مأساة في جماعة مكارطو.. غرق شاب عشريني في سد تامسنا والتحقيقات متواصلة

سطات – عادل الجلابي

في حادث مأساوي هزّ الرأي العام المحلي، تم العثور صباح اليوم على جثة شاب يبلغ من العمر 20 سنة، من مواليد سنة 2004 ينحدر من جماعة سيدي الذهبي ، جثة هامدة داخل مياه سد تامسنا الواقع بتراب جماعة مكارطو التابعة لإقليم سطات، وذلك في ظروف ما تزال غامضة وتثير الكثير من التساؤلات بين أفراد أسرته وساكنة المنطقة.
وحسب مصادر محلية مطلعة، فقد تم رصد اختفاء الشاب منذ الساعات الأولى من صباح اليوم السابق للحادث، قبل أن تُطلق السلطات المختصة عملية تمشيط دقيقة شملت محيط السد، قادتها فرق مختصة من مختلف الأجهزة، ليتم في النهاية العثور على جثته تحت مياه السد.
تحقيقات موسعة تحت إشراف النيابة العامة
النيابة العامة بمحكمة سطات فتحت تحقيقًا فوريًا في الواقعة، مع الاستعانة بتقارير الطب الشرعي وأقوال الشهود، لتحديد السبب الحقيقي للوفاة، واستبعاد أو تأكيد أي فرضية جنائية.
وشهدت عملية البحث والإنقاذ تنسيقًا ميدانيًا دقيقًا بين عدد من المصالح والهيئات:
الدرك الملكي بثلاثاء لولاد الذي حضر إلى عين المكان فور التبليغ، وطوّق محيط الحادث وفتح محاضر استماع لعدد من الشهود والمقربين من الضحية.
قائد قيادة أولاد امحمد أشرف شخصيًا على تسهيل الإجراءات الميدانية وتنسيق جهود التدخل.
الوقاية المدنية من ابن أحمد لعبت دورًا محوريًا في التدخل الأولي ومحاولة تحديد موقع الجثة.
فرقة الغواصين المتخصصة من الدار البيضاء، تم استدعاؤها خصيصًا للمساعدة في عملية البحث داخل السد، وقد أبانت عن كفاءة عالية في استخراج الجثة من الأعماق.
فرضيات متعددة.. وساكنة تطالب بكشف الحقيقة
وفيما لا تزال أسباب الوفاة الحقيقية في طور التحديد، تتداول أوساط محلية عدة روايات، من بينها فرضية الغرق العرضي، وأخرى أكثر تشاؤمًا تذهب إلى احتمال وجود شبهة جنائية، خاصة في ظل ما اعتبره البعض “ملابسات غامضة” رافقت اختفاء الشاب.
وتطالب عائلة الضحية، إلى جانب عدد من سكان المنطقة، بالكشف عن الحقيقة كاملة، وتوفير نتائج وضحة من خلال التشريح الطبي والتحقيقات التقنية التي تباشرها الجهات الأمنية المختصة.
نداء لتعزيز السلامة والرقابة

هذا الحادث المؤلم يعيد إلى الواجهة غياب شروط السلامة وغياب الحراسة في محيط عدد من السدود الوطنية، التي تتحول في فترات معينة إلى أماكن يرتادها الشباب، رغم خطورتها. كما يدعو إلى تعزيز المراقبة الأمنية ووسائل التدخل السريع في مثل هذه الفضاءات الطبيعية.
مأساة فقدان شاب في مقتبل العمر بهذه الطريقة المؤلمة، تضع الجميع أمام مسؤولياتهم، سواء على مستوى الأسرة، أو الجهات المحلية، أو الدولة، لتجنب تكرار مثل هذه الفواجع المؤلمة التي تخلف جراحًا لا تُنسى في قلوب العائلات.