بقلم: عمر دغوغي الإدريسي
خلق الله سبحانه وتعالى النّاس شعوبًا وقبائل متنوّعة حتّى يتم التّعارف بينهم ويحصل الاجتماع لإعمار الأرض وتحقيق مفهوم الاستخلاف فيها، قد تحصل نتيجة اجتماع الإنسان بأخيه الإنسان مشاكل وخلافات وتبعات، ويُطلق عليها المشاكل الاجتماعيّة، ومن الأمثلة عليها مشكلة العنف في المجتمع، ومشاكل البطالة، والفقر، والطّلاق، والعنوسة، والانحرافات السّلوكيّة المختلفة في المجتمع. لا شكّ بأنّ هناك أدوات مختلفة لحل المشاكل الاجتماعيّة؛ فالأسرة لها دورها في حلّ المشكلات الاجتماعيّة من خلال تربية الأجيال على الدّين والأخلاق والسّلوك السّوي، وهناك دورٌ على المجتمع المحلي للمساعدة في ذلك، وهناك دور الدّولة التي ينبغي أن تتدخّل من أجل حلّ المشكلات الاجتماعيّة نظرًا لأنّها تمتلك الأدوات القويّة في ذلك؛ ففي الأثر إنّ الله ليزغ بالسّلطان ما لا يزع بالقرآن، وهذا يؤكّد على أهميّة دور الدّولة، فضلًا عن أنّ الدّولة تكون في حالاتٍ كثيرة مسئولة عن بعض المشاكل الاجتماعيّة بسبب قصور السّياسات المطبّقة فيها، فما هو دور الدّولة في معالجة المشاكل الاجتماعيّة.
على الدّولة أن تضع السّياسات الرّشيدة والحكيمة والخطط المدروسة التي تُعالج المشاكل الاجتماعيّة؛ فمشكلة الفقر وانتشاره على سبيل المثال تستدعي من الدّولة أن تضع الخطط المناسبة للحدّ من هذه الظّاهرة، كما عليها تنفيذ إجراءات تضمن تطبيق تلك الخطط والقرارات، فقد تقوم الدّولة بالتّأكيد مثلًا على فرضيّة الزّكاة من خلال سنّ قوانين تلزم المقتدرين على دفع زكاة أموالهم بل وتحاسب المقصّرين في ذلك، وإنّ من شأن هذه الإجراءات أن تضمن جمع أموال كثيرة تسهم في إعانة وتشغيل الفقراء أو تأسيس مشاريع خاصّة لهم بحيث لا يبقى فقير أو محتاج في المجتمع، كما أنّ الدّولة قادرةٌ على حلّ مشاكل اجتماعيّة أخرى كالبطالة مثلًا من خلال وضع خطط واستراتيجيات تعمل على تأمين الوظائف المناسبة للباحثين عنها من خلال بناء المصانع وفتح آفاق جديدة للعمل .
أن تساهم الدّولة في إرشاد النّاس وتوجيههم من خلال قنواتها الإعلاميّة؛ بحيث تقوم ببثّ مواد إعلاميّة تحثّ النّاس على الفضيلة والتّمسك بقيم الدّين والأخلاق الحسنة، فعلى سبيل المثال تستطيع الدّولة من خلال وزارة الأوقاف بثّ النّشرات والمواد الإعلاميّة التي ترغّب في الزّواج وتحثّ عليه كوسيلة للقضاء على الانحراف الأخلاقي والفاحشة المنتشرة في المجتمع، كما قد تُسهم الدّولة في تزويج الشّباب والفتيات من خلال الدّعم المادي لهم وتوفير السّكن الملائم، وغير ذلك من أمور. أن تتدخّل الدّولة بأدواتها التّنفيذيّة لردع المجرمين وملاحقة المطلوبين الذين يقومون بالجرائم والمشاكل الاجتماعيّة المختلفة من خلال إيداعهم في السّجون أو تقديمهم للمحاكمة العادلة.
تعليقات
0