هل صار الأمن المجتمعي ضرورة ملحة بعد زمن كرونا ؟

لينا بريس

ايمان لعوينة

بعدما تعبئت الدولة بكل أجهزتها لمحاصرة الوباء، تعبئة مكثفة وسريعة واستباقية، من خلال تدابير واجراءات غير مسبوقة وعاجلة وهي تسابق الزمن والوباء معا، قصد الحفاظ على سلامة مواطنيها، صارت المسؤولية في أيديهم لصيانة أرواحهم وذويهم ومحيطهم الاجتماعي وفضاءات عيشهم، لكن للأسف صدمنا بممارسات وسلوكيات تنم عن انعدام الضمير والاستهتار والتهور، رغبة في التحدي الأرعن والأجوف لقواعد النظام العام وأحكامه.

لا داعي للتساؤل عن سبب هذه التصرفات اللامسؤولة، فالجهل والبؤس بيت الداء ولا يزايد أحد ويدعي أنه الفقر.

 لقد كان الفقر دائما ولم يمنع وجوده أن يلتزم الناس وينضبطون للقواعد الآمرة ،بل لم يمنعهم أبدا من التضامن الارادي و  التلقائي مع بعضهم البعض .

بعد زمن كرونا مسؤوليتنا التضامنية التي تعبئت لها كل القوى الحية في المجتمع، لمحاصرة الوباء وتداعياته الصحية والاقتصادية، عليها أن تتجه نحو الفئات الهشة، ليس فقط بتمكينهم من وسائل العيش الكريم ليحصلوا على لقمة العيش، ولكن من أجل إعادة صناعة وعيهم وضميرهم الفردي والجمعي ، حتى نحفظ أمننا المجتمعي، الذي يقوم على أساس الأمن الصحي ،والتربوي، والروحي، والثقافي، والسلوكي  والقانوني ثم المادي. اذا كان المغرب انخرط لعقدين من زمن في تفعيل وتنزيل مقاربة حقوق الإنسان، إلى ان يصبح لدية خطة وطنية للديمقراطية وحقوق الإنسان وهو من بين دول قليلة في العالم التي توجد بها مثل هذه الخطة ،ولديه مؤسسات دستورية مستقلة لحقوق الإنسان تؤطرها مبادئ باريس، فاليوم الدولة القوية لا تتساهل مع العابثين الذين لا يعرفون أو يتجاهلون أن المواطنة هي تلازمية واجبات وحقوق بحسب نص الدستور

تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 21 ديسمبر 2024 - 15:26

شبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير

السبت 21 ديسمبر 2024 - 13:09

الحسيمة عامل إقليم الحسيمة  يواكب عن بعد  أشغال المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة 

السبت 21 ديسمبر 2024 - 11:52

التوقيع على أربع اتفافيات- إطار بين عدد من القطاعات الحكومية ومجالس الجهات الاثنتي عشرة بالمملكة.

السبت 21 ديسمبر 2024 - 10:51

بوالرحيم : كسب رهان جهة قوية مشروط بوجود استراتيجية إرادية تستهدف تعزيز جاذبيتها.