مذكرة إخبارية بمناسبة اليوم العالمي للسكان 2022

لينا بريس

سجلماسةبريس
يحتفل المجتمع الدولي، في 11 يوليوز من كل سنة، باليوم العالمي للسكان. وفي السياق الذي لازالت تسيطر فيه جائحة كوفيد 19، تقدم المندوبية السامية للتخطيط، بهذه المناسبة، بعض المعطيات حول ولوج النساء إلى الخدمات الصحية، ولا سيما المتعلقة بصحة الأم، وخدمات الصحة الإنجابية وتلقيح الأطفال. كما تسلط الضوء على الوضعية في النشاط الاقتصادي للنساء وكذا توزيع المهام داخل الأسرة وذلك حسب نتائج البحث الوطني حول تأثير جائحة كورونا على الأسر أثناء وعند الخروج من الحجر الصحي.
تعيق الأزمة الصحية الولوج إلى الخدمات المتعلقة بصحة الأم، الصحة الإنجابية وصحة الطفل
أثناء فرضه، كان للحجر الصحي تأثير قوي على ولوج النساء إلى الخدمات الصحية ومن المرجح أن يؤثر عليهن لسنوات عديدة قادمة. ومع تركيز الجهود الرامية إلى الحد من انتشار الفيروس، تأثرت بعض الخدمات الصحية الأساسية مثل الولوج إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية. حيث أن أقل من ثلث النساء (27.3%) لم يكن لديهن إمكانية الولوج إلى الرعاية الصحية للأم، و20.8% منهن لم يحصلن على خدمات الصحة الإنجابية. وترتفع نسبة عدم الولوج لخدمات صحة الأم إلى 32.4% بالوسط القروي مقابل 22.6% بالوسط الحضري. فيما يتعلق بخدمات الصحة الإنجابية، فقد سجلت على التوالي نسب 28.0% و % 16.7.
أما بخصوص خدمات الرعاية أثناء الحمل وبعد الولادة، فإن ما يقرب من ربع النساء المعنيات (26.6%) لم يقدرن على الاستفادة من هذه الخدمات بسبب صعوبات الولوج في حين 26.2% منهن كان بسبب نقص الإمكانيات المادية. وتختلف هذه الأسباب باختلاف محل الإقامة. بالنسبة للنساء القرويات، تأتي صعوبات الولوج في المرتبة الأولى (35.9%)، تليها نقص الإمكانيات المادية (31.9%) ثم الخوف من الإصابة بفيروس كوفيد-19 (15.8% ) . بالمقابل، يشكل الخوف من الإصابة بالفيروس عند الحضريات أبرز الأسباب لعدم الولوج إلى الخدمات الصحية بنسبة بلغت 27.8% يليه نقص الإمكانيات المادية (20.8%) ثم صعوبة الولوج (17.8%).
تؤثر الأزمة الصحية المرتبطة بـ كوفيد-19 على الأطفال على نطاق غير مسبوق، ويمكن أن تهدد التقدم المحرز لسنوات في مجال الصحة وخاصة في مجال التلقيح. من بين الأطفال دون سن الخامسة الذين احتاجوا إلى خدمة التلقيح أثناء الحجر الصحي، لم يتمكن ما يقرب من 11.7% منهم من الاستفادة من خدمة التلقيح. أما بالنسبة لأسباب عدم الحصول على خدمات التلقيح، نجد أن أهم الأسباب التي عبرت عنها الأسرهي الخوف من الإصابة بفيروس كوفيد-19 وصعوبة الولوج (النقل، إلخ).
الوضع الاقتصادي للمرأة وكوفيد-19
بالإضافة إلى تأثيره على الصحة، يتسبب الوباء في خسائر اقتصادية كبيرة، لا سيما عند النساء، الأمر الذي قد يدفعهن إلى الهشاشة والفقر. بغض النظرعن قطاع النشاط، تكبدت الأسر التي ترأسها امرأة خسارة أكبر في الدخل مقارنة بالأسر المرؤوسة من طرف الرجال. وبلغت نسبة الأسر التي تعولها نساء والتي أضحت بدون دخل إلى 72% في قطاع التجارة، و58% في الصناعة (بما في ذلك الحرف اليدوية)، و36.4 %في الفلاحة و41% في الخدمات. بالنسبة للأسر التي يرأسها رجل، بلغت هذه النسب على التوالي: 46%، 53%، 32.5% و %33.4.
توزيع الوقت حسب الجنس و كوفيد-19
يمكن أن يكون لوباء كوفيد-19 آثار جسيمة على المساواة بين الجنسين داخل الأسر، سواء أثناء الحجر الصحي أو أثناء الخروج منه. وفيما يتعلق بتوزيع الأعمال المنزلية (مطبخ، غسل الأواني، غسل الملابس، إلخ)، تقضي المرأة 6 مرات أكثرمن الوقت مقارنة مع الرجل في هذه الأعمال. وتجدر الإشارة أن المرأة تقضي 45 دقيقة إضافية من الأعمال المنزلية مقارنة مع اليوم العادي قبل الأزمة. وبلغ متوسط الوقت اليومي المخصص للأعمال المنزلية 4 ساعات و27 دقيقة للنساء مقابل 45 دقيقة لنظرائهن من الرجال.
من ناحية أخرى، أصبح العديد من الرجال أكثر انخراطًا في الأعمال المنزلية من ذي قبل كما تولوا بعضا من مسؤولية رعاية الأطفال. وقد أظهر البحث أن ما يقرب من 45% من الرجال شاركوا في الأعمال المنزلية مقابل 13.1% سنة 2012. ويعد الرجال الأكثر انخراطًا في الأعمال المنزلية من لديهم مستوى تعليمي عالٍ (51 دقيقة) و الذين ينتمون إلى %20 من الأسر الأكثر ثراءً (ساعة و4 دقائق). بالإضافة إلى ذلك، ساهم ما يقرب من واحد من كل خمسة رجال (19.3%) في الأعمال المنزلية لأول مرة أثناء الحجر الصحي.
تربية الأطفال وإدارة الميزانية والعمل المنزلي هي أهم أسباب الخلاف بين الزوجين أثناء الأزمة الصحية
كان للأزمة الصحية تداعيات سلبية متعددة على حياة الأسر، لا سيما الجوانب المتعلقة بتوزيع المهام بين النساء والرجال ومواكبة الأطفال وتعليمهم. أفاد ما يقرب من8.4% من المغاربة بوجود خلافات زوجية حول تقاسم الأعمال المنزلية ، بزيادة 63% من ذي قبل، كما 12% من أولياء أمور الأطفال في سن التمدرس بوجود خلافات زوجية حول الدعم المدرسي للأطفال.
تشكل المخاوف المالية مصدرا للتوتر والنزاع الزوجي لأكثر من واحد من كل خمسة من المغاربة (22%)، بزيادة 72% من ذي قبل. وسجلت أعلى النسب بين الشباب دون سن 24 (28%) والعاطلين (26%) والأزواج الذين يتوفرون على أطفال (26%).

تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأحد 22 ديسمبر 2024 - 00:20

المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة.. الرسالة الملكية تؤكد الاهتمام البالغ الذي يوليه جلالة الملك لإنجاح التنمية الجهوية (السيد لفتيت)

السبت 21 ديسمبر 2024 - 23:10

الدكتورة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله.

السبت 21 ديسمبر 2024 - 23:01

تارودانت: مديرية التعليم تنجح في تنظيم البطولة الإقليمية للشطرنج

السبت 21 ديسمبر 2024 - 22:27

انتخاب المكتب الجهوي لمؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم بجهة مراكش آسفي