الحسيمة بعد كورونا.. صيف بلا شواطئ و لا جالية و لا رواج.. الأزمة أخطر من الوباء‎

لينا بريس


فرح الحماوي

يعرف المتابعون للوضعية العامة بالحسمية، ان النموذج الاقتصادي للاقليم يعتمد في جزء مهم منه على موسم عبور المهاجرين في الصيف فالمهاجرون يحركون النشاط التجاري و الاسواق و المقاهي و المطاعم و الشواطئ، و ينظمون الاعراس و يضخون ملاييرالسنتيمات في قطاع العقار و ما تلى ذلك من صاحب اكبر مجموعة عقارية الى اصغر بائع “ببوش” على الكورنيش.
و موسم الصيف يشكل بالتالي نسبة مهمة من رقم المعاملات السنوي للقطاع التجاري الذي يشغل نصف الساكنة النشيطة بالاقليم.
و الحالة هاته، فإن الاجراءات الاحترازية المنتظر ان تطبق خلال الصيف الحالي حتى بعد انتهاء الحجر الصحي، و بالنظر الى استحالة تسجيل موسم عبور عادي للمهاجرين حتى استحالة عودة الوضع الطبيعي في الشوارع، فإن التوقعات تمضي باتجاه أزمة حادة بالاقليم قد تكون أخطر من الوباء ذاته.
و بالعودة الى الاستهلاك الداخلي، فإن شهور الحجر ستدفع العائلات الريفية لمراجعة حساباتها في الانفاق و بالتالي قد ينضاف انكماش الاستهلاك الداخلي الى الغاء موسم العبور ليشكل ضغوطا رهيبة على القطاع التجاري بالحسيمة.
و بما أن المشاريع المهيكلة لا تزال في مرحلة الانجاز و لا يمكن التعويل عليها للتخفيف من الازمة المنتظرة، فإن على الحسيميون الاستعداد لصيف صعب، ستليه شهور عجاف..
و لأن الدولة لا تملك عصا سحرية، و أيديها مكبلة بالتخوف المشروع من موجة كورونا ثانية، فإن على الحسيميون ان يعتمدوا على انفسهم و يبحث كل في سياق نشاطه عن حلول لا غالب و لا مغلوب تسمح له بمعايشة هذه الازمة الى ان تنتهي..
و تدابير المعايشة الممكنة، هي ان تلجأ كل المؤسسات التجارية
بمختلف اصنافها و احجامها لتخفيض اثمانها و تنويع عروضها و ابداع اشكال جديدة لتسويق منتجاتها لتشجيع الاستهلاك المحلي ، فهو الوحيد القادر خلال الفترة المقبلة على انقاذ مئات المحلات التجارية و الاف فرص الشغل.
ان الريفية سيحتاجون الكثير من الالتزام بقيم الصبر و القناعة و التضامن حتى يتمكنوا من تجاوز هذه الازمة..
فقد تكون اصعب بكثير مما نظن

تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأحد 22 ديسمبر 2024 - 00:20

المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة.. الرسالة الملكية تؤكد الاهتمام البالغ الذي يوليه جلالة الملك لإنجاح التنمية الجهوية (السيد لفتيت)

السبت 21 ديسمبر 2024 - 23:10

الدكتورة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله.

السبت 21 ديسمبر 2024 - 23:01

تارودانت: مديرية التعليم تنجح في تنظيم البطولة الإقليمية للشطرنج

السبت 21 ديسمبر 2024 - 22:27

انتخاب المكتب الجهوي لمؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم بجهة مراكش آسفي