الدكتور بالقاسم امنزو
على بعد سنة وبضعة أشهر من الانتخابات التشريعية الخاصة بتجديد أعضاء مجلس النواب، بدأت تتضح معالم الخريطة الانتخابية الخاصة بدوائر عمالات مقاطعات الدار البيضاء.
على مستوى عمالة مقاطعات أنفا، تبدو “الحمامة” في وضع غير مريح، مع دخول رئيس مقاطعة المعاريف على الخط، مطالبا بالتناوب على البرلمان مع رئيس مقاطعة أنفا، الذي وجد نفسه بين مطرقة النقابي وعودة السفير إلى “قلعته” التي كان الرئيس الحالي لأنفا يشتغل كاتبًا عنده فيها.
في هذا الإطار، يقوم كل طرف بمناورات في الخفاء لتعبيد الطريق نحو التزكية لقيادة لائحة الحمامة في هذه الدائرة، مما قد يضعف حظوظهم جميعا ويقوي فرص المنافسين الآخرين. وهناك حديث عن عودة محامية “الميزان” بتنسيق مع منتخبي الحزب، خصوصًا في المعاريف، لإيجاد صيغة تجعل “الميزان” في وضع مريح خلال المحطة الانتخابية المقبلة. في هذه الدائرة (أربعة مقاعد)، تشير نفس المعطيات إلى عودة قوية لـ”المصباح”، الذي قد يحتل المرتبة الأولى بعدما حل رابعا في استحقاقات 2021، بينما قد يتراجع “الجرار” إلى الصف الرابع أو الخامس. وإذا تم حجز المقعدين الأول والثاني من طرف “المصباح” و”الميزان”، فقد تقع مفاجآت بالنسبة للمقعدين الثالث والرابع، بظهور كائنات انتخابية جديدة، خاصة في ظل تحركات الناطق الرسمي باسم “السنبلة” ومحاولة “الوردة” العودة إلى الميدان.
أما عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان (ثلاثة مقاعد)، قد يفقد “الجرار” مقعده إذا ما تم سحب التزكية من الرئيس الحالي لمرس السلطان ومنحها لرئيس الفداء، في إطار ما بدأ البعض يصفه بـ”التناوب”، مما قد يدفع البرلماني الحالي إلى “جر” المقعد نحو الوجهة التي سيتجه إليها. في هذه الدائرة الانتخابية، هناك أيضا عودة “المصباح” إلى دائرة الحسابات، مما يجعل مرشح “الميزان” وصاحب “الحمامة” خارج التغطية، خاصة أن منعرج الحملة قد يكشف “فضائح” و”ملفات”، وتعود إلى الواجهة قصص غريبة تم تداولها في السنوات الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
وفيما يهم، عمالة مقاطعة الحي الحسني (ثلاثة مقاعد)، تبدو الأمور مختلفة، لكون المنطقة تتكون من ثلاثة أقطاب (أعيان)، لكل واحد منهم مقعده، مهما كان اللون الانتخابي الذي سيترشح به، إلا إذا تنازل أحدهم عن رأس اللائحة لفائدة وافد آخر، كما حدث في الانتخابات السابقة، وهو أمر مستبعد في ظل المتغيرات الحالية والقادمة.
أما عمالة مقاطعة بن مسيك (ثلاثة مقاعد)، تفيد جميع المعطيات بأن “الحصان” سيفوز بولاية خامسة دون منازع، وقد أصبحت الدائرة قلعته الانتخابية، ينسق فيها مع حلفائه بخصوص باقي المقاعد. في الأسابيع الأخيرة، لاحظنا كيف أن لقاء أعضاء بعض الأحزاب الصغيرة بصاحب “الحصان”، أو حتى مجرد الجلوس معه في مقهى بالمنطقة، يعتبر حدثا سياسيا يتم الترويج له داخل هياكلهم، ويذكر في بلاغاتهم. وهناك أيضًا حديث عن عودة “المصباح” إلى دائرة الحسابات، مما يبقي باب المفاجآت مفتوحًا على مصراعيه.
أما عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي (ثلاثة مقاعد، مع احتمال إضافة رابع)، يسير كل من “الجرار” و”الحمامة” بخطى ثابتة للحفاظ على مقعديهما، ليبقى المقعد الثالث في دائرة التنافس بين الأحزاب الأخرى.
وبخصوص عمالة مقاطعات عين السبع – الحي المحمدي (أربعة مقاعد)، تدور المنافسة بين “الوردة”، “المصباح” و”السنبلة” على المقاعد الأربعة، مما يُضعف حظوظ بعض البرلمانيين الحاليين في العودة إلى المؤسسة التشريعية، باستثناء صاحب “الحصان”، الذي يُعد من أعيان المنطقة.
أما عمالة مقاطعة عين الشق (ثلاثة مقاعد)، من المرتقب أن تكون الدائرة مسرحا لـ”ديربي” انتخابي بين الغريمين التقليديين، مع احتمال عودة قوية لـ”المصباح” وظهور كائن انتخابي جديد قد يُربك جميع الحسابات، ويفتح الباب أمام “الوردة” للفوز بمقعد في الدائرة.
وفيما يهم عمالة مقاطعات مولاي رشيد (ثلاثة مقاعد)، تفيد المعطيات المتوفرة بأن “الميزان” سيحتفظ بمقعده، مع عودة “المصباح” إلى الساحة. ويبقى المقعد الثالث محل تنافس بين “الجرار” و”الحمامة”، مع أفضلية واضحة للأول الذي التزم الصمت بعد استحقاقات 2021، في حين أن غريمه قام بتصريحات لا تزال تُحلَّل في كواليس السياسة!
يتضح من خلال هذه المعطيات أن تغييرات مرتقبة قد تطال الخريطة الانتخابية في الدوائر الثماني لعمالات مقاطعات الدار البيضاء، رغم احتفاظ بعض الوجوه المعروفة بمقاعدها، مما ينذر بصيف انتخابي ساخن في العاصمة الاقتصادية.
عن منصة
www.lemondedelacom.com
تعليقات
0