بقلم الحبيب شوباني / رئيس جهة درعة تافيلالت.
*المقالة الأولى : في بيان دوافع الكتابة عن ندوة المعارضة.*
عندما أعلنت المعارضة بمجلس جهة درعة تافيلالت عن تنظيم ندوة تواصلية يوم 18 يناير 2020 بالرشيدية وبذلت جهودا تواصلية كثيفة للتعبئة لها، لم يكن يخامرني أدنى شك بأن الندوة عمل يفتقد لشروط النجاح منطلقا وشكلا ومضمونا، وأن الحضور سيكون ضعيفا ومؤلما للمنظمين في كَمِّهِ وكَيْفِهِ، لاعتبارات موضوعية سأقف عندها في هذه السلسلة من المقالات التحليلية.
والحقيقة أنني قررت – قبل الندوة وبعدها – عدم التفاعل أو التعليق عليها أو الكتابة عنها حتى تتضح للرأي العام صورتها وتتجلى حقيقتها كاملة بدون أي ” تشويش” من الخارج يمكن أن يجد فيه، من يبحث عن ذلك ويتمناه ، مشجبا يعلق عليه فشل الندوة، أو سببا لإنتاج ردود فعل غير مسؤولة، أو دافعا لتبرير الانزلاقات والأعطاب الكثيرة التي طبعت مستوى ومضمون خطاب الندوة على وجه التحديد، وجعلته محل امتعاض واستنكار قطاع عريض من المجتمع المهتم والمتابع بالجهة وخارجها !
بناء على ذلك، اعتذرت للعديد من الصحافيين و كذا مراسلي القناتين الأولى والثانية الذين ألحوا علي في أخذ تصريحات أو تعليقات على هذه الندوة قبل عقدها وبعد ذلك مباشرة، لاقتناعي المسبق بأنها لا تستوفي شروط العمل المعارض الذي يرقى لمستوى تدافع سياسي بناء، يساهم في تطوير الديمقراطية المحلية ويقوي دور المؤسسات المنتخبة، من خلال تفعيل دور المعارضة المستقلة والبناءة في إنتاج القراءات المتزنة، والمواقف المسؤولة، والبدائل العملية التي تخدم التنمية وتستحضر مركزية الاهتمام بحقوق المواطنين / المواطنات، وأولوية النهوض بالتنمية بالجهة، في كل سلوك سياسي معارض مسؤول ومحترم .
وما جعلني اليوم أبادر لكتابة هذه السلسلة من المقالات التحليلية هو أن الندوة أصبحت “إنتاجا خالصا للمعارضة”، يمُدُّ الباحث بمادة خام وغنية، كافية لقراءة وتحليل سلوكها السياسي، وليست فقط موضوعا / حدثا للتعبير عن مواقف سياسية سريعة وعابرة قد تأخذ طابع ” مبارزة ” لا قيمة لها ولا طائل يرجى من ورائها لفهم طبيعة المعارضة وأدوارها السلبية والمعرقلة بشكل خاص، وتحولات المشهد السياسي والحزبي بجهة درعة تافيلالت بشكل عام.
منهجيا، ولتبسيط سبل الوصول للغاية من الكتابة عن هذه الندوة ، ستكون هذه المقالات ( بعد هذه المقالة التمهيدية الأولى ) عبارة عن أجوبة لأسئلة واضحة ومتكاملة في فهم خلفيات الندوة وشكلياتها التنظيمية وخطابها كما صاغه جل من تحدث فيها، ومآلاتها على صورة المعارضة لدى الرأي العام وغيرها مما يستدعيه الطابع التحليلي لهذه المقالات.
وفي ما يلي الأسئلة المحورية التي ستشكل الإجابة عليها – من وجهة نظرنا – مادة تحليلية لكشف أسباب التهافت ومؤشرات الضعف في سلوك المعارضة قبل الندوة واثناءها وبعدها :
١ *- ما هي الدوافع والبواعث المحركة لدفع المعارضة لتنظيم هذه الندوة ؟*
٢ *- هل كان الشعار الموضوع للندوة منسجما مع هذه الدوافع ومرتبطا بها ارتباطا مسؤولا من الناحية الفكرية والمنهجية ؟*
٣ *- لماذا طغى الكذب والافتراء والبهتان ( كما سنبين ذلك بصدق ووضوح ) على خطاب غالبية المتحدثين من المعارضة في الندوة، عند تناولهم لبعض الملفات ذات الصلة لتدبير عمل مجلس الجهة؟*
٤ *- لماذا انتهت الندوة دون إعلان أي موقف أو مبادرة مرتبطة بالشعار المرفوع والمؤطر لها، ولماذا يستحيل أن يكون ذلك حالا واستقبالا ؟*
٥ *- ما هي مآلات هذه الندوة وتداعياتها المجتمعية على ما تبقى من انكشاف حقيقة صورة ووظيفة المعارضة بمجلس الجهة ؟*
في ختام هذه المقالة التمهيدية، وجب التأكيد على أن *منهجي في التعاطي مع الظواهر والمسلكيات السياسية للأفراد وجماعة المعارضة، يكون في جميع الأحوال قائما على التمييز بين “الذات / الإنسان / جماعة المعارضة ” و “الموضوع/ الملف “،* وهو ما يعني من الناحية العملية حفظ الاحترام الواجب للأشخاص، رغم كل ما صدر ويصدر عنهم من ” تجاوزات أخلاقية في القول ” ، مع قول ما يجب أن يقال في الموضوع. *قاعدتنا في ذلك : لا معاملة بالمثل في مجال الأخلاق، فكل ينفق مما عنده.. ولا تزر وازرة وزر أخرى..!*
*(ترقبوا المقالة الثانية : في فهم خلفيات ودوافع تنظيم ندوة المعارضة ).*
سجلماسة بريس
تعليقات
0