سجلماسةبريس
تناولت إذاعة “ميد راديو” عبر برنامج حواري خاص مجمل التطورات السياسية التي شهدها ملف قضية الصحراء خلال السنة المنصرمة، حيث استضافت كلا من الخبير الاستراتيجي، ورئيس “مركز السلام للدراسات السياسية والإسترايتجية” باهي العربي النص، إلى جانب كاتب الرأي والمحلل السياسي محمد سالم عبد الفتاح الذي يشغل منصب الكاتب العام بنفس الهيئة الأكاديمية.
وتطرق البرنامج الحواري الذي يبث من استوديو “ميد راديو” بمدينة العيون، الى أهم الأحداث التي شهدتها سنة 2020، خاصة التصعيد العسكري والإعلامي الذي أقدمت عليه البوليساريو بغلقها لمعبر الكركرات، والتداعيات السياسية والدبلوماسية المرتبطة بالتدخل الأمني المغربي بمنطقة الكركرات، وفي مقدمتها القرار الأمريكي القاضي بالإعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، الى جانب تقرير الأمين العام الأممي حول ملف النزاع الصادر أكتوبر الماضي وقرار مجلس الأمن الدولي الذي أعقبه.
كما تناولت الأمسية الإذاعية التي ينشطها الصحفي الحافظ أحمد، موجة افتتاح القنصليات لعديد الدول الافريقية والعربية بمدينتي العيون والداخلة منذ بداية السنة المنصرمة، وانعكاسات جائحة الكوفيد 19، على التطوارات السياسية المحلية، بالإضافة إلى تداعيات النقاش العمومي المرتبط بحراك ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان المرتكبة من طرف البوليساريو، والشهادات التاريخية التي سجلها عديد الشخصيات الهامة في بداية السنة المنصرمة حول مجمل الأحداث السياسية منذ سبعينيات القرن الماضي، فضلا عن الحراكات السياسية التي عرفتها المنطقة في السنة الفارطة وفي مقدتمها تأسيس حركة “صحراويون من اجل السلام”.
وأثار ضيفا البرنامج الواقع الجيوسياسي المرتبط بمجمل التطورات المثارة في حصة البرنامج الإذاعي، خاصة مواقف القوى الدولية والإقليمية، لا سيما الدول المعنية بنزاع الصحراء، وعلى رأسها الجزائر واسبانيا وموريتانيا، فضلا عن الشراكات العسكرية، الأمنية والاقتصادية التي دشنها المغرب مع عديد القوى الدولية الهامة، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الصين وفرنسا.
وأكد رئيس مركز السلام للدراسات السياسية والإستراتيجية باهي العربي النص، على “حتمية مساهمة كافة التطورات الحالية في الدفع بعجلة السلام في المنطقة”، مشيرا إلى أن “اختلال ميزان القوة في النزاع من شأنه يعزز فرص التوصل الى الحل السياسي المنشود”، مضيفا أن “التوجه الغالب في المجتمع الدولي، بات يجمع على رؤية الحل المتبناة من طرف مجلس الأمن، والمتمثلة في الحل الوسط والواقعي”.
من جهته كاتب الرأي والمحلل السياسي محمد سالم عبد الفتاح أكد على “أن التطورات الجارية في المنطقة ليست سوى تحصيل حاصل، ونتاج لمسار طويل من المكاسب والانتصارات التي كان يحققها أحد الأطراف، في مقابل الهزائم والانكسارات التي كان يجنيها الطرف الآخر”، مشيرا إلى “تغير مقارابات تعاطي مختلف المتدخلين في الملف، بدء من الأمم المتحدة، ومرورا بكافة بلدان الجوار الإقليمي وحتى القوى الدولية”.
وخلص النقاش الدائر في أمسية “ميد راديو” الإذاعية إلى “تداعيات استمرار النزاع في الإقليم على مستقبل تنمية ورفاهية مجتمعات وبلدان المنطقة”، ليؤكد ضيفا البرنامج على “أهمية نشر وتعزيز ثقافة السلام والتسامح، وتكريس قيم الحوار والتعايش”، حيث أشارا الى “خطورة خطاب التحريض والكراهية على السلم الأهلي”، كما حذرا من “مغبة الاستمرار في الترويج للدعاية الإقصائية والاستئصالية التي تهدد أمن المجتمع المحلي في الصميم، بنفس درجة تهديدها للأمن والاستقرار في المنطقة والجوار الإقليمي”.
تعليقات
0