاء، يتضمن برنامجا غنيا ومتنوعا، يشمل سهرات فنية تحييها فنانات وفنانين وفرق فن العيطة.
كما يشمل برنامج المهرجان عقد ندوات وعرض أفلام سينمائية وتنظيم معرض حول فن العيطة وأجناسها وأنماطها لتسليط الضوء على هذا التراث الموسيقي العريق، وإطلاع الشباب على هذا الفن الأصيل وفتح النقاش بين الفاعلين حول الغناء الشعبي.
تعليقات
0