أشرف لكنيزي – سجلماسة بريس
فور الإعلان عن فيروس كورونا المستجد كجائحة عالمية من طرف المنظمة العالمية للصحة، وفرض قرار الحجر الصحي بالمغرب، من طرف وزارة الداخلية ووزارة الصحة، حتى ظهر المعدن الأصيل للمغرب ملكا وشعبا، حيث تجند الجميع وراء القرارات الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وأظهرت العديد من المؤسسات عن حس وطني عالي، لقي إشادة العديد من الدول خاصة المتقدمة منها، والتي نوهت بالتضامن الإجتماعي الكبير الذي أبان عنه المغرب ملكا وشعبا.
ولم يقتصر هذا الواجب الوطني، على المؤسسات والشركات وكذا الأندية الرياضية، بل تجاوزها عبر إنخراط جنود المدرجات أو “الفيراج” إن صَحَ التعبير بلغة الإلتراس، وهو ما جسده الاشباح الخضر (الفصيل المساند لفريق أولمبيك خريبكة)، عبر إطلاق حملة دعم الاسر المعوزة، وخاصة التي تعاني من الهشاشة، والمتعلق مصدر رزقها، مما تجنيه أعمالهم اليومية البسيطة، فقام الأشباح الخضر بتوزيع مجموعة من المساعدات الغذائية، مع إحترامهم لشروط السلامة الصحية المنصوص عليها في عملية التوزيع، التي تركت وقع إيجابي في نفوس الأسر المتضررة من قرار الحجر الصحي.
ليعود بعدها الأشباح الخضر، الذين سَخَروا إمكانياتهم المادية والبشرية، من أجل رسم لوحة صحية تعوض تيفو المدرجات، بمسافات أمان تم خطها امام شبابيك الوكالات البنكية بمدينة خريبكة، من أجل توفير الحماية الصحية لجميع مستعملي الشبابيك البنكية، خاصة في هذه الفترة التي ستعرف توافد عدد كبير من المأجورين والعمال، من أجل سحب أجورهم الشهرية التي سيتم صرفها طيلة الأسبوع، عبر توزيع أعضاء الإلتراس على مجموعة من الشبابيك، من أجل تنظيم عملية الولوج للشبابيك، وكذا توفير معقم لحماية المواطنين من إنتقال الفيروس، عبر ازرار الشبابيك البنكية الأوتوماتيكية.
وإن كانت مثل هذه المبادرات التضامنية، تختزل بشكل كبير الروح الوطنية لهؤلاء الشباب الشغوفين بكرة القدم، فهي كذلك رسالة واضحة المعالم لغير المبالين بمبادئ الجماهير الكروية، وخاصة المنتسبين للإلتراس انهم بالفعل أكثر من عائلة كروية، بقيم إنسانية نبيلة تتجاوز مدرجات الملعب، وبروح وطنية عالية من خلال تلبيتهم لنداء الوطن كلما دعت الضرورة لذلك، دون إنتظار إشارة من جهة ما.
ربما تتحامل عليهم الاقلام، وبعض القرارات التعسفية في غالب الأحيان، فور حدوث اي حادث لا رياضي، رغم إفتعاله من أيادي أخرى، لكن الظرفية الحالية تتطلب منا جميعا إنصافهم ولو بكلمة شكر وحق، فهنيئا لخريبكة بأشباحها الخضر، وهنيئا للوطن بجنوده الأوفياء.
تعليقات
0