نورالدين قربال
هذا المقال هو قراءة لأول خطاب للرئيس الأمريكي “بايدن ” المنتخب في أول إطلالة على الشعب الأمريكي. ومن أهم رسائله أنه سيعالج ويعيد الروح إلى الولايات المتحدة. والسؤال الجوهري هل فعلا اغتال الرئيس السابق روح الولايات المتحدة؟ قد عبر الشعب الأمريكي وأعطت أغلبيته المريحة أصواتها لرئيسها الجديد. “جوبايدن”. نجاح واضح حسب الرئيس، ومقنع، انتصار لصالح الوطن. إذن هل هي قناعة أم استغلال لأخطاء وقعت سابقا كهربت الأجواء الدولية على مستوى العلاقات؟
لقد افتخر السيد بايدن بعدد الأصوات المحصل عنها معتبرا إياها إنجازا يحصل لأول مرة في التاريخ الانتخابي السياسي الأمريكي، والتي قدرت ب74 مليون. السؤال هو هل هذا الاستثناء راجع للبرنامج الانتخابي الذي قدمه الرئيس الجديد أم الأحداث التي صاحبت الفترة السابقة نحو قتل مواطن أمريكي من قبل رجل أمن والتي انعكست على المسار الانتخابي وغيرها من الأحداث؟ صحيح أن الشعارات الكبرى التي رفعت أثناء الحملة تثير الانتباه نحو أمريكا للجميع، تعميم التغطية الصحية وتوسيعها وتحسين العلاقات الدولية والرجوع إلى المنظمات الاستراتيجية العالمية وتغيير المقاربة لمواجهة وباء كورونا وغيرها من العناوين الكبرى. إضافة إلى اختيار نائبة امرأة من النساء ولأول مرة وليست كسائر النساء تجمع بين جنسيات متعددة. وهي رسالة قوية لاحترام التعددية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا الإطار خاطب خصومه السياسيين بالأدب والاحترام، مركزا على أن أمريكا في حاجة إلى الوحدة والإصلاح. وهذه فرصة للجميع، مشيرا إلى أن الانتخابات تدافع سياسي بين اختيارات وليست عداء بين أطراف، وهذه هي المرة 45 حيث يتم هذا التدافع ، والمهم هو المصلحة العليا للولايات المتحدة الأمريكية.
ويمكن تلخيص أولويات برنامجه كم أشرت سابقا، في مواجهة وباء كورونا، والتفاوت الاجتماعي، والميز العنصري، والتغييرات المناخية…
إن العالم اليوم يتابع ما يقع بأمريكا بحذر ويقظة نظرا للدور الذي تلعبه هذه الدولة في العلاقات الدولية. لذلك هناك بعض الدول لم تعلن بعد عن موقف معين تجاه الانتخابات. لأن الوضع غامض، ولأول مرة يقع هذا في انتخابات الولايات المتحدة. ومن تم فشهر 11 و12 و1 ستكون من أصعب الأيام.
يعتز بيدان بما وقع، ويفتخر بالإنجاز الانتخابي، لكن الوضع ليس سهلا. كما تشير الأحداث، أما السيدة النائبة فهي معتزة بكونها أول امرأة تتقلد هذا المنصب وليست الأخيرة كما أكدت على ذلك. وتعتز بدور أمها التي ناضلت من أجل حقوق النساء. وهي ذات الأصل الهندي.
لقد أعلنت المنابر الإعلامية المشهود لها عرفا بهذا الإعلان على فوز بيدان، لكن رغم ذلك فالإعلان الرسمي سيتم مع المجمع الانتخابي خلال شهر 12. وقد تعذر على الديمقراطيين الانتقال السلس للسلطة، باعتبار أن الجمهوريين وعلى رأسهم الرئيس السابق ترامب، يطالبون بمراجعة عملية الحساب للأصوات، وبرزت مؤخرا إقالات واستقالات على مستوى مناصب حساسة بالبلد كالاستخبارات والجيش و…ومازالت الإدارة الأمريكية تقوم بزيارات عادية قبل العهد الجديد المرتقب.
وكيف ما كانت الظروف الحرجة، فإننا نؤكد على الحركية التي عرفتها العملية الانتخابية، والتدافع بين الاختيارات، لكن ترامب رئيس غير عادي ولذلك سيتخذ قرارات صعبة في 10 الأسابيع القادمة مما يفسر أن البداية ستكون صعبة على بيدان. فهل سينجح هذا الأخير في علاج الروح الأمريكية كما صرح بذلك أمام الشعب الأمريكي التواق إلى الوحدة والمصالحة؟
تعليقات
0