بوطيب الفيلالي

مباشرة بعد صلاة التراويح، التي أقيمت بمسجد المحسنين بالدشيرة (عمالة إنزكان أيت ملول) ليلة الجمعة 29-03-2025، شهد الشارعان المجاوران للمسجد المذكور، احتشاد عدد كبير من النشطاء والمواطنين في وقفة عنوانها التضامن مع غزة، التي يواجه سكانها الإبادة والتدمير لأكثر من سنة ونصف، حيث بحت أصوات المتظاهرين في رفع شعارات تندد بالهجمة الإسرائيلة الممنهجة، التي لا تستثني طفلا ولا امرأة ولا شيخا. هاته الهتافات والتنديدات، التي لم تستثن كذلك الدعم الأمريكي الغير المحدود لهاته الإبادة، حيث اتهمت أصوات المحتجين أمريكا بأنها سبب مآسي غزة، لا بل مآسي بقية الشعوب التي تعاني ويلات الحروب.
الوقفة التضامنية التي عرفت رفع لافتات ولوحات، حملت عبارات تعبر عن مراكز اهتمام القوى المشاركة والمنظمة للوقفة، والتي تنوعت بين فعاليات إسلامية وأخرى يسارية، باعتبارهما فعاليات محركة للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، والتي تستغل مثل هاته المناسبات لتعبر عن مساندتها للحق الفلسطيني وكذا رفضها لكل تطبيع مع إسرائيل، وهو ما رصدناه داخل الوقفة، عبر ما ردد من شعارات خلال أكثر من ساعة،لاحظنا خلالها رفع المشاركين لأعلام دولة فلسطين، بالإضافة إلى لوحة تضم رسما لأبي عبيدة ملثم كتائب حركة حماس، والتي أثنوا على صمودها وبقية فصائل المقاومة، هذا بالإضافة إلى الثناء على من استشهد من زعمائها سواء في فلسطين أو لبنان.

ولقد كانت عبارة ” مدينة أكادير تبارك طوفان الأقصى ” من بين العبارات التي حملتها إحدى اللافتات، بالإضافة إلى ترديد المتضامنين لشعارات على شاكلة: ” تحية سوسية لغزة الأبية “، إلى غيرها من الشعارات التي ترفض مخططات ترامب ونتنياهو، لتهجير سكان غزة لدول عربية.
كما شغل علم كبير لدولة فلسطين، حيزا كبيرا من ساحة الوقفة (وهي عبارة عن تقاطع شارعي فيصل بن عبد العزيز والمهدي بن بركة) حمله الأطفال المشاركون، كما كان لافتا للانتباه، المشاركة والحضور الوازن للعنصر النسوي، الذي شارك كذلك في جميع فعاليات الحدث التضامني، الذي أتى ليلة 30 مارس، وهو اليوم الذي يوافق يوم الأرض الفلسطيني.
وقد رصدنا تواجدا للقوات العمومية – سيارات الأمن والقوات المساعدة وأفراد السلطة المحلية – بجوار مسجد المحسنين قبل صلاة العشاء، الشيء الذي دفع بعض المصلين للتساؤل عن أسبابه، ليأتيهم الخبر اليقين بعد انتهاء صلاة التراويح، عند شروع النشطاء في ترديد الشعارات وبسط اللافتات ورفع اللوحات، إيدانا ببداية الوقفة التي كانت تراقب من طرف الأمن والسلطة المحلية،وهو ما جعل الحضور يكون وازنا ومتنوعا لغاية انتهاء هذا النشاط التضامني قرابة10h30 ليلا.




تعليقات
0