عيوش-سجلماسةبريس
مع تعيين العامل حسن بوكوتا على رأس إقليم سيدي بنور تكاثرت الأسئلة حول المسار الذي سيأخذه الإقليم في عهده فمن متشائم يقول إنه سيكون استمرار للعهد السابق غير المأسوف على ذهابه و بين متفائل يقول إن خلفية الرجل العلمية و التكنوقراطية و سابق معرفته بالإقليم و خبرته في البنيات التحتية تجعل منه الرجل المناسب لقيادة إقليم ذو إمكانيات هائلة تعيش أغلبية ساكنته تهميشا و عزلة خاصة في الهلال المهمش غير المسقي المتاخم لإقليم الرحامنة الممتد من جماعة أولاد عمران إلى جماعة العونات و الذي يضم جماعات لا تتوفر على الموارد المالية الكافية للإستجابة لاحتياجات المواطنين ,
- الحسن بوكوتا و لازمة تشجيع الاستثمار : تشجيع الاستثمار من أكثر التيمات حضورا في خطاب العامل الجديد و قد تكرر ذكره في الزيارات التواصلية التي قام بها إلى مختلف جماعات الإقليم ، بالتأكيد على كونه المدخل الرئيس لكل تنمية حقيقية لأنه يثمن موارد الإقليم و ينتج فرص الشغل و من شأنه تحسين الموارد المالية للجماعات ، و هذا يعني القطع مع جماعات التصديق على الإمضاء و الحالة المدنية و استخراج عقود الإزدياد .
- علاقة الجماعات بالمصالح الخارجية : حرص الحسن بوكوتا على إحضاررؤساء المصالح الخارجية شخصيا في لقاءاته التواصلية مع الجماعات المحلية لوضع النقط على الحروف, فكثيرا ما تعلل رؤساء بعض الجماعات بالمشاكل التي يعانونها مع المصالح الخارجية باعتبارها تعرقل أحيانا مشاريع بسبب تعقد المساطر الإدارية ، و كان لافتا وضع آلية للتتبع للقطع مع تعالي بعض رؤساء المصالح الخارجية عن الحضور في دورات الجماعات المحلية متى كان حضورهم ضروريا .
- إعادة الاعتبار لرؤساء الجماعات :كان الكثيرمن رؤساء الجماعات خلال العهد السابق يعانون من عرقلة المشاريع التي وضعوها بل أن بعض الجماعات لأسباب ” مجهولة ” كانت محرومة من أموال وزارة الداخلية و صندوق التنمية القروية و الجهة وحتى من دعم المجلس الإقليمي ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر جماعة الحكاكشة التي كانت تعيش حصارا لم يراع مصالح الساكنة بقدرما كان يخدم أجندات سياسوية . لكن العامل بوكوتا اعتبر أن خدمة المواطن و حل مشاكله هو الحجر الأساس و أن مؤسسة العمالة ستدعم رؤساء الجماعات في كل ما له علاقة بالتنمية البشرية .
- إعادة الاعتبار لرجال السلطة : خلال العهد السابق وجد الكثير من رجال السلطة أنفسهم تحت ” سطوة و تحكم ” بعض المنتخبين ، مما كان يمس بهيبة الدولة حيث أصبح بعض المنتخبين هم الآمرون الناهون ، لكن العامل الجديد أعاد الأمور لنصابها و أعطى لرجال السلطة نفسا جديدا جعلهم أكثر انفتاحا على الساكنة و المجتمع المدني و الإعلام و بعيدين عن لغة الخشب .
- المشاريع المتعثرة : ورث الحسن بوكوتا مجموعة من المشاريع المتعثرة خاصة في عاصمة الإقليم مدينة سيدي بنور و مدينة الواليدية ، فمدينة سيدي بنور التي عرفت إنطلاقة عملية إعادة تأهيلها منذ سنوات بعد زيارتين ملكيتين ، شهدت الأشغال تعثرا واضحا أثارت الكثير من التساؤلات حول الأموال التي خصصت لمكاتب الدراسات و جودة الأشغال و مدى مطابقتها لدفاتر التحملات من عدمه و لمعايير الجودة و العلاقة بين القيمة المالية للصفقات و حجم الأشغال المنجزة ، بالإضافة إلى وجود مرافق داخل مدينة سيدي بنور لم تكتمل كالقاعة المغطاة و الطريق المحوري الذي لم تحترم فيه المساطر القانونية حيث بدأت فيه الأشغال قبل إعمال مسطرة نزع الملكية و وضع المقابل العيني و توفير الغلاف المالي الضروري للإنجاز و الذي وجد طريقه للحل على يد العامل بوكوتا حيث تم استئناف الأشغال فيه من جديد بعد تواصله مع ملاكي الأراضي التي يمر عبرها الطريق المحوري .
