المهدي ليمينة – عضو المجلس الوطني للحزب
في رأيي المتواضع أي نقاش في اتجاه مقاربة أزمة الحزب، وحتى يتحلى بقدر من الموضوعية، وبالتالي يمكن البناء عليه من أجل بام ذو رؤية حداثية، وإستراتيجية واضحة بإمكانها أن تجيب على هموم وانتظارات الشعب المغربي وخاصة الشباب الذي ذاق درعا بالأكاذيب والوعود الزائفة، والمؤامرات والمناكفات والتي تستعمل في غالب الأحيان أرخص وأحط الأساليب من تشهير وإشاعات… تسمى ظلما وعدوانا اختلافات سياسية وإيديولوجية وهي لا تغذوا كونها تمظهرا لانحطاط قيمي وأخلاقي مستشر.ينبغي على النقاش المنتظر أن ينطلق من المشاكل التي واكبت حزبنا من الولادة إلى الآن، والتي أفرزت هذا الوضع المرضي. لا شك أن الصورة التي ألصقت بالحزب كصنيعة للإدارة، كان لها بالغ الضرر على الحزب و مستقبله السياسي، وذلك على مستويين.المستوى الأول أنها عزلته عن الجماهير الشعبية، التي ارتمت في أحضان خصومه السياسيين واستطاعوا بالتالي، الفوز في الانتخابات الأخيرة رغم أدائهم الباهت محليا ووطنيا منذ 2007، في ظل عجز الحزب على أن يشكل البديل الحقيقي الذي يحمل آمال وأحلام الشعب المغربي المتعطش للإصلاحات.المستوى الثاني أنها جعلت من الحزب، هدفا للمتملقين والانتهازيين والوصوليين، الذين راهنوا على هذه العلاقة بالإدارة، لبلوغ مآربهم بسرعة ويسر، حتى سار حزبنا معتركا للصراع من أجل مصالح شخصية رخيصة في غياب مشروع حقيقي جامع يحمله كل المناضلين ويتفانون في الدفاع عنه، الشيء الذي دفع بعدد من الطاقات الحزبية المحترمة إلى التراجع و الاختفاء.
وختاما، أوجه ندائي إلى كل المناضلات والمناضلين، الذين يحلمون بحزب حقيقي، يعبر بصدق على انتظارات وأحلام الشعب المغربي، أن ينخرطوا في الدينامية التي يعيشها الحزب منذ ثمانية أشهر، والتي أفرزت قيادة واعية بالمسؤوليات الملقاة على عاتقا وتمكينها من الفرصة والأدوات من أجل العمل الجماعي حتى بلوغ الأهداف التي نصبوا إليها جميعا.
سجلماسة بريس
تعليقات
0