أبقلم: عمر دغوغي الإدريسي
يوجد للتواضع آثار عظيمة على الفرد، فهو أساس رفعته وتوفيقه في الدنيا والآخرة، وهو من أهمّ خصال عباد الرحمن الذين وصفهم الله تعالى في القرآن الكريم بقوله: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا) ، فالتواضع من أخلاق أولياء الله، ويكون الإنسان المتواضع محبوباً بين الناس، وقريب من الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم يوم القيامة، ويؤدّي هذا الخلق إلى تمام شخصية الفرد وكمالها من جميع جوانبها، وهذا من شأنه تحقيق العديد من الثمار الإيجابية في سلوك وحياة الفرد وكافّة تعاملاته، ومنها: البرّ، والرحمة، واللين، والرفق.
يترتّب على خُلق التواضع العديد من الآثار الإيجابية على المجتمع، إذ يُحقّق التكافل والمودة بين أبناء المجتمع الواحد، ويزيد من التآلف والتآخي بينهم، ويؤدّي إلى انتشار العديد من الصفات الحسنة كالتعاطف، والتعاون، والاحترام، والوفاء، والصدق، والإخلاص، إذ تزداد قوّة المجتمع الإسلامي عند التزامه بالمنهج الإسلامي، ويتمكّن من مواجهة جميع المخاطر التي تُحيط بالمسلمين، وبالتالي تحقيق الألفة والوحدة للمجتمع الإسلامي الواحد.
يُعتبر التواضع أحد أهم وأنبل الأخلاق الإسلامية، إذ يتمثّل بالاستسلام إلى الحق، والابتعاد عن الاعتراض على الحكم، ولذلك يدعو الدين الإسلامي الحنيف إلى التحلّي بهذا الخلق، والالتزام به في جميع المُمارسات والأحوال، حيث يكون هذا التواضع في الذات، والمشي، والحركة، والقول، والحديث، والمعاملة.
هناك العديد من الفوائد للتواضع، ومنها ما يأتي:
التحلّي بواحدة من أعظم صفات حُسن الخلق. الاقتداء بنبيّ الأمة محمد صلّى الله عليه وسلّم. إصلاح ذات البين، والتغلّب على وساوس الشيطان. إدخال البهجة والسرور على أهل البيت. نيل محبّة الله تعالى، والفوز بنعيمه في الآخرة. نيل محبّة الناس في الحياة الدنيا. رِفعة مقام المتواضع عند الله تعالى، فمن تواضع لله رفعه. الخضوع لله تبارك وتعالى، والانقياد له. التخلّص من البغضاء والعداوات بين الناس، وإبعاد التباهي والتفاخر بينهم. كسب السلامة، وزيادة الألفة بين القلوب.
تعليقات
0