إيمان لعوينا باحثة في العلوم السياسية وناشطة وخبيرة في المجتمع المدني
تلقينا بعد أيام قليلة من الدخول في الحجر الصحي التام عبر بريدنا الالكتروني رسائل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تضم نصائح خاصة للنساء ، تحثهن على الالتزام بإجراءات الحجر واتباع نصائح منظمة الصحة العالمية ،وأن هذه الجائحة تسببت في رصد ارتفاع بعض الظواهر المقلقة كتعنيف النساء داخل الفضاء الأسري ، لذلك يجب أن تحرص كل الدول على أن تنعم نساء العالم بحجر صحي آمن .
ثم يصدر تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان يشير إلى أن 70% من القوى العاملة في مجال الصحي والاجتماعي هن من النساءمتواجدات في الصفوف الأولى لمواجهة وباء كوفيد 19 ، طبيبات وممرضات وعاملات للنظافة داخل المستشفيات، وكذا مدرسات يشرفن على تتبع العملية التعليمية عن بعد والتي أتثبت الممارسة أنها أصعب بكثير من التدريس والتلقين المباشر، أو مشرفات على مراكز الحماية الاجتماعية للمسنين أو الأطفال أو المشردين تضاعفت أعبائهن من أجل تطبيق التباعد الاجتماعي وتوفير الرعاية اللازمة للنزلاء.
فهل فعلا ألقت جائحة كوفيد 19 بثقل التصدي لمخاطرها على نساء الكون، حيث ما كانت مواقعهن ؟ وماهي أوجه المواكبة الاجتماعية متعددة التمظهرات لمساعدة هؤلاء النساء حتى يجتزن هذه التحديات الجديدة؟
مما لاشك فيه أننا نرى نساء يقدمن تضحيات جليلة من خلال تواجدهن في مواقع معينة من الصفوف الأمامية لمواجهة هذا الوباء ، فالمرأة التي وهبها الله نسبة عالية جدا من الذكاء العاطفي، تتخلى اليوم عن أمومتها المباشرة وتركت أطفالا صغارا ورائها لتلازم المستشفيات حماية لهم من تهديد انتقال العدوى، أما تلك التي توجد في الصفوف الخلفية والتي لزمت البيت وتشتغل عن بعد فقد حولت غرفة استقبال الضيوف لحجرة دراسية ، وتحولت الى أستاذة ببعد عرضاني تدرس جميع المواد وتستوعب مختلف الاختصاصات.
كما شهدنا اليوم لنموذج جديد من نساء الميدان- بالمغرب على سبيل المثال- هن نساء السلطة أو القائدات اللواتي باشرن مهام جد معقدة لضبط الساكنة وتطبيق الحجر و الاشراف على حماية النظام العام، والى جانبهن نساء أخريات صرن في مقدمة السباق رئيسات الجماعات الترابية اللواتي تحولت مكاتبهن إلى الأسواق والأزقة والمراكز للسهر على تنظيم المجال و تعقيمة وتنظيفه.
وحيث لا يسع المقام لسرد كل النماذج النسائية التي استلمت مشعل الريادة المجتمعية في زمن انتشار وباء فيروس كرونا،واجابة على السؤال الاشكالي المتعلق برصد مؤشر العنف ضد النساء في هذا الزمن الاستثنائي ، لايمكننا كمنظمات نسائية الا أن نساهم في اعلاء جاهزيتهن الميدانية، عبر نشر ثقافة التقدير والاعتراف بكل التضحيات المبذولة من طرفهن ،والتصدي لكل حملات التشويش والتبخيس لجهودهن المقدرة، ثم تقديم مايجب من دعم نفسي بإنجاز كبسولات نفسية داعمة بمثابة اشراقات للأمل تعلي من قيمة الحصانة الذاتية والثقة في النفس،
حيث أن تقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي للأفراد والأسر والمجتمعات والعاملين الصحيين المتضررين جزءا بالغ الأهمية من الاستجابة.
كما يجب أن يتوافر لدى جميع العاملين في مجال الصحة، والخدمة الاجتماعية و التنظيمية والمهنية بما فيهم النساء، والذين يتعاملون مع فيروس كورونا
المستجد 19-COVID ، معدات حماية شخصية،
يواجهن بها خطر التعرض للفيروس بقدر أكبر لتكون المرأة في وضع جيد للتأثير بشكل ايجابي على تصميم وتنفيذ أنشطة الوقاية وإلاشراك .
ولابد من الاستفادة من خبرة المنظمات الأممية والمحلية في المشاركة المجتمعية، والتعبئة الاجتماعيةواسعة النطاق في مختلف الدوائر ، لزيادة الوعي وحماية ودعم الشباب والنساء والأسر والمجتمعات المحلية بتوفير رسائل الدعم الدقيقة بهدف تعزيز سلامة الأشخاص وكرامتهم وحقوقهم.
تعليقات
0