بقلم: عمر دغوغي الإدريسي
ليوم الذي تعتبر قوته من الطبقة العاملة ، ويعتبر ضعفه من ضعفها ، وتاريخه من تاريخها فقيه تصنع الطبقة العاملة ومعها الجماهير الكادحة أمالها ، وتطلعاتها وبمناسبته تبني أحلامها وتحم بالغد الأفضل وتستجمع قوتها من اجل مواجهة طغيان الاستغلال واستبداد المستغلين على جميع المستويات ، ففي فاتح ماي تتوحد الطبقة العاملة في جميع بقاع الأرض لتبرز كقوة ترعب القاهرين وتفرض عليهم تطوير أساليبهم القمعية الاستغلالية من اجل المزيد من الاستغلال والظلم والقهر ويبرز القاهرون بسبب ذلك كوحش مفترسة للكيان الإنساني ككل.
وفي فاتح ماي تعيد الطبقة العاملة النظر في صياغة مطالبها ، وشعاراتها بما يتناسب وتعميق أساليب الاستغلال وتكسب عن أشكال الخيانة في تنظيماتها وتفضح زيف شعارات المدعين لتمثيلها والمتكلمين باسمها ، والواصبين عليها. فمفهوم ماي إذا ليس مجرد يوم من الأيام انه يوم الوحدة العالمية:
على الصعيد التنظيمي ، ففيه ينظم العمال مسيراتهم في كل أنحاء العالم ، والشروع لإبراز مكانتهم وقوتهم ، وقدرتهم على العطاء ومكانية استبسالهم لانتزاع حقهم.
على صعيد الوعي الطبقي ، لان العمال مهما كانت جنسيتهم ولغتهم ينفرزون كطبقة اجتماعية تقود باقي الشرائح المستغلة ضدا على المستغلين الذين يؤرقهم هذا الانفراز الذي يجعل العمال يدركون قوتهم في هذا التاريخ المليء بالتناقضات بين مصالح المستغلين ومصالح المستغلي ، وهذا في حد ذاته يعتبر بداية الوعي الذي يجعل المستغلين يعترفون على أساليب الاستغلال ومستوياته ليصلوا إلى ما يجب عمله من اجل مقاومة الاستغلال ووصولا إلى الانعتاق.
على صعيد إبراز المطالب العمالية من اجل تحويلها إلى مطالب جماهيرية حتى تتحول النضالات المطلبية إلى نضالات جماهيرية بقيادة الطبقة العاملة.
: على صعيد الأهداف التي تتحدد في
رفع وثيرة الصراع الطبقي في مستوياته الإيديولوجية والسياسية والتنظيمية.
إعطاء الأهمية لفكر الطبقة العاملة عن طريق إشاعته بكل الوسائل بين أفراد .
تحقيق الانتماء التنظيمي : النقابي والسياسي لمجموع أفراد الشغيلة وطليعتها الطبقة العاملة .
الاستمرار في فرض التنمية على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما فيه مصلحة الشغيلة.
السعي إلى قلب موازين القوى لصالح الطبقة العاملة وسائر الكادحين عن طريق النضالات المطلبية السياسية الهادفة إلى تحقيق مكاسب مادية .
النضال من اجل إضعاف شراسة الاستغلال عن طريق التقليص من حدته في افق القضاء عن طريق اجتثاث جذوره , وبصفة نهائية بتحقيق المجتمع المتحرر والديمقراطي والعادل.
فالوحدة العمالية ستكون بذلك صيرورة تاريخية تمتد في عمق التاريخ وفي بنية النظام الرأسمالي وفي أفق التغيير الجذري لهذا النظام من اجل مستقبل مشرق يروم التخلص من كل الاستغلال ، وإيجاد علاقات إنتاج نقيضه لعلاقات الإنتاج الرأسمالية أو الرأسمالية التابعة.
وبذلك يكون لفاتح ماي مغزى واحد هو مغزى التوحد والانعتاق بدل التمزق وتكريس أشكال الاستغلال.
ودلالة التوحد لا تعني إلا خلق مرتكزات التنظيم العمالي في مستواه النقابي والسياسي.
تعليقات
0