الأمين العام للأمم المتحدة وشهر رمضان

لينا بريس

نورالدين قربال
بمناسبة شهر رمضان المبارك، وجه السيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريس رسالة إلى المسلمين في العالم. مركزا على أن شهررمضان شهر للتدبر والتعلم، والاجتماع فيه مبني على روح التفاهم والرحمة. مساهما في ربط أواصر الإنسانية المشتركة. كل هذا يعزز وحدة الصف والسلام، والاحترام المتبادل والتضامن ويقلص من النزاع والتشرد ومكابدة الآلام. إذن حق لنا أن نصوم مستحضرين هذه المعاني المتميزة التي هي جزء لا ينفصل عن منظومة الإسلام الخالدة، والصيام خاصة.
إن استلهام قيم هذا الشهر المبارك، يساهم في إقامة عالم أكثر عدلا وإنصافا للجميع. وبناء على هذا كله عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة لقاء ساميا لإحياء اليوم الدولي الأول لمكافحة كراهية الإسلام. واعتبر الأمين العام أن كراهية الإسلام سما. باعتبار أن المسلمين يجسدون الإنسانية بكل تنوعها. لكن للأسف يتعرضون للتحيز والتعصب بسبب عقيدتهم. معتبرا أن رسالة الإسلام تدعو إلى السلام والتعاطف والتراحم، وهذه القيم تشكل إلهاما للناس حول العالم.
إن الإسلام يحمل في طياته لفظ سلام. مشيدا بسخاء الدول الإسلامية خاصة على المستوى الإنساني، والاجتماعي. مستشهدا بقوله تعالى” وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مامنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون” الأية 6 سورة التوبة. وهذه قيمة حضارية لمفهوم الإنسانية. خاصة بعد إبرام اتفاقية اللاجئين سنة 1951. كل هذه القيم السامية تساهم في بناء الأخوة الإنسانية. إن التعايش الديني بالشكل الذي يريده الله تعالى، يساهم في تفعيل إعلان الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.
من خلال هذه الالتفاتة من السيد الأمين العام للأمم المتحدة نسجل أن هناك قطبين متناقضين: الأول يشمل السلم والرحمة والاحترام والتضامن وإقامة العدل والإنصاف للجميع والسخاء الفردي والجماعي والمؤسساتي، وقطب متناقض مع الأول نحو النزاع والتشرد، ومكابدة الآلام، والكراهية التي للأسف تشكل سما يجري في عروق اللاإنسانيين لاتصافهم بالتعصب والتمرد.
إذن ديننا الحنيف دين التدبر والتعلم، والتفاهم، فهو إلهام للناس حول العالم. وبالتالي فالبشرية تملك دينا عالميا، وهو آخر الرسالات السماوية، التي اصطفى الله تعالى إليها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. وهو رحمة للعالمين. فهل تعي الإنسانية بعظمة هذا الدين من أجل الرجوع إلى الطبيعة البشرية والفطرة الإنسانية؟ هل تقوم الأمة الإسلامية بمراجعة الذات في هذا الشهر المبارك من أجل التأهيل للقيام بهذه المهمة الحضارية المنوطة بها؟ هل نحن مؤهلون لهذا الشهود الحضاري باعتبار أن الإسلام إلهام للناس حول العالم بلغة الأمين العام للأمم المتحدة؟ هل عملنا على بناء الحضور الحضاري على بصيرة من أجل بسط الخيرية الآدمية تجاوزا للأذى السائد اليوم؟
إذن أخواتي إخواني مزيدا من التسامح والاحترام والتفاهم. مزيدا من بناء قيم عالمية التي في العمق روح ميثاق الأمم المتحدة كما صرح بذلك الأمين العام الأممي. هل يمكن تحرر الدول من الذاتية إلى السعي إلى إعمال العدل وحقوق الإنسان وإحلال السلام؟ فهل تكن الآذان صاغية لأصحاب القرار العالمي لنداء الأمين العام الأممي الداعي إلى مواصلة السعي لأعمال هذه القيم وحماية القدسية والكرامة المكفولة لكل حياة بشرية، والتصدي لقوى الانقسام بإعادة الإنسانية المشتركة؟

تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من لينابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 21 ديسمبر 2024 - 09:47

المعرض الجهوي للكتاب بمدينة بن احمد

الجمعة 20 ديسمبر 2024 - 19:10

بلاغ من الديوان الملكي

الجمعة 20 ديسمبر 2024 - 18:55

اللجنة الجهوية للتكفل بالنساء،والأطفال ضحايا العنف بفاس والتحسيس بموضوع” التنمر ضد الاطفال” 18دجنبر 2024

الجمعة 20 ديسمبر 2024 - 16:38

انضمام الدار البيضاء للشبكة العالمية (C40) للمدن الملتزمة بالعمل من أجل المناخ