الــــــدولـــة الـــســــيـــــاديـــة

لينا بريس

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي                                                                                                                                                

الدولة هي عدد من البشر يمارسون كافّة نشاطاتهم على رقعةٍ جغرافيّة محددة، ويخضع هؤلاء لنظام سياسي تمّ الاتفاق عليه فيما بينهم، بحيث يتولّى هذا النظام شؤون الدولة، بحيث تشرف الدولة على أنشطةٍ اقتصاديّة وسياسيّة واجتماعيّة، والتي تهدف جميعها إلى تقدّم تلك الدولة وازدهارها، وتحسين المستوى المعيشي والحياتي للأفراد فيها. يقسم العالم إلى عددٍ كبير من الدول، تختلف جميعها في أنظمتها السياسيّة وأشكالها.

 في تعريف الدولة، جاء في لسان العرب: “الدّولة والدُّولة: العُقبة في المال والحرب”، أي إنّ الغلبة والانتصار لا يتمّ إلاّ بها، وجاء أيضاً: “الدولة الفعل والانتقال من حالٍ إلى حال”، أمّا في قاموس المحيط فقد جاء تعريف الدولة: “الدولة انقلاب الزمان”، وتعني تغيّره فمرةً يكون لهؤلاء، وأخرى لهؤلاء.

تُعرف الدولة على أنها تجمعٌ سياسي بهدف تأسيس كيانٍ ذي اختصاصٍ سيادي ضمن نطاقٍ إقليميٍ محدّد، بحيث يقوم بممارسة السلطة عبر منظومةٍ من مؤسساتٍ دائمة. تتشكّل الدولة من عددٍ من العناصر الأساسيّة، وهي الحكومة والإقليم والشعب، إضافةً إلى الاعتراف بهذه الدولة والسيادة التي تكسبها شخصيّة قانونيّة دوليّة، بالإضافة إلى تمكينها من ممارسة الاختصاصات السياديّة لا سيما في السياسة الخارجيّة.

ممارسة السيادة: حيث إنّ الدولة هي صاحبة الكلمة والقوّة العليا، والتي لا تتقيد بمجتمع، الأمر الذي يجعلها تعلو فوق أي جماعةٍ أو تنظيمٍ آخر داخل تلك الدولة، وهذه السمة للدولة جعلت (توماس هوبز) يصفها بالوحش الضخم أو التنين البحري.

 طابع مؤسسات الدولة العام: على النقيض من مؤسسات المجتمع المدني الخاصة فإنّ صياغة القرارات العامة وتنفيذها من مسؤوليّات أجهزة الدولة نحو المجتمع، ولهذا فإن تمويل تلك الأجهزة يتم تحصيلها من المواطنين.

 التعبير عن الشرعيّة: في أغلب الأوقات ينظر إلى القرارات الصادرة من الدولة على أنها ملزمة للمواطنين، لأنها يجب أن تُعبّر عن مصالح المجتمع المهمة.

 أداة للهيمنة: تمتلك الدولة قوّة الإرغام في سبيل الالتزام بقوانينها، وتملك حق معاقبة المخالفين لتلك القوانين، وقد قال (ماكس فيبر) بهذا الصدد إنّ الدولة “تحتكر وسائل العنف الشرعي في المجتمع”. طابع الدولة الإقليمي: الدولة عبارة عن تجمعٍ إقليمي يرتبط بإقليمٍ جغرافي بحدودٍ معينة، حيث تمارس الدولة اختصاصها ضمن هذه الحدود، ويعامل هذا التجمّع الإقليمي كوحدةٍ مستقلّة في السياسة الدوليّة.

تتكوّن الدولة من مجموعة من العناصر الهامة، هي: المواطنون: حيث يعتبر المواطن هو العنصر الأهم في الدولة، حيث لا يمكن تصور أي دولة في هذا العالم دون شعب، ويتبع الشعب دولةً معينة، أما الشعوب التي تشترك بعددٍ من الروابط يطلق عليهم (أمّة) كالأمة العربيّة.

الإقليم: لا تُقام أي دولة دون إقليمٍ محدّد وثابت، وتتفاوت مساحة هذا الإقليم في الدول الحديثة، فبعض تلك الأقاليم تُغطّي مساحةً كبيرة من سطح الكرة الأرضيّة، ومنها ما هي صغيرة، وتقسم الأقاليم إلى ثلاثة أجزاء، هي: الإقليم الأرضي، والإقليم المائي، والإقليم الجوي.
 السلطة السياسيّة: يشترط لقيام دولة إضافةً لما سبق أن تكون بها هيئة حاكمة مهمتها الإشراف المباشر على الإقليم والشعب القائم عليه، ويُطلق على هذه الهيئة اسم الحكومة التي تمارس سيادتها وسلطتها تحت اسم الدولة، ولها القدرة على إلزام الشعب باحترام القوانين التي تصدرها والتي تكون سبباً في الحفاظ على استمراريتها ووجودها، وممارسة جميع وظائفها في سبيل تحقيق أهدافها.

تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأحد 22 ديسمبر 2024 - 11:57

مغرب الحضارةالجهوية خيار استراتيجي للمملكة لكن لن تكون متقدمة إلا بنخبها…

الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 - 12:23

“المسألة اليهودية” في عصر الطوفان

الأحد 15 ديسمبر 2024 - 18:26

في ذكرى اليوم العالمي للمهاجرين لسنة 2024…

الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 - 15:04

نقد العقل السياسي