عبدالفتاح المنظري
يتفق الأكاديميون دون أدنى شك على أن الوصفة السحرية لخلق جيل المعرفة،إنما تعتمد بالأساس على غرس الثقة بالذات وحب العلم في نفوس الشباب والعمل على تشجيع المشاريع التنموية الملبية لاحتياجات المجتمع وتوفير الدعم التقني والمادي وتنمية الكفاءات واحتضان الأفكار والمبادرات ذات المردود الاقتصادى وتحويلها إلى مقاولات واعدة وتحفيز الابتكار والإبداع بين الشباب والسعي إلى تخفيض معدلات البطالة والدفع بالشباب نحو أخذ زمام المبادرة في أعمالهم التجارية مع الإعفاء الكلي أو الجزئي من الضرائب في السنوات الخمس الأولى لبداية المشروع وخلق جيل جديد من رواد الأعمال التجارية والفنية القادرين على توظيف معرفتهم العلمية فى إحداث مقاولات ناجحة في جو تنافسي وشفاف لا يقهر فيه الكبير، الصغير أو المتوسط بمعنى أن لا تأكل الأسماك الكبيرة ،الصغيرة منها بدون أدنى رحمة ولا شفقة
ومن العوامل المتعارف عليها والتي ترفع الثقة بالنفس وتزكيها،الابتعاد عن الروح السلبية والتعامل مع الآخرين ومع مختلف المواقف بإيجابية،وأيضا،لأن السلبية تضعف شخصية الإنسان ولا تساعد على حل المشكلات و محاولة تدبير الأزمات بحكمة وترو والنظر إلى ما تحقق من الإنجازات من حين لآخر،لأنه يعزز الثقة بالنفس،ولابد من الافتخار بالإيجابيات التي تم التوصل إليها،ويمكن تحديد قائمة بهذه المنجزات والاحتفاظ بها والاطلاع عليها في كل حين وآن لاستعادة الثقة بالنفس.والحرص على ممارسة العبادات والتقرب إلى الله تعالى ،إذ يؤدي ذلك إلى الاستقرار النفسي وطمأنينة القلب والتي بدورها تدفع في اتجاه زيادة الثقة بالنفس واكتشاف نقاط القوة لتقويتها،والتعرف على المواهب الذاتية من أجل تطويرها بشكل أفضل ووضع الأهداف والخطوات التي يجب تسطيرها من أجل تحقيقها حتى ولو كانت هذه الأهداف صغيرة مع دوام البحث عن الأهداف الأخرى وهذا من شأنه أن يكسب المرء ثقة زائدة بالنفس ليستطيع إنجاز مختلف المهام .ومخاطبة النفس بإيجابية والتخلص من التفكير السلبي ويمكن الاستعانة بصديق مقرب للتحدث إليه،على أن تصف هو نفسه بالثقة بالنفس والاهتمام بالصحة الذاتية من خلال الحصول على قسط وافر من الراحة أثناء النوم و الحرص على تناول أصناف من الغذاء الصحي وممارسة الرياضة للمساعدة على تقوية وبناء الثقة بالنفس والانخراط في دورات تدريبية في مجال تنمية القدرات الذاتية التي تعزز الثقة بالنفس بشكل جيد، من خلال الاستقواء بآراء المدربين المتخصصين في هذا المجال، وهناك طرق علمية مجربة في اختبار الثقة بالنفس وتمارين وتطبيقات خاصة بذلك في هذه الدورات والمشاركة الاجتماعية في أنشطة خدمة المجتمع مع الآخرين لتعزيز الثقة بالنفس خاصة مع الأشخاص الإيجابيين مما يخلص المرء من نقاط الضعف التي قد تؤثر على الثقة بالنفسحب العلم خير ملاذ
وحبُّ العلم و شغف المطالعة الحرة الدائمة يجعلان القارئ يضحِّي من أجل أهدافه، يسهر الليالي أحيانا ويستيقظ باكرًا، يُربِّيان في النفس النظام والانضباط، ويحولان الحياة كلَّهاإلى نشاطً…إنهما يؤسِّسان لخارطة طريق نحو بلوغ المرام
