نورالدين قربال
وجه جلالة الملك خطابا ساميا إلى الأمة بمناسبة الذكرى 68 لثورة الملك والشعب. ومن خطابه السامي استنبطت هذا العنوان، والذي سنبسط سبب نزوله من خلال قراءة متأنية للمنطوق الملكي. والذي يشكل ثورة حقيقية في التصور والخطاب والمخرجات، ومن تم لا بد أن يكون هذا الخطاب نبراسا لدبلوماسية الوضوح والطموح.
إنه خطاب الوضوح والطموح والتضحية والوفاء والوطنية والاستقلال، كل هذا امتداد طبيعي لثورة الملك والشعب مما يحتم تدريس وتربية الأجيال على هذه القيم حتى تتعزز فيهم الوطنية والمقدسات والمؤسسات، وقد تزامنت هذه الذكرى مع مناخ الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية، والتي ستكون لأول مرة في يوم واحد. وبذلك فتوحيد الانتخابات مؤشر على توحيد جهود الجميع من أجل التفاعل مع النموذج التنموي الجديد والميثاق الوطني من أجل التنمية. وهذه هي القمة الديمقراطية، ونضج البناء السياسي الوطني المغربي. والترقي في سلم المصداقية والبناء المؤسساتي السليم.
إذن مزيدا من الوحدة، والتلاحم والقوة لمواجهة التحديات والمؤامرات التي تستهدف المغرب. لأن المغرب تغير وتعامل الآخر لم يتملل، تلك هي الطامة الكبرى. إذن لماذا هذا العداء؟ حسب المنطوق الملكي لأن المغرب بلد عتيق، ودولة لها أكثر من 12 قرنا. وتاريخ أمازيغي عريق، والملكية المواطنة، والارتباط القوي بين العرش والشعب، ونعمة الأمن والاستقرار، والسمعة والمكانة، والعلاقات الواسعة والقوية، والثقة والمصداقية: مغرب حر قوي ومؤثر. إذن لماذا العدوانية؟ لأن الآخر ينطلق من مواقف جاهزة ومتجاوزة، والعالم للأسف يتغير بقوة وهؤلاء أبوا إلا أن يضلوا متشبثين بالماضي. ولم يتقبلوا المغرب بالأوصاف التي ذكرها جلالة الملك: القوة، والحرية والتأثير.
لقد تغيرت قواعد التعامل، والمغرب قادر على تدبير أموره، واستثمار موارده وطاقاته، لصالح شعبه. فلماذا تجنيد كل الوسائل الشرعية وغير الشرعية، من أجل توريط المغرب؟ أما التقارير فقد تجاوزت الحدود كما أشار إلى ذلك جلالة الملك. وقدمسوا للأسف حتى الأجهزة الأمنية. التي يكن لها العالم التقدير لما تقوم بها من أعمال جليلة على المستوى الإقليمي والدولي. خاصة على مستوى مواجهة الإرهاب.
رغم كل هذا فإن المغرب ماض في مسيرته التنموية “رب ضارة نافعة” كما قال جلالة الملك حفظه الله. مضيفا «سنواصل مسارنا أحب من أحب وكره من كره رغم انزعاج الأعداء وحسد الحاقدين”.
إن المغرب منفتح على كل العلاقات شريطة احترام: التعامل بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية، احترام الثوابت التقليدية، الفهم المشترك بين البلدين، إعادة النظر في الأسس والمحددات التي تبنى عليها العلاقات، الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، الوفاء بالالتزامات الشراكة والتضامن، كما أكد على ذلك الخطاب الملكي.
خلاصة القول إن ثورة الملك والشعب منعطف تاريخي عميق، مهد للحرية والاستقلال، واليوم نخوض معركة التنمية أفقيا وعموديا إقليميا ودوليا، في مناخ انتخابي محدد ومفصلي، فهل نحن قادرون أن نتمثل هذه القيم الواردة في الخطاب الملكي ملتزمين بالوطنية الحقة، لرفع التحديات الداخلية والخارجية؟ ورحمة الله ومغفرته على جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما وبارك الله في عمر وصحة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وعلى كل شهداء الأمة المغربية الأبرار.
تعليقات
0