مقترحات عملية من وحي خطاب ثورة الملك والشعب : خطاب يدق ناقوس الخطر..ويستدعي دروس التاريخ لإيقاظ عَزَماتِ الحاضر

لينا بريس

سجلماسةبريس

شكل خطاب جلالة الملك حفظه الله بمناسبة الذكرى السابعة والستين لثورة الملك والشعب فرصة لإبراز التطابق الموضوعي بين الوعي الذي صنعته ملحمة/ثورة الملك والشعب في مواجهة “الاستعمار” والقضاء عليه قبل حوالي سبعة عقود من الزمن، والحاجة الملحة اليوم لوعي جماعي مماثل كفيل بصناعة ملحمة أخرى لمقاومة وباء الكورونا والسيطرة عليه وتحجيم تأثيراته الخطيرة صحيا واجتماعيا واقتصاديا.

فرغم ان “الاستعمار” يتعلق بحركة جيوش ظاهرة مسلحة ومعتدية ، وأن ” الوباء ” يتعلق بحركة جيوش مِجهرية قاتلة ومُفْنِية، إلا أن وجه الشبه بين مخاطر “الاستعمار” ومخاطر “الوباء” يمكن إجمالها في ما يلي :

١- كلاهما عدو خارجي يستهدف السيطرة على الوطن وشل قدراته، وإضعاف مناعته واستقراره وتماسكه، واستنزاف ثرواته البشرية والطبيعية وقيمه الثقافية، وتعطيل تنميته وتقدمه.
٢- كلاهما خطير وشرس ، ولا تنفع في مواجهته والقضاء عليه ، إلا أقصى درجات اليقظة والوعي الوطني الجماعي، وتحقيق أعلى مستويات التعبئة وتظافر جهود الدولة والمجتمع لربح رهان هذه المواجهة المصيرية.

إن الخطاب الملكي السامي رسم بطريقة بيداغوجية واضحة ومبسَّطة، لوحة تعبيرية بلاغية يتصل فيها التاريخ بالحاضر اتصالا يربط الوعي بالمسؤولية، والخطر باليقظة، والمواجهة الحتمية للعدو بضرورة بعث روح المقاومة الجماعية، وتحقيق الانتصار في المعركة بالتلاحم وتكاثف الجهود والتضحية.
وحتى تتحقق الغاية العملية من هذه المقالة في الاستجابة لنداء التعبئة الوطنية، بما يجعلها في مستوى خطورة ما حذر منه جلالة الملك حفظه الله في هذه الفقرة الدالة من خطابه الصريح الصادق : 《 وبموازاة مع الإجراءات المتخذة من طرف السلطات العمومية، أدعو كل القوى الوطنية، للتعبئة واليقظة، والانخراط في المجهود الوطني، في مجال التوعية والتحسيس وتأطير المجتمع، للتصدي لهذا الوباء》 ، أقترح ما يلي :

١- تفعيل اختصاصات الجماعات الترابية في مجال الشراكة مع جمعيات المجتمع المدني والسلطات العمومية لإنتاج حركة مجتمعية مدنية واسعة التأثير في التحسيس بمخاطر الوباء في طول البلاد وعرضها.
٢- إحداث “حسابات خصوصية للتحسيس بمخاطر الوباء” بميزانيات جميع الجماعات الترابية ، وتطعيمها بما يلزم من الاعتمادات الكفيلة بتجهيز قوافل المتطوعين من الفاعلين المدنيين المدرَّبين على تبليغ رسائل واضحة ودقيقة للمواطنين في الشوارع والأسواق والأحياء السكنية ووسائل النقل العمومي وغيرها من الأماكن المختارة بعناية في القرى والمدن.
٣- تجهيز هؤلاء المتطوعين المدنيين بزي مُميَّز وبمنشورات وبمكبرات الصوت وعُدَّة يومية من الكمامات لتوزيعها عند الاقتضاء على كل مواطن متهاون أو غافل عن ارتدائها وحثه على التقيد بذلك.
٤- تدريب نخب من المتطوعين في كل جماعة ترابية، بتعاون مع الهلال الأحمر وكل مؤسسة عمومية مؤهلة ، تحت إشراف السلطات الصحية، لتقديم العون والمساعدة في المستشفيات للطواقم الطبية والتمريضية ، في كل ما من شأنه أن يخفف الضغط الذي عليهم، ويساعد على حسن استقبال المرضى ورعايتهم ومعاملة عوائلهم بما يجب من التوجيه والمصاحبة.
٥- مواكبة الإعلام العمومي ومنابر التواصل الاجتماعي لهذه الحركية المجتمعية وتغطيتها والتعريف بنضالات الفاعلين المدنيين وإبداعاتهم في هذا المسعى وبشكل واسع، بما يحقق حالة التعبئة الوطنية الشاملة المنشودة لربح رهان مواجهة الوباء.

تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 21 ديسمبر 2024 - 10:51

بوالرحيم : كسب رهان جهة قوية مشروط بوجود استراتيجية إرادية تستهدف تعزيز جاذبيتها.

السبت 21 ديسمبر 2024 - 10:08

افتتاح معرض دار المعلمة مقر مجلس جهة الدار البيضاء-سطات

السبت 21 ديسمبر 2024 - 09:47

المعرض الجهوي للكتاب بمدينة بن احمد

الجمعة 20 ديسمبر 2024 - 19:10

بلاغ من الديوان الملكي