خليفة بوطيب الفيلالي**
نشرت جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير( المغرب ) خلال هاته السنة 2024، الطبعة الأولى لكتاب ” القبائل العربية بحوض اللكوس”، والدي ترجمه للعربية الدكتور عبد المجيد المصباحي، باعتبار أن الكتاب قام بتأليفه الباحثان الفرنسيان ميشو بيلير وجورج سالمون، وهو من ثمرات الأبحاث الميدانية والدراسات المنوغرافية، التي أنجزتها البعثة العلميية ابتداء من سنة 1904م، والتي كانت وراءها خلفيات سياسية ممهدة للاستعمار الفرنسي للمغرب – كما كان حال دول شمال إفريقيا انداك- وهي الدراسات التي مهدت للاحتلال عبر توفير معلومات ثمينة، غطت مناطق متعددة من المغرب، عبر سبر أغوار مفاصل المجتمع المغربي، والتي تدخل القبيلة كأحد أسس مكونانه.
الكتاب إدن، جاء في 415 صفحة ضمت عشرين فصلا، تم خلالها الوقوف على التركيبة الاجتماعية ومختلف الهياكل الدينية، في علاقتها بالمخزن ( الحكم) القائم خلال فترة إنجاز الدراسة (بداية القرن العشرين).
ولأجل كل هدا، يؤكد الناشر ، أن ميشو بيلير باعتباره المؤلف الحقيقي لمتن الكتاب، قد عاش في هده المنطقة متنقلا بين القصر الكبير، ودواوير قبائل الخلط والطليق مدة أربعة عشر عاما، وهو ما ساعده بقوة في إبراز التفاصيل الدقيقة للقبائل، وأسماء الدواوير وموقعها الجغرافي مميزا بين دواوير الكيش والنايبة، معددا ما يضمه كل دوار من مساجد وأضرحة وخيام “زوجات حرث” وأفراس وأحصنة وأغنام وبقر وبندقيات، وكدا أهم العائلات المتواجدة في كل دوار… كما تم توثيق أسماء القضاة والقواد والعدول والشيوخ وأسماء الطوائف الصوفية. وكل هدا تم تناوله بحياد وموضوعية من طرف ميشو بيلير وجورج سالمون، بعيدا عن رصد المساوئ فقط التي ميزت سابقا أغلب كتب الرحلات التي تناولت القبائل العربية بالمغرب.
فإدا كان الكتاب قد جاء في سياق استعماري محض، فإنه يشكل مرجعا لا محيد عنه بالنسبة للطلبة والباحثين الراغبين في اكتشاف جزء من تاريخ القبائل العربية بالمغرب الأقصى.
تعليقات
0