لا بد أن نسعى إذن لطلب العلم والمعرفة دون ملل ولا كلل ولو في الصين ومن المهد إلى اللحد ونحثَّ على حبِّه ونغرس في الأجيال حبَّ تعلُّمه ونحن مسؤولون على تبليغ العلم للناس ولفلذات الأكباد .العلم نور يسطع في القلوب وتستنير به العقول ويرسم للمرء حياة مليئة بالسؤدد والطمأنينة ورغد العيش إذا ما أحسن الاختيارهكذا إذن يمكن صناعة جيل المعرفة على المستوى السوسيو-نفسي مع الاعتماد بالطبع على أحدث الوسائل العصرية في نشر العلم والتأسي بالبلدان التي قطعت أشواطا بعيدة المنال في هذا المضمارأوفياء للرسالة التربوية
وبمناسبة الحديث عن هذا الموضوع،تجدر الإشارة إلى أن نادي أوفياء مؤسسة الرسالة التربوية بسلا،قد نظم صبيحة يوم السبت 22 ماي 2021، لــقــاء تــواصــلــيا تـوجـيـهـيا بـيـن تـلاميـذ السنة الثالثة إعدادي ونخبة من قدماء تلاميذ المؤسسة الأوفياء الذين يتابعون دراستهم العليا في مختلف التخصصات داخل وخارج المغرب.. فمن منا لم يسأل نفسه أو سئل هذا السؤال في طفولته: ” ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟” سؤال رغم بساطته وبراءته بالنسبة للأطفال إلا أنه يحمل في طياته كل معاني تعقيدات فلسفة الحياة ويبقى الباب مفتوحا على مسار حياة إنسان خرج حديثا إلى الوجود. هذا المسار يتخذ أشكال مراحل وفترات من عمر الإنسان هدفها الأسمى هو تنمية الذات و التطلع لمستقبل أفضل. فالطفل أو الإنسان الصغير كما يسميه البعض يخضع منذ ولادته لنظام تربوي و أسري و مجتمعي تحدده توجهات أبويه و رغبتهما في اختيار مسالك التنشئة التي يريانها ملائمة لابنهما؛ ثم تأتي المرحلة المفصلية من حياة الإنسان وهي مرحلة الدراسة و التعليم، حيث يلج الطفل باب المدرسة لأول مرة وهو لا يدري أن مستقبله رهين بمساره الدراسي. وتعتبر هذه الفترة من حياة الإنسان بمثابة العضد والمحدد الرئيسي لكينونته ولمستقبله، لهذا ونظرا لما تكتسيه مرحلة الدراسة من أهمية، كان لابد من اتباع نظام ناجع للمواكبة والتتبع والإرشاد والتوجيه للمسار الدراسي و التكويني للطفل باعتباره إنسانا غير راشد،ليتسنى له اجتياز مراحله التعليمية في أفضل الظروف و اكتساب المهارات و القدرات الكفيلة بدخوله سوق الشغل بحسب مؤهلاته و ميولاته و يحظى بالمكانة التي يرغب بها في مجتمعه الصغير والكبير
وبالفعل، فقد لبى الدعوة عدد مهم من نخبة التلاميذ القدامى بالمؤسسة،إما بالحضور الفعلي أو عبر التواصل مع اللقاء عن بعد،حيث كشفوا لتلاميذ السنة الثالثة إعدادي عن ثمرة تجاربهم بعد الحصول على الباكالوريا بميزة حسنة أو مشرفة أو أكثر من ذلك لقاء الجهد المبذول من طرفهم قبل وبعد الحصول على هذه الشهادة.وقد تمكن العديد منهم من الولوج إلى المعاهد العليا المتخصصة ذات الاستقطاب المحدود والكليات العلمية داخل المغرب و ببلدان أجنبية كفرنسا
وأوكرانيا وتركيا وألمانيا وفنلندا،حيث توفقوا كل سنة ولله الحمد والمنة في تخصصات ذات أهمية وطنية ودولية تهم مثلا الهندسة المعمارية والطب والصيدلة وطب الأسنان وهندسة الغابات والاقتصاد الزراعي وهندسة الطاقة الحرارية والهندسة الأتوماتيكية وهندسة المعلوميات والاتصالات وتخصص الرياضيات بالمدرسة العليا للأساتذةفي الحاجة إلى قادة فكر ورأي
