محمد السادس التحديات الخارجية ثنائية الأقطاب سر معاداة أوروبا للمغرب

بقلم شعيب جمال الدين

بقدر ماكان رجال الدولة في الرباط متفوقين جذا في إستباق قراءة التحولات الإستراتيجية المستقبلية للعلاقات الدولية فهم كذالك فشلوا في طريقة تعاملهم مع بوادرها التي إتسمت بالكثير من التسرع والإنفعال دون آخد الكثير من الثريت والرزانة والتسلح برؤية شاملة للوضع الإقليمي وعدم الإعتماد بشكل أعمى على الدعم الأمريكي والإسرائيلي الغير مضمون على كل حال بحكم التغييرات سيوإستراتيجية التي ممكن أن تشهدها العلاقات الدولية بين ليلة وضحاها .

هذه التحولات الدولية التي بذأ ظهورها الحقيقي خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق دولند ترامب وتم التسريع في كشف النقاب عليها من طرف الصين بعد إختراعها بشكل متعمد فيروس كورونا التي من نتائجها فضحت ضعف دول أوروبا و إعتمادها الكلي في تقوية إقتصادها وأمنها الإجتماعي على نهب ثروات وخيرات إفريقيا ومستعمراتها في شمال إفريقيا الأمر الذي فطن له صناع القرار في المملكة وربطه مع هبوب نظام ثنائية الاقطاب الصين وأمريكا تركيا وباكستان النووية اليابان وكوريا الجنوبية…… إلخ

المغرب هو الاخر قرر نهج سياسة دولية جديدة لاعلاقة لها نهائيا بالوضع الذي كان قبل جائحة كوفيد كورونا حيث إختار تكوين شراكة قطبية مع أمريكا وبريطانيا مع إستعمال ورقة إسرائيل كغطاء مخيف للإتحاد الأوروبي .
فبناء على معطيات دولية دقيقة جذا ودراسات إستشرافية مستقبلية إتفقت جميعها على حتمية تفكك الإتحاد الأوروبي على المدى المتوسط قبل سنة 2030 .
هذا هو السبب الرئيسي والوحيد وراء فرار بريطانيا بجلدها مبكراً حتى لا تتحمل تاريخي أي مسؤولية في تفكك الإتحاد الأوروبي العجوز السائر نحو العزلة الدولية بسبب عدم قدرته مسايرة نظام ثنائية الاقطاب الذي لايخدم مصلحته.

من هذا المنطلق قررت إسبانيا وألمانيا بدعم خفي من فرنسا الغادرة الإرتماء في أحضان الغاز الجزائري مقابل معارضة الإعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على صحرائه ومعاكسة أي تقدم جوهري إيجابي في ملف الصحراء الذي يعتبر حله بمتابة إنعتاق المغرب من الرأسمالية الأوروبية المتوحشة وإبتزازه إقتصاديا وتجاريا منذ عقود طويلة جذا .

لكن للأسف أرى من وجهة نظري الخاصة أن المغرب لم يحسن التصرف مع هذه المستجدات بشكل ديبلوماسي .
فملف إستضافة إسبانيا زعيم عصابة البوليساريو محمد بن بطوش للعلاج في مستشفياتها بهوية وإسم مزور .
كان ممكن بعد نجاح جهازنا الإستخباراتي في فضح العملية المرور مباشرة إلى اللعب معها بمستوى عالي جذا بذل النزول معهم إلى البهرجة الإعلامية والحرب الكلامية التي لم تصل صداها إليهم بسبب ضعف صحافتنا وإعلامنا التلفزيوني.

إضافة إلى التسرع الكبير في إستعمال ورقة الهجرة السرية التي إستغلها الإتحاد الأوروبي لصالحه سياسيا وإعلاميا.
وكذالك بلاغات وزارة الخارجية التي لم ترقى عباراتها وثأتير رسائلها إلى مستوى ما درسناه جامعيا وأكاديميا في مفاهيم العلاقات الدولية والأساليب المؤثرة .

الملك محمد السادس وفريق مستشاريه مطالبين في المرحلة المقبلة بإعادة ترتيب أوراقهم وتنفيذ خطة جديدة مع الجارة إسبانيا بداية بالتسلح بالإرادة والعزيمة على عدم الرجوع إلى الخلف وإنتظار مرور العاصفة بسلام سيكون هذا خطأ قاتل جذا سندفع ثمنه غاليا على المدى القريب .

بل يجب علينا التلويح علانية بإستخدام أوراق فعالة وناجعة أهمها في الوقت الراهن إيقاف مفاوضات تجديد عقد أنبوب مرور الغاز الجزائري الذي يمر عبر المغرب إلى إسبانيا .
مرورا إلى تكثيف إتصالاتنا مع جماعات الضغط في واشنطن وصولا إلى تقوية الجبهة الداخلية والتخلص من بعض الملفات الحقوقية بإحداث إنفراج جزئي خلال مناسبة عيد الأضحى القادم يشكل دعم ملموس للمؤسسة الملكية في مواجهتها للتحديات الخارجية القادمة .