لينابريس
يعيش القطاع الصحي على وقع هجوم كاسح عبر مخطط متكامل يستهدف طابعه الاجتماعي ويهدد حق الموطن في الصحة، ظهرت ملامحه بشكل بارز، أهمها فقدانه لجاذبيته سواء لدى المقبلين على العمل او لدى طالبي العلاج ، والجهة الشرقية ان لم تكن مركز هذا الوضع المتردي فأنها تشكل صورة واضحة المعالم لإفلاسه حيث نسجل :
النزيف الحاد في فئة الأطباء بجميع تخصصاتهم حيث أصبحت مجموعة من المؤسسات الاستشفائية مجرد مراكز صحية من حيث الخدمات المتوفرة على علاتها
عدم الاقبال على مباريات توظيف الأطباء العامون وبعض الناجحون منهم على قلتهم ينسحبون من حصص التعيينات
الخصاص الحاد في الموارد البشرية خاصة منها الممرضين وتقنيي الصحة وتقنيي الإسعاف والنقل الصحي
هذه الوضعية الكارثية حولت المؤسسات الاستشفائية الى مراكز صحية ومحطات عبور لنقل المرضى الى المركز الاستشفائي الجهوي بوجدة والذي يعاني هو الاخر من نقص في بعض التخصصات وغياب بعضها الاخر ، أما المستشفى الجامعي فقد ولد معوقا نظرا لطاقته الاستيعابية الضعيفة مقارنة مع عدد ساكنة الجهة الشرقية ، واذا كان كل ما سلف ذكره يعمق معاناة طالبي العلاج وأسرهم، فانه يضاعف معاناة الممرضين والقابلات العاملين بالمراكز الصحية في غياب أطباء عامون وكذلك معاناة الممرضين والأطباء العاملين بقسم المستعجلات بالمستشفيات الإقليمية ومستشفيات القرب وكذلك القابلات العاملات بأقسام الولادة دون اغفال معاناة تقنيي الإسعاف والنقل الصحي ويجعل منهم ضحايا محتملين لاعتداءات المواطنين وكذلك المخاطر الناتجة عن الاجهاد ( حوادث شغل كالإصابة بآلات حادة ومخاطر الدم، الانهيار النفسي ، حوادث السير خلال عملية نقل المرضى) خاصة وأن جلهم يعملون في ظل غياب الشروط الدنيا للعمل (عدد موظفين يناسب مهام القسم ، التجهيزات الطبية الضرورية ، فترات الراحة كافية من حيث مدتها ….)
وبدل الانتباه الى خطورة هذه الوضعية وتبعاتها المحتملة قصد القيام بالتدابير الضرورية والمستعجلة، على الأقل للتخفيف من حدة وطأة هذه الاختلالات، نجد المسؤولين المباشرين يسلكون طريق التهديد وإلزام الموظفين بالعمل خارج المساطر القانونية وحرمانهم من مستحقاتهم عن الحراسة والالزامية والتنقل تحت مبرر جفاف الميزانية والتي لا تعرف جفافا بالنسبة لتعويضاتهم السمينة
وانطلاقا من مسؤوليتنا النضالية والتنظيمية والتزامنا بتحصين كرامة موظفي القطاع بجميع فئاتهم وبمختلف مواقع عملهم والدفاع عن مصالحهم، فإننا في المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة بجهة الشرق ونحن ندق ناقوس الخطر لما تعرفه المؤسسات الصحية من افلاس :
نعتبر الوضعية الحالية للمؤسسات الصحية عنوانا لافلاس سياسة الدولة في هذا القطاع وانكشاف واضح لخبايا شعار إصلاحه، وصمت المسؤولين وعدم تدخلهم ان لم يكن مقصودا فهو إقرار ضمني بفشلهم في تدبير المرحلة
نطالب بالتدخل العاجل والمنسق من طرف المسؤولين بمختلف مستويات مسؤوليتهم (الاقليمية، الجهوية والمركزية) قصد إيجاد حلول مستعجلة لما سلف ذكره من غياب أطباء المختصين والعامين وتزويد المؤسسات الصحية بالعدد الكافي من الموظفين بمختلف فئاتهم خاصة منهم الممرضون وتقنيو الصحة، تقنيو الإسعاف والنقل الصحي، مساعدو/ات العلاج وذلك بتنظيم مباريات في القريب العاجل وبمناصب كافية ( كما تم بشكل استثنائي بالنسبة لمجموعة من المستشفيات )
ندعو جميع الموظفين الالتزام بالمهام المحددة قانونا للفئة التي ينتمون لها تجنبا لأية مساءلة قانونية والعمل وفق نظام تنص القوانين المعمول بها عليه
مناشدتنا لجميع العاملين باستحضار روح التضامن والاستعداد لخوض اشكال نضالية تحت شعار ” المؤسسات الصحية ملك لنا، موظفون ومواطنون، وعلينا تحصينها من العبث وحمايتها من الضياع ” لأنه بذلك سنحصن مصيرنا وكرامتنا ونحمي أنفسنا من المخاطر المحدقة بنا
تعليقات
0