بقلم: عمر دغوغي الإدريسي
وتتيح تلك الشفرة، التي لا يمكن رصدها ببرامج مكافحة التسلل العادية، للقرصان تصفح المعلومات التي يرغب بها على الأجهزة الشخصية لضحاياه، أو التحكم بشكل كلي بالجهاز.
وقالت شركة واتش فاير أنها رصدت الثغرة وأبلغت غوغل بوجودها فورا، وان تلك الأخيرة بادرت إلى أخطارها بالمقابل بأنها أصلحت هذا الخلل.
وطمأنت الشركة كل مستخدمي النظام إلى أن التعديلات سيتم تنزيلها إلى البرنامج بشكل تلقائي، داعية إياهم إلى عدم اتخاذ أي خطوات احتياطية خاصة.
غير أن خبراء امن الشبكة العنكبوتية لدى واتش فاير، حذروا من إمكان بروز خلل جديد في الفترة المقبلة، يقوم على استغلال القراصنة لطبيعة عمل البرنامج، لناحية ربطه بين الأجهزة الشخصية وموقع البحث.
لكن هذا التحذير قابله تطمين من غوغل، التي أكدت في رسالة الكترونية انها ‘أخذت العديد من الخطوات لحماية عملائها والتصدي لهذه الهجمات’. وكشفت الرسالة أن الشركة ‘أضافت طبقة جديدة من اختبارات الأمان، للتصدي للمحاذير التي أثارتها واتش فاير وسواها’، لكن هذا الرد لم يكن كافيا لطمأنة خبراء الأمن، الذين دعوا إلى تطوير وسائل لمقاومة القرصنة الالكترونية بشكل يواكب التقدم الكبير الذي تشهده تقنيات المعلوماتية.
كل أسرار شريك حياتك على موقع
تكتسب شبكة الانترنت عامة، وGoogle خاصة، حجما متزايدا في الحياة العملية والاقتصادية للكثير من الناس، غير أنها تحولت أيضا إلى ‘كتاب مفتوح’ يكشف أدق التفاصيل عن حياة الناس الاجتماعية، حتى تلك التي يحاولون إخفاءها أثناء رحلة البحث عن شريك الحياة.
فقد أظهرت الدراسات أن أعدادا متزايدة من الناس يعمدون إلى استخدام محرك غوغل لسبر اغوار الطباع الحقيقية لشركائهم العاطفيين، خاصة الجوانب التي يحرصون على إخفائها.
وفي هذا السياق قالت كاتيا ليرد التي تصنف نفسها ‘مغرمة بالتواصل الاجتماعي الالكتروني’ بأنها تحرص دائما على توجيه صديقاتها نحو استخدام قدرات موقع غوغل لمعرفة تفاصيل عن شركائهن. وتحرص ليرد على تحضير صديقاتها لأي نتائج قد يظهرها البحث بحيث لا يقعن تحت هول الصدمة.
وتروي الشابة التي لا تتجاوز من العمر 24 عاما تفاصيل من تجربتها قائلة: ‘في بعض الأحيان قد تكون النتائج مرعبة ، ذات مرة قادني البحث عن معلومات حول احد الشبان الذي أراد الخروج معي إلى اكتشاف انه مفتون بمصاصي الدماء”.
وشرحت ليرد أهمية ما تفعله قائلة: ‘لا يمكنك الحصول على هذه التفاصيل حول الشاب من خلال بضع جلسات معه في المقهى”.
كما كشفت شابة أخرى أنها كانت تستعد للخروج في موعد مدبر مسبقا، مع شاب رشحته لها امها باعتباره ‘الشخص المناسب’ قبل أن تكتشف صوره عاريا في مغطس السباحة على ..Myspace
فيما وقعت ليزا فيليبس ضحية تشابه الأسماء، عندما قامت بالبحث عن معلومات حول اسمها عبر شبكة الانترنت، لتكتشف وجود صور عارية لممثلة افلام خليعة تحمل الاسم نفسه.
من جهته أشاد براد وايت إلى أهمية المعلومات التي يقدمها موقع غوغل، بطريقة غير مباشرة طبعا، عن طباع الأشخاص وأهوائهم، لافتا الى انه ارتبط بصديقته الحالية بعدما اكتشف نوعية الأغاني التي تحب الاستماع اليها عبر الشبكة.
إلا أن آخرين أشاروا إلى الميزة الأهم التي يكفل موقع البحث تحقيقها لرواده، وهي كسر جليد اللقاء الأول، رغم أن طرفي اللقاء لن يقرا بأنهما اجريا بحثا خاصا عبره.
وأوضح ديفيد سيلفر، الأستاذ المساعد في دراسات الإعلام بجامعة سان فرانسيسكو ذلك: ‘سيجلس الواحد منهم قبالة الأخر ويهز رأسه بلهفة عند سماع أي قصة، رغم معرفته المسبقة بكامل تفاصيلها’. وفي نهاية المطاف ينصح المهتمون بالجانب الاجتماعي من العلاقات بالنظر إلى المعلومات التي تقدمها مواقع البحث بصورة موضوعية، وبمنح ‘اللقاء الاول’ والاحتكاك الإنساني المباشر فرصة النجاح.
قضايا وإيقاع بمستخدمين
شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات كانت قد رفعت دعاوى قضائية ضد 117 موقعا على الانترنت حاولت الإيقاع بالمستخدمين للشبكة الدولية وخداعهم باستدراجهم لتقديم معلومات شخصية وبيانات تتعلق بحساباتهم وبطاقاتهم الائتمانية.
وقال ارون كورنبلوم محامي الشركة إن الشرطة رفعت هذه الدعاوى أمام محكمة اتحادية في سياتل على أشخاص لم يسمهم وطلبت السماح لها بالحصول على معلومات عن القائمين على تشغيل تلك المواقع ومتابعة بريدها الالكتروني.
وتبرز هذه الدعاوى القضائية القلق المتزايد من المواقع التي يشغلها محتالون على الانترنت يرسلون ملايين الرسائل الالكترونية يوميا ويزعمون فيها أنهم ينتمون إلى بنوك معتمدة أو شركات ومؤسسات مماثلة.
وترشد هذه الرسائل الالكترونية الأشخاص أو الجهات التي تتلقاها إلى مواقع على شبكة الانترنت لا يمكن تمييزها في اغلب الأحيان عن المواقع الأصلية الحقيقية للشركات وتطلب أليهم ذكر بيانات شخصية ومعلومات عن بطاقات الائتمان.
ولا يستغرق الأمر سوى ثوان معدودة لوصول الرد من تلك المواقع التي تجني ملايين الدولارات من ضحاياها… يتبع
تعليقات
0