بقلم : الإعلامي محمد أبوسهل
مرت سنة على وفاة السعدية قريتيف ( ثريا جبران ) …الفنانة سيدة المسرح المغربي التي ودعتنا …في مثل هذا اليوم …الإثنين مساء سلمت السعدية – الثريا الروح لباريها و و صلنا النعي بنبإ صادم في وقت كنا نترقب شفاءها وتغادر المصحة ….هكذا أراد الله السعدية – الثريا – دخلت المصحة راجلة و غادرتها في كفن و صندوق…مخلفة رصيدا ثمينا في الإبداع الصادق و الرائع و تركت الجميع في خندق الحزن …
و في ذكرى رحيلك – ثريا – نسنحضر مسار بنت الشعب التي صعدت فوق الخشبة عاشقة للفن و لم تنزل إلا عند مغادرة مسرح الحياة …
السعدية – ثريا – رأت النور في سادس عشر أكتوبر 1952 و إستنسقت أولى النفحات في حيي بوشنتوف ب درب السلطان من عائلة حداوية …بيضاوية أصيلة و جذبها عشق فن المسرح و إرتبطت به بالحب و الصدق و الوفاء …من مسرح الهواة إلى فرقة الأخوة العربية إلى مدارس مغربية أخرى …مسرح الفرجة – مسرح الشعب – الفنانين المتحدين- الطيب الصديقي قبل أن تنتقل إلى المقاولة الفنية و تؤسس فرقة مسرح اليوم …و في مسار فرض الجهد و التضحية و التفاني تميزت ثريا – السعدية بالحضور الوازن و الصدق في الأداء و إحترام الجمهور و أكدت بأدوارها في الأعمال – المسرح – التلفزيون – السينما و كذا وصلات الإشهار .. إنخراطها التلقائي في قضايا الوطن مما جعل مساحة إسمها تتسع و تحضى بشعبية فريدة حولتها * فنانة الشعب * …و قاسمها الجمهور التوهج و التألق و بكاها عندما إمتدت أيادي آثمة مارست عليها الإختطاف و التعنيف ظلما !!!
السعدية – ثريا الفنانة الوحيدة التي تم تعيينها وزيرة للثقافة في سابع عشر أكتوبر 2007 و في المبادرة رسائل و إشارات ل جلالة الملك الذي كرم من خلالها أسرة الفن و الإبداع و تابعنا كيف إنتقلت سيدة المسرح المغربي إلى الحكومة منخرطة في البناء تحرك أوراشا ثقافية كبرى …المكتبة الوطنية – المتحف الوطني – المسرح الكبير بالرباط – المعهد العالي للموسيقى و الرقص ….و بصمت مسارها بإنجازات ترجمت إهتمامها برفاقها في الفن … المرأة ب الكاريزما المميز لم يغيرها منصب الوزيرة و إستمرت أكثر قربا من البسطاء مختلف شرائح المجتمع دون أن تهجر جغرافيا الهامش و تابعنا كيف كان الوطن حزينا و هو يودع بنته ثريا – السعدية – و كيف بعث جلالة الملك تعزية في وفاتها محملة بمعاني الإعتراف و التقدير و الشعور بالألم ..من بين ما جاء فيها :
<< …إن وفاة الفقيدة لا يعد خسارة لعائلتها الصغيرة فحسب ، و إنما للأسرة الفنية المغربية بصفة عامة << … و إننا لنستحضر في هذا الظرف الأليم مناقب الراحلة المبرورة التي كانت تحظى بتقدرنا لما كانت تتحلى به من خصال إنسانية عالية و لما عهدناه في شخصها من تفان و نكران ذات ،لا سيما خلال مزاولة مهامها الحكومية ، و من قيم الوطنية الصادقة …>>
ثريا – السعدية …لم تكن إمرأة عادية …جسدت قيمة و قامة الفنانة التي تحمل الوطن في القلب سعت لإسعاد الآخرين و أصرت على تقديم الجاد فوق الركح و أمام الكاميرات …إمرأة …إنسانة لا تتكرر ..
ثريا – السعدية و نحن في زيارة قبرك أتذكر وصيتك ، في بيتك ( الصورة ) و أنت تجمعين حبيبتك لدخول مصحة الشيخ خليفة ….و بإيمان قوي … كنت تجمعين حاجاتك و تستعدين ل الوداع… هكذا هم الحكماء…لا تفاجئهم الموت لأنهم دوما على أهبة الرحيل…أوصيت الحاج محمد تاج الدين أن يوفر لك قبرا في مقبرة الشهداء و أوصيتيني بدفنك …..
نعم ثريا – السعدية – كنا و لازلنا على العهد وفاء للواجب تربطني بك المحبة النقية و الصادقة دون منافع …أنت الفنانة و الصديقة و الأخت قبل النسيبة …لم تربطني بك منافع ترمي إلى تلميع صورتي إقترانا بمركزك لأنني كون ذلك …
ثريا – السعدية – هل تسمعيني ؟؟؟
لن ننسى طلعتك البهية على كل الذين تقاسمينهم الهموم و المشاعر و الحياة …أعطيت حتى العضم بحب و بسخاء في الفن و الإبداع و الخير بقوة و إنسانية و وطنية جامعة …
نتقاسم الحسرة و الألم في رحيلك
ثريا – السعدية …سلام عليك …اجدد العزاء لاخواتك الحاجة فاطمة – نجاة – زوجتي سومية و إخوتك مصطفى – الأستاذ خليل و عبد الأله و نرجو الرحمة لأختك الراحلة خديجة وأخيك بوشعيب …و في ذكراك الطيبة أتقاسم الموعد بحمولته الإنسانية …بالبراءة و الروابط العائلة النظيفة – دون السعي وراء ركوب الحدث – حاشى الله – نتقاسم اللحظة مع بنتيك عائشة و سارة و أفراد الأسرة و العائلة الفنية ……
ثريا – السعدية – سلام عليك و أنت تطوي بإبتسامتك العذبة مسارا كان فيه العبور و صدى العبور …سلام عليك أن تكوني في جنة الرضوان …
سلام عليك سيدتي …أختي …لن ننساك….
أنت في القلب و في الذاكرة
ثريا – السعدية ….إلى الأبد
تعليقات
0