عادل الجلابي
يعتبر النقل المدرسي أحد الملفات الأساسية في تدبير القضايا الاجتماعية على مستوى الجماعات المحلية، لكن التدبير لا يكون دائما في مستوى تطلعات الساكنة سيما وإن كان المدبر لا ينظر أبعد من أنفه. في هذا السياق العام ومع انطلاق الموسم الدراسي الحالي انفجرت مشكلة النقل المدرسي بجماعة النخيلة إقليم سطات حيث تقرر رفع الرسوم المفروضة للاستفادة من خدمات النقل المدرسي بنسبة ٪50 بزيادة 200 درهم بالنسبة لكل تلميذ على التعريفة السابقة والتي يبلغ قدرها 400 ليصبح الواجب أداؤه 600 درهم، بينما حددت الرسومة المفروضة على التلاميذ الأيتام والأطفال في وضعية صعبة في 300 درهم، ورغم احتجاجات الساكنة والحوار الصوري الذي تم إجراؤه بمقر قيادة الخزازرة النخيلة بحضور كل من رئيس دائرة ابن أحمد الشمالية وقائد قيادة الخزازرة النخيلة ورئيس جماعة النخيلة فقد بقيت الزيادات على ما هي عليه باستثناء تخفيضات شكلية بالنسبة للآباء الذين يؤدون واجبات النقل المدرسي على أكثر من طفلين.
هذه الإجراءات الاستثنائية بالمنطقة والتي تضيق الخناق على ساكنة جماعة النخيلة لم تراع الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة بسبب أزمة الغلاء المعيشي الصاروخي وتوالي سنوات الجفاف وقلة فرص الشغل مع انخفاض الدخل الأسري بشكل كبير جدا في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى استبدال مبادرة مليون محفظة بدعم مالي هزيل سيحرم عددا كبيرا من المتمدرسين من الكتب والمحافظ والأدوات المدرسية؛ أما بالنسبة للأيتام والأطفال في وضعية صعبة فكان من الواجب إعفاؤهم تماما من الواجبات كما هو معمول به لدى الغالبية العظمى من جمعيات النقل المدرسي على المستوى المحلي والوطني نظرا لكونهم يعيشون ظروفا صعبة مزمنة إلى حين ميسرة، وهنا تجدر الإشارة أن كثيرا من أصحاب المهن الحرة بالمنطقة يقدمون خدماتهم وحتى سلعهم بشكل مجاني للأيتام.
لقد كان من المفروض البحث عن حلول لمشكلة التمويل المالي بعيدا عن جيوب المواطن الخاوية أصلا بجماعة النخيلة والاستغناء عن أموال اليتامى تفعيلا لهذه الخدمة الاجتماعية بالشكل الأنسب، بدل التمسك بأعتاب الحجج الواهية من قبيل ارتفاع ثمن المحروقات علما أن أسعار هذه الأخيرة انخفضت مقارنة بالموسم الماضي، كما أن الحلول ينبغي أن تكون استباقية لأن من سوء التدبير والحكامة غير الرشيدة بتاتا انتظار حلول الموسم الدراسي للبحث عن حلول لمشكلة التمويل التي تتفاقم سنة بعد سنة سيما في نهاية كل موسم دراسي.
إن البحث عن حلول ناجعة للتدبير الاجتماعي لملف النقل المدرسي يقتضي بعد النظر والاستفادة من التجارب الناجحة محليا ووطنيا، ويكفي وضع النظارات الطبية لكي يرى المدبرون تجربة إعداديتين بجماعتي الخزازرة وسيدي الذهبي حيث يتم التدريس بتوقيت مستمر يوميا وبالتالي التقليل بنسبة ٪50 من الرحلات اليومية لمركبات النقل المدرسي وهو ما سيرفر مصاريف هامة جدا تقترب من النصف؛ وغير بعيد كذلك هناك جماعة قروية تتكلف بمصاريف النقل المدرسي إحدى المنشآت الصناعية، والحال أن جماعة النخيلة تضم وحدة صناعية كبرى تستغل ملكا سلاليا يزيد عن 80 هكتارا ويربطها دفتر تحملات اجتماعي بالجماعة السلالية صاحبة العقار، لذلك على الأقل فإن على المنشأة الصناعية تحمل مصاريف النقل المدرسي لأبناء القبيلة السلالية المذكورة ولما لا تتحمل مصاريف النقل المدرسي لعموم جماعة النخيلة؟
تعليقات
0