ومعلوم أن هذه المؤسسة التربوية اختارت منذ سنوات خلت ,مشروع مدرسة القادة تحت شعار “من جودة المؤسسة إلى مؤسسة الجودة ” ليتم فيه اختيار نخبة من تلاميذ المستوى الإعدادي قصد إعدادهم نفسيا و فكريا لفهم وتحمل مشروع المسؤولية القيادية في الرأي والمشورة والتوجيه والاعتماد على الذات وطرح الأفكار والمبادرات الخلاقة واستثمار المجهود العقلي والحركي في حسن تدبير الرأسمال المادي والمعنوي للفرد و للجماعة.ومن شأن هذا المشروع الجاد و المتميز أن يخلق لنا من طينة هؤلاء اليافعين كل عام قادة يغمرهم النجاح والتفوق والنزاهة والشفافية في تدبير مشاريع الأمة في المستقبل وهو مرادنا جميعا نحو إقلاع اقتصادي وطني واثق من إمكانياته ومستثمر لطاقاته وفق نسق سوسيو-اقتصادي تنافسي و متوازن يراعي حق كل الفئات الاجتماعية في العيش الكريم وتكافؤ الفرص
وقد دأبت هذه المؤسسة التعليمية الكائنة بحي اشماعو بسلا منذ إحداثها قبل أكثر من عقد من الزمن على طرح العديد من المبادرات الخلاقة الموازية للمسألة التعليمية ومتابعة ما يجري على الساحة الوطنية أو العربية أو الدولية من قضايا تهم الطفولة والمجتمع تطعم بها المنهاج الدراسي مثل قضايا السلامة الطرقية والحفاظ على البيئة والأيام العالمية لصحة ونظافة الأسنان و للعدالة الاجتماعية و لحقوق الإنسان و لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة و للمدرس وللمرأة وللشعر وبمناسبة الأعياد الوطنية والدينية ونحو ذلك وتنظيم زيارات لمختلف المرافق والفضاءات الحيوية التي يمكن أن تعزز من ثقافة وانفتاح الطفل على محيطه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي خاصة بجهة الرباط -سلا.هذا غيض من فيض مما يدرج كل سنة ببرنامج الأنشطة التربوية الشهرية الموزعة على مختلف المستويات الدراسية،يتم ذلك كله تحت الإشراف المباشر لمدير المؤسسة الأستاذ محمد الإدريسي السغروشني و بالتعاون والتنسيق والتأطير مع هيئة التدريس والطاقم الإداري للمؤسسةد.عبدالواحد وجيه : الصحبة وأثرها على حياتنا,وهي من أهم محاضرات هذا المثقف المغربي الحافظ المعينة للشباب اليومhttps://www.youtube.com/watch?v=Pxjk1_khXRA
لو كان بيننا ..الرسول خير قائد للعالمين
قال الفيلسوف البريطاني الساخر برناردشو ذات يوم ” العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد،هذا النبي.. لو كان بيننا لحلّ مشاكل العالم وهو يرتشف فنجان قهوة ”
الرسول خير قائد للعالمين على مدى التاريخ وهو الأسوة الحسنة والقدوة المثلى في فن القيادة. ويكفينا فخرا ما دونه فلاسفة الغرب حول تربعه صلى الله عليه وسلم على عرش لائحة عظماء الكون.يقول (مايكل هارت) في كتابه – مائة رجل في التاريخ-أو الخالدون المائة
إن اختياري محمداً، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي
فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها
وشهد له صلى الله عليه وسلم المهاتما غاندي زعيم الهند وصاحب نظرية مقاومة العنف باللاعنف بالشهادة التالية
أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة
شهادات تنسيك في أخرى لعظام في رجل لا عظيم يفوقه في عظمته ,هكذا يرونه بالطبع بعين الفيلسوف لا بقلب المؤمن المسلم الشاهد على نبوته ورسالته.فقد أثنى عليه فلاسفة و زعماء كثر من مثل تولستوي و مونتجومري ولامارتين و راما كريشنا راو و إدوار مونتيه وبرناردشو و سانت هيلر و المستر سنكس و الدكتور زويمر و غيرهم كثر. صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
تعليقات
0