أما الواليدية فعرفت تعثرات حالت دون تحويلها إلى قطب سياحي صغير و لم تكنمل بعض الأوراش التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك و منها الغابة ، كما أن تصميم تهيئتها لم يكن مبنيا على هم تنموي بقدرما كان ترضية لبعض الأشخاص و إلا بماذا نفسر تخصيص أراضي بجوار سوق الواليدية لإدارات عوض أن نخصصه لمنشآت سياحية في مدينة ساحرة بامتياز ،
و حتى على تصميم تهيئة مدينة سيدي بنور ينبغي إعادة النظر في بعض تعييناته affectations للإجابة على أسئلة التنمية بالمدينتين ، عوض العشوائية التي انطبع بها و التي سنعود للحديث عنها لاحقا .
- المبادرة الوطنية للتنمية البشرية : رغم الأموال الطائلة التي خصصتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لإقليم سيدي بنور فقد كان تأثيرها ضعيفا على مؤشرات التنمية البشرية بالإقليم مما يطرح أسئلة جدية حول المسارات التي أخذتها أموال المبادرة و طبيعة الجمعيات التي استفادت منها و أوجه صرف أموالها ، و يشكل هذا تحديا للعامل الجديد لإرجاع الأمور إلى نصابها و تغيير الوجوه التي ارتبطت بالعهد السابق لضخ دماء جديدة .
- القطاعات الاجتماعية: لم يتكلم العامل الحسن بوكوتا لغة الخشب عند الحديث عن أداء القطاعات الاجتماعية خاصة التعليم و الصحة الذي اعتبره كارثيا بلغة الأرقام و الواقع و ما إعفاء المسؤولين عن تدبير هذه القطاعات إلا ترجمة لفشلهم في التدبير أو وجود اختلالات لم يعلن عن طبيعتها لحد الآن لأسباب مجهولة رغم أن التوجيهات الملكية تؤكد على ضرورة تعليل القرارات الإدارية ، و حتى لا تكون الإعفاءات مخرجا للإفلات من مبدإ ربط المسؤولية بالمحاسبة .
- قطاع التجهيز : تعاني أغلب طرق الإقليم من رداءة كبير منذ أكثر من عقد مما جعل بعض المناطق معزولة أو شبه معزولة مما يجعلها بعيدة عن التنمية ، كما أن جودة الماء الصالح للشرب كانت حاضرة في كلمات العامل بوكوتا مع تزايد حالات مرضى تصفية الكلي بالٌإقليم و التي تعرف تزايدا مقلقا ، بالإضافة إلى استمرار افتقار بعض المناطق القروية للماء الصالح للشرب بفعل تعثر أشغال مشروع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب للتزود بالماه الصالح للشرب ، ناهيك عن ضعف التيار الكهربائي في كثير من المناطق مما قد يعيق أي تنمية صناعية للإقليم لاحقا .
- محاربة السكن غير اللائق : ورث الحسن بوكوتا مشكلة الأحياء الصفيحية خاصة دواوير القرية و بلفاطمي و العبدي ، و هناك الآن تسريع وتيرة مشروع إدماج سكن لإعادة إيواء ساكنة دوار القرية الصفيحي الذي من شأنه تحسين الوضع الاجتماعي لساكنة عانت من التهميش و الإقصاء و الرعاية الاجتماعية .
- تحدي السوق الأسبوعي : يعتبر السوق الأسبوعي بمدينة سيدي بنور أحد أكبر الأسواق في المغرب ، لكن واقع حاله اليوم أنه يعتبر مطرح نفايات غير معلن لم يستطع المنتخبون و رجال السلطة حل مشكلته بسبب عدم تسوية وضعيته العقارية من جهة و ” تقاعس” المصالح البلدية عن تنظيفه و وقوفها موقف المتفرج و وجود شرائح اجتماعية واسعة تعيش من العمل و التجارة بين أسواره خلال أيام الأسبوع من جهة ثانية . و هناك جهود حثيثة من العامل الحسن بوكوتا للبحث عن بديل للسوق الخارجي خارج المدينة للتخلص من هذا العبء البيئي و من العربات المجرورة المرتبطة به ، و تخليص الساكنة من خطر أمراض الجهاز التنفسي بسبب إحراق المواد البلاستيكية داخل السوق .
تعليقات
0