سجلماسة بريس
شريف أسامة
مات كل شيء في زمن المسخ، فقدت كل الأشياء قيمتها حتى أصبح كل شيء بلا معنى. ضاعت الأحلام، صرنا كالدمى بلا روح.. مات الحس، ماتت الروح و انعدمت الإنسانية. ترى ما هو السبيل للخروج من هذا الحال المأزوم؟ هل يمكن القول أن كل ما يحصل اليوم سببه الجهل و التخلف؟ أم طغيان المادة؟
لم يستطع الإنسان المعاصر رغم كل ما بلغه من تطور في شتى المجالات أن يكون إنسانا فعلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟ أم أنه لا يقدر على ذلك، مادام مستلبا بالحياة المادية الزائلة الزائفة؟ ألم تعد له القدرة على التفكير في الآخرين و تجاوز أنانيته و عدوانيته و همجيته؟ أم أن ذلك يدخل في طبيعته؟
انهارت القيم الأخلاقية و الجمالية حتى غدت الحياة بلا معنى. لا حديث اليوم الا على الأرصدة البنكية و السيارات الفارهة و الواجهات البراقة. أما كل ما هو إنساني لم يعد يعنينا في شيء. وهنا يحضرني قول لاحد من المختصين في مجال المشاريع التنمية “ولى زمن الأخلاق الفاضلة..” هل فعلا لم نعد بحاجة لهذا البعد القيمي لانه” موضة بالية”، حتى صار كل من يتشبت به يعد واهما أو مغفلا.؟
انهارت كل المعاني حينما تفرغ الناس للجري وراء المكاسب و المناصب، و تحقيق الأهداف الشخصية فقط. دون الالتفات للمسؤولية الأزلية التي يحملونها على عاتقهم؛ وهي المصلحة الجماعية، ما دمنا نتقاسم نفس الهم ألا و هو الوجود الإنساني.
هل يمكن القول اننا أكثر تقدما ممن سبقونا أم هو مجرد ادعاء واهم؟ هل كان المفكرون و الفلاسفة و العلماء الذين نظروا للأخلاق مخطئين وواهمين.. لأن الإنسان ليس كائنا أخلاقيا أكثر من كونه عدوانيا و همجيا؟
إن ما سلف ذكره ما هو إلا محاولة لتسليط الضوء و للتساؤل – ولو في جزء بسيط_ حول ما يعيشه الإنسان المعاصر الذي يدعي التقدم و التطور و الحضارة و المدنية؟ ترى أين يتجلى ذلك؟ هل هو فعلا واقع ملموس أم افتراء و كذب و بهتان و طمس للحقائق؟
شريف أسامة طالب باحث في ماستر فلسفة القانون
سجلماسة بريس / sijilmassapress
مقال أكثر من رائع دمعت عيناي أثناء قراءته حقا نحن في زمن المسخ ….زمن يجعل التافه و الغبي نجم و فنان ذو شهرة و المفكر و الذي يطمح لمصلحة البلاد هو التافه بحدِّ ذاته، مقال يستحق التشجيع و يجعلنا نفتخر بك شابٌ طموح يكافح وفقك الله لما فيه من الخير