سجلماسةبريس
أعرب السيد سعيد أمزازي ، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خلال المحطة العاشرة من اللقاءات التنسيقية الجهوية التي احتضنتها مدينة أكادير، هذا اليوم، بهدف تعزيز التعبئة والتواصل مع الفاعلين الجهويين والشركاء بجهة سوس ماسة حول مشاريع تنزيل أحكام القانون الإطار 51-17المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، عن أمل الوزارة في الرقي بالتعبئة حول هذه المشاريع الاستراتيجية لتصبح جهدا جماعيا وعملا دؤوبا ومتواصلا وتشكل رافعة جوهرية لتطبيق الإصلاح التربوي الذي يعتبر أولوية وطنية بعد قضية وحدتنا الترابية.
وفي افتتاح هذا اللقاء رحب السيد أحمد حجي، والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، بالحضور مثمنا عقد هذه اللقاءات الجهوية التي تتوخى التواصل عن قرب مع الفاعلين المحليين حول تنزيل مقتضيات القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين، داعيا الجميع إلى الانخراط الفعال من أجل حماية المكتسبات وتكثيف الجهود لملامسة نتائج الإصلاح على المؤسسات التربوية مذكرا بأن السلطات الولائية والسادة عمال عمالات وأقاليم الجهة مستعدون لتقديم الدعم اللازم من أجل إنجاح هذا الورش الملكي الاستراتيجي.
وركز السيد إبراهيم حافظي رئيس مجلس جهة سوس ماسة على مجالات الشراكة والتعاون بين الجهة وقطاعات التعليم العالي والبحث العلمي والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة وقطاع التكوين المهني مذكرا بأن التعليم يعتبر من أهم المحاور التي ركز عليها برنامج التنمية الجهوية كما أشار إلى الاتفاقية التي أبرمتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي مع جمعية جهات المغرب من أجل النهوض بالمنظومة التربوية بمختلف جهات المملكة.
ونوه السيد الوزير خلال ترؤسه أشغال هذا اللقاء التنسيقي الجهوي، بمقر ولاية جهة سوس ماسة، بمعية السيد إدريس أوعويشة، الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة اكادير ادوتنان، ورئيس مجلس جهة سوس ماسة وعمال صاحب الجلالة على أقاليم الجهة، بالمجهودات التي قام بها الجميع لتأمين سير الدراسة في ظروف آمنة بسبب جائحة كورونا، معتبرا بعد أن قدم ، أمام الحضور، السيرورة الاستراتيجية والتشريعية لتنزيل أحكام القانون الإطار، أن تحقيق المشروع المجتمعي لبلادنا، الذي يصبو إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، رهين بترسيخ أدوار المدرسة المغربية، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال التملك الجماعي للمشاريع الاستراتيجية لتنزيل أحكام القانون الإطار وبتطوير آليات التدخل الميداني وتقوية قنوات التنسيق في إطار تحقيق الالتقائية بين مختلف برامج التنمية المحلية بجهة سوس ماسة مع هذه المشاريع، مجددا دعوة جميع الفاعلين والشركاء إلى مواصلة مواكبة الإصلاح التربوي لتحقيق مدرسة ترقى إلى تطلعات المجتمع المغربي، مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء بالفرد والمجتمع.
في مداخلته، نوه السيد إدريس أوعويشة، الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، بالعمل الذي تقوم به جامعة ابن زهر بهذه الجهة التي وصفها بالعزيزة، مضيفا أنها تتميز بنشاطها الفلاحي والبحري والسياحي، وكذا بتميز قطاع الخدمات بها. وأكد أن هذه المؤسسة الجامعية عرفت توسعا كبيرا وتنويع عرضها الأكاديمي وتعزيز بنيات البحث بها، حيث خلقت بنيات جديدة في الجهات الخمس التي تتواجد بها، ومع ذلك استطاعت أن تحافظ على توسيع البنيات الجامعية بجهة سوس ماسة بشكل ملحوظ خلال العشرية الأخيرة.
واعتبر السيد الوزير المنتدب أن إنشاء كلية الطب والصيدلة بأكادير بدعم من البنك السعودي للتنمية، من أهم المشاريع التي طبعت الخريطة الجامعية الجهوية، لأنها تساهم، إلى جانب المستشفى الجامعي بأكادير، في تحسين المؤشر الصحي بالجهة.
كما أشاد السيد الوزير المنتدب في كلمته بالنسيج القوي الذي يميز الجهة والجامعة من الشراكات مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب CGEM والغرف المهنية والشبكات التي تهتم بتكوين الشباب وإذكاء روح المقاولة لديهم، حيث تتوفر هذه الجامعة على مقر للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك) داخلها، مشيدا بالاتفاقيات المبرمة بين الجامعة والشركاء المحليين والجهويين لإنجاز العديد من المشاريع المشتركة، والتي تخص مدينة الابتكار سوس ماسة، المشروع الرائد، الذي تشرَّف بتفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بتدشينه في شهر فبراير سنة 2020، وتجهيز خزانة كلية الطب والصيدلة بأكادير بالكتب المتخصصة، بالإضافة إلى دعم التظاهرات العلمية والثقافية الجامعية ودعم إنشاء مؤسسات وبنيات جامعية وكذا البنيات التحتية للمحيط الجامعي بكل من تزنيت وتارودانت وطاطا، فضلا عن توفير رصيد عقاري مهم لإنشاء القطب الجامعي لآيت ملول ومدينة المعرفة بتزنيت.
