إعداد: نادية متفق…سجلماسةبريس
بمختبر السرديات،جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، نظمت رابطة كاتبات المغرب فرع آسفي، بتعاون مع مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، الندوة العلمية:”المرأة و المجتمع في فكر فاطمة المرنيسي”وذلك يوم الجمعة 18مارس2022 ابتداء من الساعة الثالثة زوالا بقاعة الندوات عبد الواحد خيري
استهل اللقاء الفكري بكلمة افتتاحية للطالبة الباحثة سارة بنزعيمة عضو رابطة كاتبات المغرب فرع آسفي، مؤكدة على أهمية هذا اللقاء الذي تفتح فيه الرابطة مجالات للتعاون الثقافي بين رابطة كاتبات المغرب و الجامعة المغربية
كما سلطت الضوء على موضوع الندوة المتمثل في المنجز الفكري لعالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي
نسقت أطوار هذا اللقاء الأستاذة نادية متفق رئيسة رابطة كاتبات المغرب فرع آسفي، وتحدثت في البداية عن سياق عقد هذا اللقاء الذي يتزامن مع شهر يحتفي فيه العالم بالمرأة،بصفة عامة وتحتفي فيه رابطة كاتبات المغرب باليوم الوطني للكاتبة الذي يوافق التاسع من مارس،والذي ناضلت من أجله المناضلة الثقافية المرحومة عزيزة يحضيه عمر شقواري مؤسسة رابطة كاتبات المغرب
وعليه كان اللقاء مناسبة للاحتفاء بفاطمة المرنيسي باعتبارها مناضلة ثقافية من خلال كتاباتها وتضحياتها التي ترجمتها في العديد من المؤلفات
افتتح اللقاء بمداخلة الدكتورة سميرة مصلوحي(الكاتبة العامة لرابطة كاتبات المغرب )، بورقة ” الحريم والحدود: مقصلة الأحلام الوردية للنساء”، وقد قاربت فيها كتاب ” نساء على أجنحة الحلم “، مشيرة أن فاطمة المرنيسي تعد من بين الكاتبات المغربيات اللائي حملن المشعل الثقافي للدفاع عن المرأة، بكتبها العديدة . وتوقفت المتدخلة عند عتبة العنوان أولا، ثم عند الهوية أو الإشكال الأجناسي الذي يطرحه الكتاب، واعتبرته بمثابة أشبه بالسيرة الذاتية الروائية، كما وقفت عند موضوعات الكتاب من قبيل التربية والتعليم والاستعمار وقضية المرأة، غير أن تيمة الحريم كانت هي المهيمنة؛ فقد تقاطع في الكتاب معنى الحريم مع معنى الحدود، وقد سعت الكاتبة عموما في مؤلفها إلى إسماع صوت المرأة، والتأكيد على أن النساء شقائق الرجال، بالإضافة إلى مساءلة بعض القوانين التي تخضع المرأة لسلطة الرجل، وخلصت المتدخلة إلى أن الكتاب معالجة أدبية ساحرة لقضية المرأة، ودعوة من أجل إيمان النساء بذواتهن، بغية الخروج من قمقم الحريم الرمزي إلى مصاف التغيير والانعتاق والتحرر
المداخلة الثانية للدكتورة نزهة الغماري (عضو كاتبات المغرب ، فرع تطوان) والتي شاركت بورقة “شهرزاد ليست مغربية. أي رهان؟”