بقلم: عمر دغوغي الإدريسي
إن الهجمات الالكترونية مجال قانوني صعب لأن تحديد موقع الجهاز الذي يسيطر على هذه العملية هو أمر مستحيل من الناحية الفعلية العملية، والمتسلل لتدمير المواقع على الصعيد الدولي عادة ليس شخصاً واحداً أو عشرة أو مائة بل مئات الآلاف أو الملايين من المتسللين، ومن الصعوبة هنا حصر موقع أجهزتهم ومن الصعوبة أيضاً معاقبتهم، ولو نجحنا في عملية حصرهم وفي تحديد العقوبة التي يستحقها كل واحد منهم فإن تطبيق العقوبة هو عملية مستحيلة لأن مشاكل تنازع القوانين بين الدول كبير بصورة غير منظورة على الصعيد العالمي، أما على الصعيد الوطني فمن الضروري تشريع قانون للحماية من الجرائم الالكترونية وإلقاء القبض على المجرمين الالكترونيين ومحاسبتهم واعتماد طرق الحماية المتنوعة واستخدام آخر المكتشفات العلمية الموجودة في السوق العالمية لحماية الكمبيوتر من الفيروسات التي تفتك بالبيانات وتدمرها وتؤدي إلى تعطيل استخدام البرامج المختلفة، وكذلك استخدام كلمة مرور سرية لا يعرفها إلا المستخدم المرخص له بالدخول، وأيضاً استخدام (موديوم) تحمل بداخلها كلمة سر أو مرور تعمل على عزل المجرم الالكتروني عن خطوط الاتصال بالكمبيوتر، وبالتالي فإنه إذا تمت سرقة أو معرفة كلمة السر فإن المستخدم الخارجي غير المصرح له لن يتمكن من الدخول إلى الكمبيوتر وتتنوع طرق الحماية من الجرائم الالكترونية من مجرد إقفال الأماكن التي يوجد بها الكمبيوتر إلى استخدام طرق مأمونة ومتماشية مع التطور العلمي لتشفير البيانات الموجودة في الكمبيوتر بطريقة لا تمكن الآخرين من اختراقه والاطلاع على ملفاته أو نسخها أو إزالتها أو التلاعب في محتوياتها، ويهدف أمن الكمبيوتر من الناحية الملموسة إلى حمايته من الأخطار المادية أو الهجمات المباشرة المتمثلة باقتراب المجرم الالكتروني من الكمبيوتر وارتكاب جريمته، وكذلك حماية الكمبيوتر من الأخطار غير المادية المباشرة وهي تلك التي تتم عن بعد من خلال اتصال الجاني من كمبيوتر أخر.
وهذه بعض أهم الإجراءات المتبعة للوقاية من الجرائم
الالكترونية:
وضع مجموعة من الإجراءات
والضوابط التي تمنع الأفراد غير المسموح لهم باستعمال الكمبيوتر الرئيسي الذي
يحتوي على جميع البيانات والمعلومات من دخول المكان الذي يوجد فيه هذا الكمبيوتر
وذلك عبر وضعه في أماكن تحميه من الهجوم المادي والتحكم في الدخول والخروج من
أماكن محددة.
حماية مكونات الحاسب من خلال عمل نسخ احتياطية من وسائط
التخزين التي تحوي الملفات والبرامج المختلفة وذلك لاستخدامها في حالة تلف وسائط
التخزين الأصلية أو حدوث عطب فيها.
توعية المواطنين وخاصة
الشباب من خطورة الجرائم الالكترونية وما تؤدي إليه من نتائج سلبية وتخريب في المجتمع.
بعض الجرائم الالكترونية:
هناك بعض الأفعال التي صنفتها النُظم والقوانين ضمن الجرائم الالكترونية، وذلك بهدف حماية النشاط الالكتروني مثل حماية المواقع الالكترونية، وحماية البيانات الشخصية، فضلاً عن حماية الأموال والتجارة الالكترونية، التي تشغل الحيز الأكبر والمهم في مجال النشاط الالكتروني.
وفيما يلي ذكر لبعض صور الجرائم الالكترونية بهدف
معرفتها لتجنب الوقوع فيها أو الوقوع ضحيتها
جرائم حماية المواقع الالكترونية
وتتمثل في الدخول غير المشروع في نظم وقواعد معالجة
البيانات، سواء نجم عن هذا الدخول غير المشروع تلاعب بهذه البيانات أو لا، إذ إن
مجرد الدخول غير المشروع للمواقع الالكترونية يعتبر جريمة الكترونية.
كذلك تتمثل في الاعتداء على المواقع الالكترونية سواء
كان ذلك بمسح أو تعديل بيانات أو التلاعب فيها، أو إعاقة تشغيل النظام.
جرائم حماية البيانات الشخصية الالكترونية
هناك بعض القيود فيما يتعلق بإنشاء الأنظمة المعلوماتية
حيث يحظر التعاطي مع المعلومات التي تؤدي إلى انتهاك السرية والخصوصية، كما يحظر
استخدام البيانات لغير الأغراض التي جمعت من أجلها.
ومن صور جرائم البيانات الشخصية انتهاك السرية
والخصوصية،وإفشاء البيانات بما يضر بصاحبها، وكذلك الاطلاع على المراسلات
الالكترونية، والإدلاء ببيانات كاذبة في إطار العمليات والمعاملات الالكترونية.
تعليقات
0