من جانبه، قدم السيد محمد جاي منصوري، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، عرضا تناول فيه المرجعيات المؤطرة للقانون الإطار رقم 51.17، وحافظة مشاريع تنفيذه التي تشمل مجالات الإنصاف وتكافؤ الفرص والارتقاء بجودة التربية والتكوين وحكامة المنظومة والتعبئة والمنهجية المعتمدة للتنزيل على المستوى الجهوي. كما تطرق الى المخطط الجهوي 2030 وبرنامج العمل الجهوي المتعدد السنوات 2021 و2022 و2023، مبرزا المؤشرات والمعطيات التربوية الاجمالية بالجهة، وكذا التجارب المتميزة التي تغني كل هذه المشاريع، مستحضرا في هذا السياق دور الفاعلين والشركاء ومعربا عن شكره وتقديره لمجهوداتهم وتدخلاتهم.
وبخصوص قطاع التعليم العالي، قدم السيد عبد العزيز بنضو، رئيس جامعة ابن زهر المشاريع المنجزة والمبرمجة في إطار القانون الإطار 51.17 خلال الفترة الممتدة من 2021 إلى 2023، والتي سيتم إنجازها على الخصوص بالمؤسسات التابعة للجامعة بجهة سوس ماسة. وتهدف هذه المشاريع إلى تعزيز العرض التربوي ورفع الطاقة الاستيعابية للمؤسسات الجامعية، وذلك من خلال توسعتها وتأهيلها وإحداث مؤسسات جامعية جديدة لتلبية الحاجيات الملحة والمتزايدة لأبناء الجهة، ودعما كذلك للدور المنوط بالجامعة كرافعة وقاطرة للتنمية الجهوية والمحلية الاقتصادية والاجتماعية. هذا، بالإضافة إلى إحداث منشآت إدارية وعلمية جديدة لتشجيع البحث العلمي والابتكار وجعله في خدمة التنمية بجهة سوس ماسة، كمركز الدراسات للدكتوراه، وكذا استكمال التأهيل المندمج لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، مع العمل على تقوية نظام معلوماتي شامل ومندمج للتربية والتكوين والبحث العلمي، مؤكدا حرص جامعة ابن زهر أكادير على إبرام اتفاقيات شراكات مع باقي الفاعلين المحليين والوطنيين والدوليين من أجل تقوية مسلسل تنزيل القانون الإطار الذي يهتم بإصلاح المنظومة التربوية ببلادنا باعتباره قضية مجتمع بجميع مكوناته.
إلى ذلك، قدم السيد سعد ماء العينين المندوب الجهوي للتكوين المهني بجهة سوس ماسة، للمشاركات والمشاركين صورة شاملة عن منظومة التكوين المهني بالجهة، وأبرز في البداية العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده للتكوين المهني من أجل النهوض بالرأسمال البشري، مؤكدا على الانخراط القوي لمختلف الفاعلين والمتدخلين من سلطات محلية ومجالس منتخبة ونسيج جمعوي ومهنيين في دينامية ورش الإصلاح وتجسيد الوعي الجماعي بأهمية هذا الورش. كما تقاسم مع المشاركين برنامج العمل لسنة 2021، وكذا حصيلة إنجاز المشاريع الاستراتيجية لتنزيل القانون الإطار 17-51، موضحا أن الأمر يتعلق ب 13 مشروعا يجري تنفيذها في سياق تنزيل محاور خارطة الطريق لتطوير التكوين المهني، التي تم تقديمها بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والتي تشكل نقلة نوعية حقيقية تتوخى تعزيز المكتسبات التي راكمتها المنظومة وتأهيلها من خلال خمسة محاور كبرى.
وعلى هامش هذا اللقاء التنسيقي، ترأس السيدان الوزيران والسيد الوالي مراسم حفل التوقيع على عدة اتفاقيات شراكة تهم الأولى ملحق اتفاقية شراكة خصوصية رقم 02/2020 تتعلق ببناء وتوسيع بعض المؤسسات التعليمية بأكادير في اطار برنامج التنمية الحضرية لمدينة اكادير 2020- 2024، وقعها وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووالي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير ادوتنان ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة ورئيس مجلس جماعة أكادير من جهة، والسيد المدير العام لشركة التنمية المحلية أكادير سوس ماسة من جهة ثانية، فيما الاتفاقيات الأخرى تم توقيعها بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة وكل من مجلس جهة سوس ماسة وجامعة ابن زهر واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة سوس ماسة، والمعهد الفرنسي بأكادير والمكتب الجهوي للهيئة الوطنية لمؤسسات التعليم والتكوين الخاص بالمغرب والمكتب الجهوي لاتحاد التكوين الحر بالمغرب، إضافة إلى المكتب الجهوي لرابطة التعليم الخاص بالمغرب جهة سوس ماسة.
حضر هذا اللقاء السادة الكتاب العامون لقطاعات التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي ورئيس جامعة ابن زهر بأكادير، والسيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والمندوب الجهوي لقطاع التكوين المهني والمدير الجهوي لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ورؤساء المجالس الإقليمية وممثلو جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، وتابعه عبر تقنية المناظرة المرئية السادة رؤساء مجالس العمالات والأقاليم والسادة المديرون الإقليميون بالجهة.
تعليقات
0