خريف نظام جنيرالات الجزائر

لينا بريس

علي السعماري استاذ باحث ورئيس المجلس الفيدرالي المغربي الألماني بألمانيا

استوقفتني صرخة مواطن جزائري مكلوم ليس لأنه فقد اباه أو أمه او أخاه أو حبيبته وانما لأنه يشعر بفقدان الأمل في وطن يحميه. تلك الصرخة التي أطلقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي،  لا زال رنينها يتردد في أذني من كثرةحسرته على مصير بلاده الذي سرق حكامه أحلامه وأحلام كل الجزائريين. وعلته في ذلك الطفرة النوعية التي حققها المغرب الذي أصبح قوة في المنطقة يضرب له ألف حساب بفضل ما حققه من انجازات أبهرت العالم كله وأصبح محط أنظار كل الشعوب ونموذجا يحتذى به خاصة في مجال مكافحة جائحة كورونا. ولم أكن أرغب أن أعلق على كلام هذا المكلوم الذي كان مليئا بالاستعلاء تارة وبالانتكاسة تارة.فكلامه كان يتمحوركله حول تفوق المغرب على بلاده ويردد مثل هذه العبارة ” كيف أصبح المغاربة الذين كنا لا نعير لهم اي اهتمام يحظون بتقدير عالمي وتمكنوا من تجاوز أزمة الجائحة بنجاح منقطع النظير وأن الجزائر لا تزال تتخبط تخبط عشواء وعاجزة على توفير لمواطنيها أدنى وسائل الوقاية”. و قد اعتبرت ذلك الكلام مجرد ردة فعل مواطن جزائري يغير من المغرب أسوة بالعديد من أبناء جلدته

لكن لما تجرأ  نظام الطغمة العسكرية على  استفزاز المغرب شعرت بأن جيراننا في الشرق والذين نعتبرهم أشقاء ويربطنا نفس المصير ونتقاسم نفس الخصوصيات كمغاربيين يجمعنا تاريخ مشترك ودين واحد ونفس اللغات والمكونات الاجتماعية أمازيغ وعرب، لا يبادلوننا نفس الشعو. ففي الوقت الذي ضحى فيه المغرب بأمواله وأرواح ابناءه في أواخر الخمسينات وبداية الستينات من أجل استقلال الجزائر واليد المغربية الممدودة لحكام هذا البلد حاليا  من أجل تجاوز الخلافات  و مد جسور التعاون للارتقاء الى طموح الشعبين الذين لا تفرقهما الا الخلفيات السلبية التي تطغى على حكام هذا البلد الجار نلاحظ أن هؤلاء لا يهمهم سوى الاساءة الى المغرب. فمحاولة ركوب الطغمة العسكرية على زلة لسان القنصل العام المغربي بوهران وإعطائها أبعادا مغايرة للحقيقة ، أنما الغرض منها اتخاذها   كطوق نجاة لتصريف أنظار المواطن الجزائري على فشل هذا النظام في مختلف المجالات، و  مطية لشرعنة وجوده وتجاوز الخلافات الداخلية التي قد تعصف به من حين لآخر بسبب احتكارها للسلطة بالقوة ضدا على ارادة الشعب الذي ظل مرابطا في الشارع لمدة تربو عن سنة من أجل تغيير النظام واختيار حكامه بطريقة ديموقراطية والتخلص من طغمة الجنيرالات الدين افقروه  وأجهزوا على البلاد كله. ان عقدة المغرب كانت على الدوام و ستظل شوكة في حلق هذا النظامالى أن ينعتق الشعب الجزائري من سطوته و جبروته. وهذه العقدة لها ما يبررها وتتعدد مسبباتها بعراقة الدولة المغربية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ وبالتلاحم الراسخ الذي يربط المواطن المغربي بمؤسساته وبالتقدم الهائل الذي أحرزه المغرب في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية وبالخيرات التي يزخر بها ولاستقرار الذي يتمتع به وما الى ذلك من مظاهر الحياة.هذه الحقائق كانت ولا تزال  تورق هذا النظام الذي بذل كل ما بوسعه لإيهام  الشعب الجزائري بأن المغرب عدو لذوذ. وما زاد من توجس الطغمة العسكرية هو وعي الشعب الجزائري الذي انتفض ضدها ولم تهدأ قط جذوة حماسه. صحيح ان النظام استغل وباء كورونا لإخماد الثورة لكن عزيمة الشعب وارادته في التخلص من النظام الذي جثم على صدره لما يزيد عن ستين سنة، لم تخمد بعد الأمر الذي يؤشر على خريف نظام الطغمة العسكرية التي برهنت عن فشلها أن على المستوى الداخلي  او الخارجي. فعلى المستوى الوطني فشل في رفع المعاناة على الشعب الذي يعاني من الفقر المدقع بالرغم من كون الجزائر بلد غني بالثروات الطاقية. وقد انكشفت سوءة هذا النظام في فشله في تدبير جائحة كورونا على خلاف المغرب الذي برهن عن علو كعبه في هذا المجال كما أسلفنا الذكر. أما على المستوى الخارجي، فان النظام في هدا البلد أصبح محل انتقاد معظم الهيئات الدولية والإقليمية بسبب انتهاكات حقوق المواطن الجزائري الاقتصادية والسياسة. هذا ناهيك عن الصراعات الثنائية حشر نفسه فيها خاصة مع المنابر الصحفية التي تحاول تكشف عن الوجه الحقيقي له.

تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 21 ديسمبر 2024 - 15:26

شبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير

السبت 21 ديسمبر 2024 - 13:09

الحسيمة عامل إقليم الحسيمة  يواكب عن بعد  أشغال المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة 

السبت 21 ديسمبر 2024 - 11:52

التوقيع على أربع اتفافيات- إطار بين عدد من القطاعات الحكومية ومجالس الجهات الاثنتي عشرة بالمملكة.

السبت 21 ديسمبر 2024 - 10:51

بوالرحيم : كسب رهان جهة قوية مشروط بوجود استراتيجية إرادية تستهدف تعزيز جاذبيتها.