، مقاربة كتاب ” شهرزاد ليست مغربية”، وبينت أن فعل الكتابة فعل احتجاجي يسعى إلى التغيير والتنديد بكل أشكال الإقصاء، هذا ما سعت إليه فاطمة المرنيسي باختراقها أعماق الأنوثة، وكشفها عن جوانب معتمة من دواخلها، ومن حياتها اليومية، ووقفت المتدخلة عند محور الهدف من وضع الكتاب، واعتبرته بوحا أشبه بمونولوغ حميم، وقد تبلورت رسالة الكتاب حول التخلف الذي سببه إقصاء المرأة من التعلم والمعرفة، لذا فالدعوة إلى التفكير الجدي في تغيير الوضع المنتكس كان همَّ الكاتبة، ومعها همّ مواجهة تحدي الأمية، وضرورة تعلم المرأة، والابتكار وتحقيق الذات، ومناهضة عدم المساواة. واعتبرت أن شهرزاد ليست إلا رمزا، وكائنا حكواتيا، أما المرأة المغربية فليست كذلك، لأنها اقتحمت عالم الرجل بجرأتها، وخروجها من ليل الحكي المظلم إلى نهار الحكي الساطع، وخلصت المتدخلة في ختام كلمتها إلى أن المرنيسي تميزت بإشعاعها الفكري، وهي ترسي دعائم نسق فكري جديد تميز بالجرأة
المداخلة الثالثة قدمها الأستاذ والناقد الكبير الداديسي، وتطرق فيها للمواضيع التي تناولتها كتب فاطمة المرنيسي، حيث اعتبر أنها قاربت مواضيع جريئة، خصوصا في كتاب “من وراء الحجاب “، وعده كتابا مستمرا ومتدفقا، ومؤسسا لعلم الاجتماع المغربي والعربي، فالكتاب موزع على تسعة فصول، يدرس مواضيع شتى مثل تعدد الزوجات والحياة الجنسية وغيرها، وتوقف الباحث عند عتبة العنوان، وكذا عند القضايا التي طرحها، وأكد على حساسية تلك القضايا، رغم جرأتها في الطرح، فهي حسب المتدخل لم تتعرض لكثير من الانتقاد بسبب هذه الجرأة، لأن تناولها لهذه القضايا كان بطريقة لبقة ذكية، تتميز بكثير من الرصانة والحكمة..
قدمت الدكتورة الزهرة حمودان(رئيسة رابطة كاتبات المغرب فرع تطوان), في المداخلة التالية مقاربة لكتاب ” شهرزاد ترحل إلى الغرب “، واعتبرت الكتاب يندرج ضمن نسق عام هو نسق مقارن، يتحكم في الكتاب، بينما يهيمن
الكتاب كذلك الصورة الاستشراقية للحريم في الشرق، كما يصحح كثيرا من المغالطات مثل الخوف من الهجر، والاعتراف بذكاء المرأة، وقدم مقارنة بين نظرة الرجل الغربي للمرأة، ونظرة الرجل العربي
وشاركت الأستاذة كريمة بنهيمة (عضو رابطة كاتبات المغرب فرع آسفي)، بقراءة في كتاب “سلطانات منسية”، بدأت كلمتها بتقديم وصف شامل للكتاب ضم الإشارة إلى مقدمته، وفصوله، وخاتمته، وبعد ذلك انتقلت للحديث عن الفروق بين الإسلام السياسي وإسلام الرسالة، وبين الخليفة والإمام، من منظور الكتاب، بعد ذلك توقفت عند نموذج من نماذج السلطانات المنسيات من خلال السيدة الحرة، بحيث قدمت نبذة مختصرة عن حياتها، واعتبرتها حكيمة في المواقف السياسية، وحاكمة متشبثة بالسلطة، ومثالا يحتذى للمرأة المغربية التي لم تقبل بالهزيمة.
واختتمت المداخلات بورقة الأستاذ والباحث المصطفى بن سلطانة اختار لها عنوان ” قطبية التدال بين التراث والعولمة في سردية فاطمة المرنيسي”، بين فيها معنى مفهوم التدال، بكونه تفاعل دلالي بين التراث الإسلامي والعولمة، وبين نماذج ذلك كتب المرنيسي، كما أشار إلى أن مشروع هذه الأخيرة مبني على سؤال الحرية، وأكد على ضرورة الابتعاد على أحكام القيمة أثناء دراسة منجز هذه الكاتبة
وفي الختام ,دار نقاش معرفي بين الحضور والمتدخلين حول خصائص ومميزات المشروع الفكري للكاتبة فاطمة المرنيسي
تعليقات
0